حتماً سيثبت التحقيق الذي سيجريه مراقبو الأممالمتحدة في سوريا مسؤولية نظام بشار الأسد عن المجزرة التي شهدتها قرية الحولة في محافظة حمص، فجميع الدول التي لها عيون وأجهزة تتابع بما فيها حلفاء بشار الأسد من روس وصينيين متأكدين من تورط أجهزة النظام الرسمية من قطعات عسكرية وأجهزة أمنية وشبيحة وعناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في مجزرة الحولة. فالمجزرة حصلت بعد قصف مدفعي مكثف لقرية الحولة من قبل دبابات ومدفعية النظام أعقب ذلك اجتياح لمجاميع من الشبيحة وعناصر غريبة عن المنطقة يتحدثون بلهجة غير عربية، وبعد أن طوقت المنطقة ومنع المواطنين من دخولها لتتم عملية ذبح الأطفال والنساء وقد وجدوا «مربوطي الأيدي» وأن بعضهم قد ذبح والآخرون أطلق عليهم الرصاص، مجزرة لا يمكن أن يقدم عليها إلا من نزعت الرحمة من قلوبهم وقست أفئدتهم هدفهم إثارة فتنة طائفية كون جميع الضحايا من أهل السنة، الذين يتعرضون ل»تطهير» بقصد إفراغ محافظة حمص لإقامة كيان طائفي يتواصل مع المناطق الساحلية التي يسعى الطائفيون من إقامة كيانهم العلوي عند فقد السلطة في سورية. مرتكبو المجزرة معروفون ومحددون بدقة ومسؤولية نظام بشار الأسد عن هذه المجزرة مؤكدة، وهو ما دفع الدول الغربية التي لا يزال بعضها يبقى سفراء نظام بشار الأسد في عواصمهم إلى طرد سفراء ذلك النظام بعد أن صدم ببشاعة الجريمة التي ارتكبت في الحولة، إذ لا يمكن أن يقبل أن مجتمعاً يذبح الأطفال والنساء وهم مكبلون..!! هذه المجزرة التي لم يكن أحد يتصورها جعلت المجتمع الدولي يتحرك لوضع حدٍ لجرائم نظام بشار الأسد، فرغم قول وزير خارجية روسيا بأن الوقت لم يحن بعد للتدخل العسكري معاكساً الرغبة الدولية إلا أن هناك تزايداً دولياً مدعوماً بضغط عربي إلى اللجوء إلى البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز عملاً عسكرياً ينقذ الشعب السوري من جرائم النظام الحاكم. فقد تعالت الأصوات في أمريكا وفرنسا وبلجيكا وأستراليا بضرورة اللجوء إلى العمل العسكري، ورغم معارضة موسكو وبكين حتى الآن، إلا أن الضغوط الدولية تحاصر روسيا والصين، وسوف يواجه بوتين ضغوطاً دولية وأخلاقية خاصة في اجتماعه القادم مع أوباما ومع هولندا مما يمهد الطريق لإصدار قرار أممي ينهي حكم بشار الأسد لوقف المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري مع تلبية مصالح روسيا في سوريا وخاصة بالإبقاء على قاعدتها البحرية في طرطوس. هذا التصور ليس أماني فقط بل كل التحركات الدولية تشير إليه لأنه لا يمكن أن تظل روسيا والصين تدعمان نظاماً يواصل ارتكاب المجازر التي فاقت كل التصور وتجاوزت المحاذير فلم يتم قبل ذلك ذبح أطفال ونساء بمثل هذا العدد والكيفية التي تمت بها. [email protected]