لم يسبق أن شهد العالم في العصر الحديث -الذي تتعاظم فيه الدعوات لتعزيز حقوق الإنسان وحماية الكرامة الإنسانية- جريمة كالتي حصلت في حي كرم الزيتون في مدينة حمص. عشرات الأطفال والنساء مقيدة أياديهم، هشمت رؤوسهم وقطعت أطرافهم وبعد سكب (المازوت) الديزل على أجسادهم تم حرقهم. جريمة مروعة يبتدعها نظام بشار الأسد لتخويف الشعب السوري وإجباره على ترك مدنه. وقبل أن تدفن جثث الضحايا وفي أقل من 24 ساعة، ترتكب كتائب الأسد من الشبيحة والقتلة جريمة أخرى في محافظة إدلب حيث كشف عن مجزرة ارتكبتها كتائب الأسد قتل خلالها 55 شخصاً بينهم 40 أعدموا بالقرب من جامع بلال في المدينة. هذه المجزرة التي روعت المحافظة رافقتها عمليات نهب وحرق لمنازل الناشطين والمحلات التجارية في كل من حي الثورة والضبطية في إدلب. تصعيد جرائم نظام بشار الأسد في عموم سوريا يؤكد بأن الوضع بلغ حدوداً تحتم على الجميع التحرك بسرعة وجدية على النحو الذي يعيد للشعب السوري الأمل في إمكانية التخلص من محنته القاسية والمتفاقمة يوماً بعد يوم. هذا التحرك يفرض على الأسرة الدولية أن تتخلى عن التردد والمناورات التي تقوم بها القوى الدولية الكبرى وبالذات روسيا والصين، اللتان ترفضان التدخل الأجنبي والعسكري وروسيا التي تواصل إرسال شحنات الأسلحة النوعية لنظام بشار الأسد الذي يتمادى في قتل شعبه. وينظر المراقبون إلى تركيز نظام بشار الأسد على محافظتي حمص وإدلب وارتكاب مجازر مروعة هدفها تفريغ المحافظتين من المعارضين للنظام وبالذات من أهل السنة الذين يشكلون 80% من الشعب السوري، والتأسيس لكيان طائفي يعتمد على تجميع العلويين الذين يشكلون 12% من السوريين ويتمتعون بأغلبية في محافظات الساحل التي أهم مدنها اللاذقية وطرطوس وتعاظم المجازر والجرائم في إدلب وحمص هدفها ضم هاتين المحافظتين للكيان الطائفي (العلوي) الذي وضعه نظام بشار الأسد كخيار أخير في حالة نجاح الثورة السورية في إنهاء حكم عائلة الأسد وهو الذي سيحصل -بإذن الله- مما جعل كتائب الأسد يسرعون في عملية تفريغ حمص وإدلب من أهلها وتكثيف المجازر التي فاقت كل تصور لإجبار المواطنين على الرحيل منها وهو الذي يحصل هذه الأيام حيث تصاعد عمليات نزوح المواطنين السوريين من هاتين المحافظتين.