القاهرة - مكتب الجزيرة - دمشق - وكالات: وقع أمس الاثنين انفجاران دمويان في إدلب في شمال غرب سوريا استهدفا مقرين أمنيين وأسفرا عن مقتل عشرين شخصاً على الأقل وإصابة 100 آخرين بجروح، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة الدعوة التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى كل الأطراف لوقف العنف بأشكاله كافة. وقال المرصد إن «أكثر من عشرين شخصاً غالبيتهم من عناصر الأمن قتلوا» في الانفجارين اللذين استهدفا «مركزاً للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية» في إدلب. بدورها, قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن أكثر من 100 جريح أصيبوا في الانفجارين معظمهم من المدنيين. من جهة ثانية، ذكر المرصد أن انفجاراً شديداً هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وأن عدداً من السكان الذين يقطنون في المكان أصيبوا بجروح. وكانت أطلقت ليلا قذيفة «ار بي جي» على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما أفاد الإعلام السوري الذي أشار إلى أن العمل من تنفيذ «مجموعة مسلحة»، وأنه تسبب ب»أضرار مادية». كما استهدفت «مجموعة مسلحة»، بحسب سانا، ليلاً بقذيفة آر بي جي دورية لشرطة النجدة أمام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الدورية بجروح. وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان صباحاً إلى أن مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر أمس «سلسلة انفجارات مشبوهة استهدفت مبنى الإذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات» في العاصمة. وقال المجلس الوطني السوري في بيان صدر أمس الاثنين أن «ما حدث الليلة (الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكاً مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الأرهابيين». ودان المجلس «التفجيرات التي وقعت في دمشق»، نافياً أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر المجلس الوطني أن «النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها»، مطالباً ب»لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات». وكان رئيس بعثة المراقبين الدولليين الجنرال النروجي روبرت مد دعا لدى وصوله الأحد إلى دمشق كل الأطراف في سوريا إلى وقف العنف من أجل إنجاح خطة أنان. من جهة أخرى, أفرج القضاء السوري أمس عن الناشطة يارا شماس على أن تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية بالإضافة إلى ثماني تهم أخرى تصل عقوبتها إلى الإعدام, وفق ما أفاد مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني. وعلى الصعيد السياسي, تستعد الأمانة العامة للجامعة العربية لإرسال بطاقات الدعوة لمؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده بالقاهرة تحت رعايتها يومي 16 و17 مايو. وكشف السفير وجيه حنفي، مساعد الأمين العام للجامعة عن أن انعقاد هذا المؤتمر يهدف الي توحيد جهود وتحركات المعارضة السورية، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيجمع كل تشكيلات وأطياف المعارضة السورية. وشدد على أن المعارضة السورية وحدها هي التي ستحدد جدول أعماله وما ينتظر أن ينتج عنه من قرارات وخطة للتحرك خلال الفترة المقبلة. ونفي حنفي أن تكون الجامعة قد عرضت على المعارضة السورية تشكيل فريق منها للقاء الرئيس السوري بشار الأسد بغرض التحاور بين المعارضة والنظام. وفي ذات السياق, وصل إلى القاهرة أمس الاثنين سيرجي فيرجناند المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قادماً من موسكو في زيارة لمصر تستغرق يومين في إطار جولة بالمنطقة. ويجري المبعوث الروسي خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين وجامعة الدول العربية تتناول آخر تطورات الأزمة السورية على ضوء نشر المراقبين الدوليين.