دمشق، بيروت -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - غداة وصول رئيس فريق المراقبين الدوليين إلى سورية الجنرال النرويجي روبرت مود، شهدت سورية تصعيداً كبيراً في حجم العنف أمس، اذ استُهدفت ادلب بثلاث تفجيرات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين. وفيما اشارت السلطات السورية إلى تورط «انتحاريين» استخدموا سيارات مفخخة، اعتبر «المجلس الوطني السوري» في بيان ان «ما حدث من تفجيرات هو لعبة دموية اضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة»، فيما اتهمت لجان التنسيق المحلية النظام السوري ب «تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة». وإلى جانب التصعيد في ادلب، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 23 مدنياً قتل معظمهم برصاص قوات الامن في قرية واحدة في محافظة حماة بوسط سورية. فيما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن استمرار المواجهات في محيط دمشق، وافادت ان قوات الأمن السورية اطلقت النار والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في منطقة كفرسوسة في دمشق، وعن انتشار قناصة في البرج الطبي في دوما بريف العاصمة وحملة مداهمات في ساحة الكركون في كفربطنا بريف دمشق. كما تحدثت لجان التنسيق عن اقتحام الجيش السوري مدينة أريحا في محافظة إدلب وسط إطلاق نار، بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها امس سقوط 6 قتلى في مدن مختلفة، بينهم قتيل تحت التعذيب. وقال ناشطون ومنظمات حقوقية إن انفجاراً ثالثاً وقع ظهر امس في مدينة ادلب في شمال غرب سورية وتسبب بسقوط جرحى، وذلك بعد انفجارين صباحيين تسببا بمقتل عشرين شخصاً، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، وتسعة وفق الاعلام السوري الرسمي. وقال المرصد السوري عن الانفجار الثالث في بيان صدر قرابة الرابعة والنصف بعد الظهر (13:30 ت غ)، إن «انفجاراً هز حي الجامعة في مدينة ادلب قبل نحو ساعة وأسفر عن سقوط جرحى». وكان المرصد ذكر ان انفجارين وقعا صباح امس استهدفا مركزاً للاستخبارات العسكرية في مدينة ادلب وآخر للاستخبارات الجوية، وأسفرا عن سقوط عشرين قتيلا، غالبيتهم من عناصر الامن. وذكر الاعلام السوري من جهته، ان الانفجارين نتجا من عمليتين انتحاريتين استهدفتا منطقتين سكنيتين في شارع الكارلتون وحي هنونو، وتسببا بسقوط تسعة قتلى ومئة جريح غالبيتهم من المدنيين. وقالت الوكالة السورية الرسمية (سانا)، إن الانفجارين وقعا في «منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما ادى الى اضرار بالغة بالمباني وخلّفا حفرتين كبيرتين جداً». وذكرت «سانا» ان عضوين من المراقبين الدوليين «اطّلعا على آثار التفجيرين». ويوجد في ادلب بشكل ثابت مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف اطلاق النار. وبث التلفزيون الرسمي السوري صوراً عن مواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الاشخاص وقد تجمعوا حول ابنية متضررة وركام في الشارع. وقال احدهم للتلفزيون وبدا عائداً من مستشفى حيث تم تضميد وجهه إثر اصابته بجروح، إنه كان لا يزال نائماً مع أولاده في منزله عندما «سمعنا صوت انفجار هز البناء». وأضاف: «بيتي أصبح دماراً. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها». وظهرت في الصور أشلاء بشرية وبقع دماء، وقالت فتاة صغيرة وهي تبكي: «دمروا لنا بيتنا»، بينما صرخ آخر: «انهم ارهابيون». وفي صور التقطها تلفزيون «الإخبارية» السوري ، تجمع عدد من الاشخاص الغاضبين في موقع احد الانفجارين وهم يصرخون: «أي حرية؟ هذه هي الحرية»، وهتفوا: «الله سورية، بشار وبس». وشكك «المجلس الوطني السوري» المعارض في بيان امس، في رواية السلطات السورية، قائلا إن «ما حدث... من تفجيرات هو لعبة دموية اضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكاً مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين». ودان المجلس «التفجيرات التي وقعت في دمشق»، نافياً اي صلة ل «الجيش السوري الحر» وقوى الثورة السورية بها. واعتبر «المجلس الوطني» أن «النظام الأسدي يحاول بشتى الوسائل تضليل بعثة المراقبين وتشتيتها، من أجل منعها من القيام بعملها»، مطالباً ب «لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات». بدورها اتهمت لجان التنسيق المحلية النظام ب «تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء أنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة»، محملة اياه مع «أجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها». وناشدت «المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام». وجاء التصعيد في إدلب بعد ساعات من اعلان المرصد السوري عن سقوط 23 مدنياً قتل معظمهم برصاص قوات الأمن في قرية واحدة في محافظة حماة بوسط سورية. وتشهد مناطق ريف حماة مواجهات مستمرة بين منشقين وقوات النظام. كما أفاد المرصد ان مواطناً قتل امس «إثر إصابته برصاص قناصة في قرية موحسن في محافظة دير الزور» (شرق). كما قتل مواطن آخر في قرية الفرحانية في محافظة حمص (وسط) إثر «إطلاق رصاص عشوائي من أحد الحواجز العسكرية». من جهة ثانية، ذكر المرصد ان «انفجاراً شديداً هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة». واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وأن عدداً من السكان الذين يقطنون في المكان أصيبوا بجروح. ورغم الهدوء النسبي في مدن سورية عدة، قال المرصد السوري إن 39 شخصاً على الاقل قتلوا في شتى انحاء البلاد اول من امس، من بينهم مدنيون وافراد أمن ومعارضون.