القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهاد ماجد: أعرب سياسيون مصريون عن أسفهم لما حدث للعلاقات المصرية السعودية مؤكدين أن العلاقة بين البلدين أعمق من تلك الأزمة العابرة، معربين عن أملهم أن تكون هذه الأزمة سحابة صيف وتنقشع سريعا، موضحين أن هناك أيادي خفية ذات أجندات مشبوهة تسعى لإفساد العلاقات بين الرياضوالقاهرة، لما للبلدين من ثقل دولي وإقليمي، وقالوا إن المتربصين بهذه العلاقات يعلمون جيدا أن الترابط السعودي المصري هو الذي أفشل مخططات القوى الإقليمية والدولية تجاه المنطقة، وطالب الخبراء والسياسيون المصريون الإعلام بالابتعاد عن بث الفتن وإشعال الأزمات بين الأشقاء، مشددين على أهمية احترام القضاء في البلدين في القضايا ذات البعد القانوني، متوقعين أن تنحسر الأزمة قريبا. من جانبه أكد الدكتور محمد سليم العوا، المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بمصر، أن العلاقات المصرية - السعودية علاقات تاريخية بين الشعبين الكبيرين، قامت برعايتها بإخلاص جميع الحكومات المتعاقبة فيهما، وأن هذه العلاقات تستدعي تحكيم العقل واستعمال الحكمة في معالجة أي موقف يتعرض له البلدان أو أي من مواطنيهما، وقال العوا: إنه تلقى بانزعاج شديد ما تناقلته وسائل الإعلام عن نبأ إغلاق السفارة السعودية بالقاهرة، بعد الأحداث التي وقعت أمام السفارة والقنصلية السعودية بمصر، فيما قال الدكتور عبدالله الأشعل مرشح الرئاسة بمصر إن العلاقات بين الرياضوالقاهرة إستراتيجية وتاريخية، ولا يمكن لأي من كان أن يعبث بها، مشددا على ضرورة الحفاظ على قوة العلاقات السعودية المصرية التي ظلت لعقود طويلة وستظل نموذجا يحتذى به في العمل العربي المشترك، معربا عن أسفه عما بدر من بعض المتظاهرين من إساءة أمام السفارة وقال إن الشعب المصري المعروف بحبه للمملكة يرفض بكل حزم وشدة أن تهان سفارتها بأي شكل من الأشكال وتحت أي مبرر، مؤكدا أن هناك تربصاً من قوى داخلية وخارجية بالعلاقات بين البلدين ويجب على الجميع في مصر والسعودية التصدي لهذه الأجندات وعدم تمكين أصحابها من إفساد هذه العلاقات، وأوضح الأشعل أن القضايا العالقة فيما يخص المصريين في المملكة، أو السعوديين في مصر يجب أن تحل بالطرق القانونية والدبلوماسية، وحمل الأشعل حكومة بلاده السبب وراء تصاعد الأزمة وقال: كان يجب على الخارجية المصرية أن تكشف الحقائق من البداية وأن تتابع أزمة المواطن المحتجز في المملكة وتكشف لمواطنيها الحقائق كاملة بدلا من الصمت وترك الجمهور لتكهنات الإعلام ودسائس البعض، وتمنى الأشعل أن تعود المياه إلى مجاريها في أقرب وقت لأن العلاقات المصرية السعودية يجب أن تظل قوية وأبدية، كما أوضح المفكر السياسي الدكتور علي السمان أن أحمد الجيزاوي لم يتعرض لسوء معاملة في السجون السعودية وأن علاقة مصر بالسعودية تاريخية ولا يمكن أن تهتز نتيجة لحدث عارض، مشيرا إلى أن القلة التي وقفت أمام السفارة السعودية ربما يكونون قد نسوا الماضي أما نحن لا ننسى مواقف السعودية ومنها موقف الملك فيصل التي لم تنسه أمريكا حتى الآن، وأضاف السمان: إن رد فعل النشطاء السياسيين المصريين كان مبالغ فيه في أزمة الجيزاوي، وأن كلمة كرامة المصريين تم تسييسها وأن هناك من يستفيد بإشعال المقف لمصالح شخصية لهم بأجندات خارجية، لذلك ينبغي علينا كمصريين أن نرفع شعار مصر أولا وننحى المصالح الشخصية جانبا. من جانبه قال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أبو طالب إن الاتصالات التي أجراها المشير حسين طنطاوي مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستضع الأزمة في إطارها الطبيعي، وقال إن الرياض تعبر بهذه الخطوة عن عدم رضاها لما حدث من تجاوزات بحق قياداتها وسفاراتها ومسؤوليها، ورسالة بضرورة عدم تكرار هذه الأمور، وهي تلفت نظر المجتمع المصري للنتائج السلبية من تمادي بعض المصريين في مهاجمة المملكة، وإثارة قضايا يمكن الحوار بشأنها، وتوصيل رسالة إلى الشعبين المصري والسعودي على السواء، كما أن الرياض رأت أن السلوك الرسمي لاحتواء هذه المظاهرات لم يكن على المستوى المطلوب، كما أعرب السفير عبدالرؤوف الريدي الرئيس السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية عن أمله في أن يكون استدعاء السفير السعودي بالقاهرة مجرد «سحابة عابرة» في سماء هذه العلاقات الأخوية التي كان لها -ولا يزال- دور كبير في الحفاظ على أمن وسلامة العالم العربي، وقال الريدي إن ما حدث من استدعاء السفير السعودي من القاهرة بأنه «شيء محزن» و»تطور مؤسف» على صعيد العلاقات بين دولتين شقيقتين عليهما مسئولية كبيرة للعالم العربي وتميزت العلاقات بينهما بأنها علاقات أخوية متميزة. فيما قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن ما حدث بين مصر والسعودية نتيجة لأشياء لم يكن لها أي مبرر، مشيرا إلى أنه كان يجب محاولة تهدئة الأوضاع والحفاظ على العلاقات بين البلدين خاصة وأن لدينا ما يتجاوز المليون مصري في السعودية، وشدد على أنه يجب احترام القضاء السعودي، مثلما نحترم القضاء المصري، وأضاف: كان يجب على مصر أن تتعامل مع الموقف بشكل مختلف من الناحية الدبلوماسية، موضحًا أن الإعلام قام بتسخين القضية، من أجل أطراف تسعى لفشل العلاقات، وأضاف الفقي: نأمل في حكمة البلدين وقياداتهم في احتواء الموقف لأن العلاقات المصرية السعودية حساسة بطبيعتها وتطورت بشكل إيجابي خلال السنوات الماضية ويجب أن نحافظ على ذلك»، موضحا أنه بالنسبة لأزمة الجيزاوي يجب أن يتم فيها احترام أي قرار يصدر من القضاء السعودي، مشيرا إلى أنه يجب أن يتم احترام قضاء كلا البلدين وعدم اللجوء إلى التراشق الإعلامي في الفضائيات والذي أدى إلى تصعيد الأمر إلى هذا الحد السيئ.