أكد سياسيون ومثقفون وعلماء أزهريون رفضهم المطلق للمساس بالعلاقات الأخوية بين المملكة ومصر مشيرين إلى المواقف المشرفة التي وقفتها المملكة بجانب مصر في كثير من الظروف والأزمات، وجهودها الداعمة في المجالات الاقتصادية والتنموية . وأكدوا في تعليقات متفرقة ل" الرياض" على قرار المملكة بإغلاق سفارتها وقنصلياتها بمصر، واستدعاء سفيرها بالقاهرة السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان للتشاور , وذلك على خلفية الأزمة التي أثارها المحامي المصري أحمد الجيزاوي الموقوف حاليا بالمملكة لاتهامه بتهريب أقراص تأتي على رأس قائمة الممنوعات داخل المملكة. وفي تعليقه أكد السفير عبدالله الاشعل مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق: أن العلاقات المصرية السعودية أكبر من أن يعكر صفوها حادث فردي، لافتا إلي قوة ومتانة العلاقات بين البلدين منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز آل سعود . وأضاف قائلا : إن مصر عندما تريد أن ترسم سياستها الخارجية لابد أن تضع المملكة العربية السعودية في أولوياتها والبلدين بمثابة وجهين لعملة واحدة فالبلدان الشقيقان يمثلان قطبي العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي الاسلامي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج، فمصر تعتبر السعودية شريكا استيراتيجيا هاما والسعودية تعتبر مصر شريكا استيراتيجيا هاما في علاقاتها الخارجية مؤكدا أن العلاقات المصرية السعودية علاقات وثيقة ومتينة ولا يجوز العبث بها مشيرا إلي ان هناك جهات ودولا مجاورة لا تريد أن تكون العلاقات قوية بين السعودية ومصر ومن هنا علينا ان نذكر الشعبين بأهمية العلاقات بيينا وبين السعودية سواء لنا أو لهم . الاشعل : البلدان وجهان لعملة واحدة ولا يجوز العبث بعلاقتهما ومن جانبه اكد المستشار محمد مجدى مرجان رئيس المنظمة العالمية للكتاب الافريقيين والاسيويين أن خبر اغلاق السفارة السعودية بالقاهرة نزل عليه كالصاعقة مؤكدا أن العلاقات المصرية السعودية أقوى ما تكون وستظل هكذا وهذه العلاقات أشاد بها الغرب قبل العرب فهناك علاقات وثوابت تجمع البلدين عبر التاريخ تؤكد علي متانة وصلابة العلاقات بين البلدين سواء على المستوي الشعبي او الحكومي. واستشهد مرجان بمقولة مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود عندما قال مقولته " لا غنى للعرب عن مصر – ولا غنى لمصر عن العرب " فمنذ أن بدأ بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902 حرص على إيجاد علاقة قوية مع مصر وكان حريصا على زيارة مصر وكان يعتبرها الدولة الاكبر لكل العرب ومنذ ذلك الوقت والبلدين يقيمان علاقات قوية وصلبة ومتينة متمنيا أن تنفرج الأزمة على خير وتعود العلاقات بين البلدين كما كانت بل أكثر قوة . السيد البري : لا ننسى مواقف المملكة وآخرها دعمها للاقتصاد المصري بعد ثورة 25 يناير ومن جانبه أكد الدكتور السيد البري الامين العام للحزب البلد المصري تحت التأسيس أن العلاقة بين المملكة ومصر أكبر بكثير من أي حادث فردي ، وذلك باعتبارهما رمانة الميزان في العالم العربي والدليل الاعتذار الرسمي الذي قدمته الحكومة المصرية والذي جاء من قبل ارفع منصب في الدولة المصرية وهو المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم. وتابع قائلا : أن هذا الاعتذار له دلالته الايجابية على صعيد العلاقات بين البلدين وأضاف البري أننا يجب ألا ننسى ان المملكة أول بلد عربي يقف بجانب مصر في العديد من المحن ولنذكر علي سبيل المثال أن المملكة قد قررت دعم مصر بما يقرب من 4 مليارات دولار عقب ثورة 25 يناير كما أن المملكة هي أول بلد عربي قدم مساعدات عينية لمصر تمثلت في تأمين آلاف الاطنان من غاز البترول المسال كما أننا يجب ألا ننسي أن المملكة ومصر تتمتعان بتاريخ عريق من التعاون المشترك سياسيا وأقتصاديا . من جانبه أكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية على أن العلاقات الأخوية والأزلية التي تربط الممكلة ومصر يجب ألا تتأثر بأي أحداث فردية فالمملكة ومصر يربطهما تاريخ مشترك من السياسة والتاريخ والدين والثقافة وأن هذه العلاقات لا يمكن أن تتأثر بأي أحداث عارضة . وقال الشيخ عاشور إن مصر حكومة وشعبا لا تنسي للمملكة مواقفها المشرفة التي وقفتها بجانب مصر في العديد من الأزمات . من جانبه أكد السفير سيد قاسم المصري ، سفير مصر الأسبق بالمملكة مستشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عضو مجلس العلاقات المصرية الخارجية أهمية العلاقات المصرية السعودية للأمة العربية قاطبة . وقال المصرى تعقيبا على قرار المملكة أمس استدعاء سفيرها بالقاهرة للتشاور وإغلاق سفارتها وقنصلياتها بمصر إن العلاقات المصرية السعودية هى ترمومتر العلاقات العربية العربية ونوه بمؤسس المملكة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود ، الذى كان يوصي أبناءه دائما بالعلاقات مع مصر معربا عن أمله فى أن يكون الموقف الراهن فى العلاقات مجرد سحابة صيف لأن العالم العربي لايمكنه فى ظروفه الراهنة بالغة الحساسية ، تحمل هذا الموقف فى العلاقات بين مصر والمملكة .