بدأ شباب الثورة المرابطون في ساحات الحرية والتغيير في اليمن التحضير لثورة جديدة أهم مما قاموا به خلال عام بل أهم إنجاز سيحققه الشعب اليمني على الإطلاق وهو الشيء الذي يحتاج إلى مساندة كل الناس لليمن هذه الثورة هي ثورة اليمن على القات تلك الآفة الاجتماعية التي تعد من أكبر معيقات النمو في اليمن ومهدر لكل الطاقات بدءا بمحصول البن الذي اشتهرت به اليمن وكان الأول في العالم ولا يزال «موكا كوفي» رمزا للجودة في عالم القهوة ومعناه قهوة المخاء نسبة إلى ميناء المخا اليمني الذي كان يصدر منه البن الذي استبدله كثير من اليمنيين إلا من رحم الله بالقات إلى جانب استنزاف الطاقة المائية بمواردها الشحيحة في اليمن ناهيك عن إهدار الوقت وتحويل ملايين اليمنيين إلى طاقة معطلة يمضغون القات بمعدل ست ساعات يوميا لا ينتجون فيها غير الكلام الفارغ. بدأ الشباب بجملة من الفعاليات والمناشط في اليمن أهمها الدعوة إلى منع وتجريم مضغ القات في الدوائر الحكومية والأماكن العامة ودعوة أبناء اليمن قاطبة إلى قضاء يوم بلا قات، وكان هذا اليوم هو يوم 12 ابريل الحالي وربما يوم واحد لا يكفي لكن هذه الظاهرة المستفحلة لا يمكن القضاء عليها إلا بالتدريج، ولتبدأ بيوم تليها أيام وشهور إلى أن يتعافى الشعب اليمني من هذه الآفة المدمرة.. كانت هناك محاولات سابقة وضغوط داخلية وخارجية تمارس على السلطة في اليمن لعمل شيء إزاء هذه العادة السيئة وكانت تتخذ إجراءات مثل منع مضغ القات في الدوائر الحكومية والمعسكرات ونقل أسواق بيع القات خارج المدن لكن كانت كل الإجراءات تذهب أدراج الرياج بسبب اللامبالاة التي تعاملت بها الحكومة اليمنية في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح مع كثير من القضايا المصيرية ولو أحصينا نسبة زيادة زراعة القات خلال حقبة صالح لوجدناها تضاعفت رغم التحذيرات الدولية من نضوب الماء وبالذات في حوض صنعاء العاصمة المهددة بالجفاف بسبب مزارع القات المحيطة بها ورغم وجود قانون للمياه يحمي الثروة المائية من التصرف العشوائي بها الآن هذا القانون لم يفعل منذ إصداره. ومن المبهج والمفرح أن يتداعى الشباب ومعهم العديد من منظمات المجتمع المدني وقد تنضم إليهم كثير من المنظمات الدولية لتوعية اليمنيين بأضرار القات والتي هي غير خافية عليهم إلى جانب قيام الحكومة باتخاذ مجموعة من التدابير تشكل الخطوة الأولى والمهمة في سبيل التخلص من شجرة القات الخبيثة ليعود اليمن السعيد سعيدا بلا قات، وليوفر اليمنيون وقتهم وثرواتهم لما هو أهم من القات وكي لا يظل اليمن مع القات حالة شاذة ومستعصية على الفهم في محيطه الإقليمي والعربي والدولي والذين كان اليمنيون يتحسسون كلما أشير إلى القات بسلبية لكنهم اليوم هم من أعلن إدانة القات ونتمنى لثورة اليمن الكبرى على القات التوفيق والسداد.