وضعت «ساينوبيك/سابك تيانجين للبتروكيماويات» أمس 3 أبريل حجر الأساس لمشروع مشترك لإنشاء مجمع لإنتاج البولي كاربونيت في منطقة بنهاي بمقاطعة تيانجين بالصين بطاقة إنتاجية تبلغ 260 ألف طن سنوياً. وكانت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وشركة الصين للبترول والكيماويات (ساينوبيك) قد تعاونتا من قبل في إقامة مشروع لإنتاج الإيثيلين بطاقة إنتاجية تبلغ مليون طن سنوياً. حضر حفل تدشين المشروع صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك)، والمهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي، وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصناعي، وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأمين لجنة الحزب في مدينة تيانجين شانغ قولي، ونائب أمين حزب تيانجين وعمدة تيانجين هوانغ شينغو، كما حضر الحفل نائب أمين حزب تيانجين، وأمين بلدية منطقة بنهاي هي ليفنغ، وعضو اللجنة القائمة لبلدية تيانجين والنائب التنفيذي لعمدة تيانجين يانغ دونغليانغ، وتشنغ يو فو، رئيس مجموعة (ساينوبيك)، ووانغ تيانبو نائب رئيس المجموعة ورئيس شركة (ساينوبيك)، وداي هولينانغ نائب الرئيس الأول لشركة (ساينوبيك). يذكر أن «ساينوبيك/سابك تيانجين للبتروكيماويات» تأسست في أكتوبر 2009م كمشروع مشترك مناصفة بين (سابك) و(ساينوبيك). ركزت المرحلة الأولى من المشروع على إنتاج الإيثيلين، وقد بدأ الإنتاج فعلياً في يناير 2010م بطاقة إنتاجية سنوية بلغت مليون طن متري. أما مجمع البولي كاربونيت الذي تبلغ قيمته الاستثمارية ما يعادل 1,7 مليار دولار، وسيقام على مساحة بلغت 67 هكتاراً، فيمثل المرحلة الثانية من المشروع المشترك، ويستهدف إنتاج 260 ألف طن متري سنوياً، وقد أُقرت هذه المرحلة من قبل اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح في 13 يناير 2012م . وكان من المقرر أن يبدأ العمل في إنشاء المجمع الجديد في 3 أبريل 2012م، ويكتمل بحلول عام 2015م. وسوف يحوي المجمع نظامي إنتاج خاليين من غاز الفوسجين، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منهما 130 ألف طن متري سنويا. سيقوم المجمع لدى تشغيله بإنتاج أربع فئات أساسية من البولي كربونيت (فئة الخلط، فئة البثق، الفئة البصرية، فئة القولبة). ويستخدم المجمع الجديد تقنية تصنيع عالمية خالية من غاز الفوسجين، تتوافق مع توجهات الصين الرامية إلى ترشيد استهلاك الطاقة وخفض معدلات انبعاث الكربون. ومن خلال تلك التقنيات والمعدات الحديثة سيوفر المجمع منتجات عالية الجودة والقيمة، يمكن استخدامها في نطاق واسع من التطبيقات، ومن ثم سيسهم بشكل أساسي في تطوير قطاع البتروكيماويات في تيانجين والدفع باقتصاد منطقة بنهاي قدما نحو آفاق جديدة، ويلبي متطلبات السوق من البتروكيماويات في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة قال هوانغ شينغو «يأتي هذا المشروع على غرار التعاون الناجح الذي جرى بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وشركة الصين للبترول والكيماويات (ساينوبيك) الذي تم على أثره إقامة مشروع لإنتاج الإيثيلين بطاقة إنتاجية بلغت 100 ألف طن سنوياً، إضافة إلى مشروعات مشتقات تكرير البترول بطاقة 10 ملايين طن. ومن شأن هذا المشروع الجديد أن يعمق العلاقة المتينة بين المملكة والصين، ويُعجل من تطوير منطقة بنهاي الجديدة، كما يشكل خطوة جوهرية في خططنا الإستراتيجية لبناء قاعدة صناعية عالية المستوى في قطاع البتروكيماويات بتلك المنطقة. وسوف نقدم الدعم الكامل لتقديم أفضل الخدمات وتوفير بيئة مثالية لضمان تنفيذ هذا المشروع بسلاسة. وقال فو تشنغ يو: «يمثل هذا المشروع ثمرة المشاركة الفاعلة بين شركتي (ساينوبيك) و(سابك)، كما يشكل خطوة مهمة بالنسبة لشركة (ساينوبيك) لضمان تنوع منتجاتنا وتوسيع نطاق السوق المستهدفة وتعجيل تغيير أساليب التطوير الاقتصادي لدينا. كما سيدعم هذا المشروع ميزاتنا التنافسية ويقود توجهات الصين نحو الريادة في قطاع البتروكيماويات. كذلك سيقوي المشروع علاقات التعاون الاستراتيجية بين الطرفين ويعزز أواصر الصلة بين الصين والمملكة. فكلا الطرفين عازم التزام الكفاية والامتياز والسلامة وحماية البيئة في هذا المشروع. من جهته قال سمو الأمير سعود: «يجسد هذا الاحتفال اليوم إنجازاً مهماً بالنسبة ل(سابك)، وتعاوناً آخر ناجحاً بين (سابك) و(ساينوبيك)، وخطوة جديدة لتعميق التعاون بيننا وبين شعب الصين العريق. وقد تقاسم الطرفان الطموحات لإقامة تعاون استراتيجي طويل الأمد من شأنه أن يسهم في إثراء اقتصادات المملكة والصين في مجالات البحث العلمي والتقنية والابتكار، والهندسة، وتسويق المنتجات.» تجدر الإشارة إلى أن الطلب على البولي كاربونيت هو الأكثر نمواً بين أنواع البلاستيكيات الهندسية الخمسة، لما لهذه المادة من خواص مهمة مثل الشفافية والمتانة، والتي تتيح استخدامه في العديد من التطبيقات الصناعية خاصة في مجال صناعة السيارات والتطبيقات المنزلية والمستلزمات الطبية. ومع النمو الذي تشهده قطاعات مثل الإلكترونيات والسيارات وتقنية المعلومات ومواد البناء في الصين، فإن هناك زيادة كبيرة في الطلب على البولي كاربونيت والمواد الهندسية الأخرى. ففي عام 2010م بلغ استهلاك الصين من البتروكيماويات 1,13 مليون طن متري، في حين كان الناتج المحلي 220 ألف طن فقط. تعتمد الصين بشكل أساسي على استيراد البولي كاربونيت، وقد شكل البولي كاربونيت النصيب الأكبر في حجم استيراد الصين من البلاستيكيات الهندسية. وبحسب التقديرات الأولية فإن الطلب على البولي كاربونيت في الصين سيصل إلى 1,78 طن بحلول 2015م بمتوسط زيادة سنوية تبلغ 10%.