أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه لا يمكن إجبار الناس على تغيير قناعاتها وفرض التساوي في فهمهم وتعاطيهم مع ما يطرح من إشاعات وكلام ليس له أساس من الصحة، حول المطالبات التي دعت لمقاطعة المعرض ووصمه بالمعرض التغريبي ملمحاً إلى وجود عدد من الجهات التي أبدت معارضتها للمعرض وما يحتويه من كتب ومطبوعات. وقال وزير الثقافة والإعلام عقب جولته التفقدية مساء يوم أمس الاثنين في معرض الكتاب، برفقة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان ومدير المعرض الدكتور صالح الغامدي «إن المعرض الرياض الدولي للكتاب - الذي ينطلق مساء اليوم ويستمر لعشرة أيام - يعد فرصة أمام الجميع لزيارته والاطلاع على ما يقدم به من كتب ومطبوعات ومحاضرات وحلقات نقاش ليقفوا بأنفسهم على حقيقة المعرض وما يعرض به». ودعا معالي زير الثقافة والإعلام كافة المعارضين والمؤيدين للمعرض أن يزوروا المعرض، مبيناً أن من حق من يريد المقاطعة أن يقاطع المعرض، مضيفاً: «ومن أراد المقاطعة فليقاطع لن نفرض عليه زيارة المعرض رغماً عنه، والدولة لا تفرض على أحد القدوم للمعرض، وإنما تقدم هذه التظاهرة الثقافية للجميع ولمن أراد الحضور لها». وتساءل معالي وزير الثقافة والإعلام قائلاً: من يحارب الكتاب والثقافة والمعرفة؟ معتبراً أن أولئك المعترضين أنه ضحايا إشاعات ومقولات مغلوطة لا أساس لها من الصحة، داعياً إياهم إلى زيارة المعرض، ولافتاً أنها دعوة عامة للجميع لزيارة المعرض والاطلاع على ما يحويه من ثقافة ومعرفة.وقال معالي وزير الثقافة والإعلام في شأن من يقومون بالاحتساب خلال أيام المعرض: «أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بهذا الأمر» وموضحاً أنه لن يسمح لأحد بالإخلال بالنظام والأمن داخل المعرض، وخلال فعاليات المعرض طيلة أيامه». وشدد معالي وزير الثقافة والإعلام على أن هناك قنوات حددتها وزارته لمن أراد الاعتراض أو تقديم ملاحظاته على ما يقدم بالمعرض من كتب ومطبوعات أو حتى فعاليات وبرامج، ومشيراً إلى تخصيص عدد من اللجان المتخصصة للنظر في تلك الشكوى، ولافتاً لتواجده وكذلك بقية وكلاء الوزارة طيلة أيام المعرض، وأنهم على أتم الاستعداد للاطلاع والاستماع لأي مقترح أو شكوى يقدمه أي من زوار المعرض. وبيّن أن الجهة المخول لها بالاحتساب داخل المعرض هو جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كونه الجهاز الحكومي المناط به المسؤولية عن الاحتساب، ومبيناً أنهم بوزارة الثقافة والإعلام عقدوا عدداً من الاجتماعات مع كبار المسئولين بجهاز الهيئة لتنسيق الجهود العمل كفريق عمل واحد للتصدي لأي من المخالفات الشرعية التي قد تقع خلال أيام المعرض. واعتبر الوزير خوجة أن أي عمل من تلك الأعمال الاحتسابية يجب أن يكون مرتباً ومنظماً وفق الآليات المسموح به والمقبولة، مشيراً إلى أن وزارته قامت بكافة ما يترتب عليها من حيث التنظيم والتنسيق للمعرض، ولافتاً لقيام العديد من الجهات الحكومية بالتعاون مع اللجنة العليا للمعرض لحفظ الأمن والنظام طيلة أيام المعرض. وزاد قائلاً «نحن نؤمن بأن كافة الجهات الحكومية والخاصة العاملة بالمعرض تقوم بعملها على أكمل وجه»، وأضاف «ونحن واثقين من الجهات الأمنية بأنها ستقوم بالعمل الواجب عليه تجاه حفظ الأمن والنظام». وقال الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام «ما شاهدته اليوم في معرض الرياض الدولي للكتاب من توزيع وتنوع لدور النشر يشعر المرء بالاعتزاز والفرح، عطفاً على الجهود الكبيرة المبذولة من قبل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية وبقية زملائه، والذين بذلوا قصار جهودهم لإظهار هذه المناسبة الثقافية الكبرى بالمظهر الذي يليق بها». وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام أن 450 دار نشر من 25 دولة شاركت هذا العام بمعرض الرياض الدولي للكتاب، تعرض خلالها 200 ألف عنوان، موضحاً أن كافة الاستعدادات للمعرض تمت كما هو مخطط له، ولافتاً لكون المعرض حظي بلجان عدة تولت مهام التنظيم والتنسيق للمعرض.وأكد على كون اللجان العاملة بالمعرض تتمتع بالكفاءة والجدية والمهنية العالية، مؤكداً أن النظرة التي تتمتع بها تلك اللجان جاءت من خلال عملها الممتد طوال الدورات السابقة للمعرض.وشدد معالي وزير الثقافة والإعلام على عدم وجود ما يسيء للعقيد الإسلامية أو الدين أو يسيء للقيادة السياسية، ومؤكداً على تركيز اللجنة العليا المنظمة للمعرض على كافة المعروضات بأجنحة الدور المشاركة، ولافتاً لكون المعرض يتمتع بكم كبير من الموضوعات والمعارف التي تنشر فيها كافة دور النشر وبعدد من اللغات العربية وغيرها من اللغات العالمية. وأشار معالي وزير الثقافة والإعلام إلى اهتمام المعرض بالطفل من خلال تخصيصه لجناح كامل، معتبراً أن الطفل يمثل اللبنة الأولى لتشكيل ثقافة المجتمع، وهو الأساس الذي يعتمد عليه مستقبل الأمة، وهو الغرس الحقيقي لنمو المعرفة السليمة.وأكد على حرص وزارته على تبني المشاريع والبرامج التي تخدم الطفولة بالسعودية، ومشيراً لإقامة الكثير من المؤتمرات والفعاليات الموجهة للطفل، ولافتاً إلى تقديم الكثير من البرامج خلال احتفاء الوزارة باليوم العالمي للطفل، الذي تحتفي به الوزارة في كل عام مع بقية دول العالم. وبيّن وزير الثقافة والإعلام أن المعرض الافتراضي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012، يعتبر خطوة جديدة تخطوها اللجنة العليا للمعرض، معتبراً أنه لم يشهد مثل تلك التجربة في أي من المعارض الدولية التي زارها.وأضاف «وهو من الأمور التي نعتز بها، لما يمكنه المعرض الافتراضي من إتاحة الفرصة لمن أراد ومن أي بقعة في العالم أن يطلع على محتويات المعرض من كتب ودوريات ونشرات، تقدم للزائر لمقر المعرض بشكل فعلي». من جانب آخر كشف معالي وزير الثقافة والإعلام على وجود تنسيق جارٍ مع الغرف التجارية السعودية على استحداث صالات معارض أكبر مما هو عليه وضع وحجم معرض معارض الرياض، وذلك لضيق المساحة الحالية له لاحتواء الفعاليات الكبيرة كمعرض الكتاب، وموضحاً أن العمل قائم على قدم وساق لإيجاد بدائل داخل المساحة المتاحة حالياً بالمعرض، ولافتاً إلى توزيعهم للمساحات بين دور النشر المشاركة بالمعرض بما يتناسب وحجم مشاركة كل دار نشر.وكشف معالي وزير الثقافة والإعلام أن هناك الكثير من الجوائز التي ستطلقها وزارته بعد أن قامت بإطلاق جائزة الوزارة للكتاب على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2012، ومشيراً لوجود عدد من اللجان العاملة بالوزارة تقف على مشاريع لجوائز تتعلق بالرواية والشعر وغيرها من المجالات الثقافية، التي سترى النور في السنة المقبلة أو التي تليها بعد استكمال كافة الدراسات المتعلقة بها.