-كان يا ما كان.. في قديم الزمان والمكان فريق يدعى الهلال.. ولا يزال يسير على ذلك النهج والمنوال.. هوايته المفضلة هي اقتناص الكؤوس وافتراس البطولات.. قبل خمسة عقود حقق لقب (بطل الكأسين) إحداهما كأس ولي العهد.. والذي عقد معه معاهدة صداقة دائمة.. ففي مساء الجمعة الفائتة (كرر عاداته) وحصد الكأس الغالية التي تزينت في عهد ولي العهد للمرة الأولى.. وللمرة الخامسة على التوالي.. والحادية عشرة في تاريخ المسابقة! )) منذ ذلك التاريخ.. أي قبل نصف قرن والهلال يمضي قدماً متجاوزاً الفرق التي سبقته في تحقيق بطولات.. لم يكن (الزعيم) حينذاك قد خرج على قيد الحياة! - لا يكاد يمر موسم رياضي.. إلا والهلال يرسم أجواء من الفرح والسعادة على نفوس محبيه الذين ازدادت كثافتهم في مدرجات ملاعب كرة القدم بداية من ملاعب الصايغ والصبان واسلام ويعقوب الترابية وحتى الآن وليس انتهاء في الاستادات الرياضية الكبيرة المنتشرة في معظم مدن المملكة! - والهلال الذي أصبح حالياً يحتل مركز الصدارة بفوزه بنصيب الأسد على خارطة البطولات وانفراده بالمقدمة بواقع 53 بطولة.. إنما يستمد ثقافة الانتصارات من جراء متانة وجودة البيت الأزرق منذ إشهاره.. هذا النادي يختلف عن كافة الأندية بنموذجيته.. والقائمون عليه لا يعرفون سوى لغة العمل الجاد لهدف واحد هو الرفع من مستوى ومكانة الهلال من خلال الابتعاد عن ثقافات (الطهبلة) وأخواتها كالتشكيك وكيل الاتهامات والصراخ.. وحتى البكاء والعويل! - والهلال كناد عريق لم يكن يوماً يلعب وفقاً لقاعدة البكاء على اللبن المسكوب وإجادة موال الغناء بالتاريخ القديم، فالهلال تاريخ متواصل مع الألقاب والبطولات ومن دون توقف! - وإن غاب المطر عن الأرض المتعطشة له عدة مواسم.. كان هلال الرياض يقدم لعشاقه الهدية تلي الهدية من حصد الكؤوس في مختلف المسابقات وكذلك على مستوى الألعاب المختلفة! - متلازمة (متعودة دايماً) للممثل المصري الزعيم عادل إمام.. تبدو نسخة مماثلة وتنطبق (صوت وصورة) على الأمة الهلالية الجارفة التي أصبحت تردد (متعودة دايماً) مع كل بطولة زرقاء!! تجذب لها مشاعر الفرح والسعادة فتبدو تعيش حالة من الاستقرار النفسي الذي ينعكس في واقع حياتها اليومية على مجمل سلوكها المتسم بالهدوء والانضباطية والابتعاد كلية عن أجواء الشحن والتوتر النفسي.. وما يصاحب ذلك من قلق وانفعال! - قديماً.. كان بعض من (الكارهين) لكل ما يمت للون الأزرق بصلة يردد مقولة (عسى الهلال ما يفوز) حتى لو كانت مباراته مع العلمين أو أرطاوي الرقاص وحجتهم بذلك تبدو واهية كبيت العنكبوت.. إن الفرح الهلالي يؤثر سلبياً على الحركة المرورية وينثر الفوضى ويخلق الربكة في الشارع السعودي مما يتوجب عليه تعطل مصالح الناس! لكن ثبت مع مرور الأيام.. وبما لا يدع مجالاً للشكوك والظنون.. أن حركة السير في الشوارع والطرقات تجري بطريقة سهلة ومنتظمة وبعيداً عن الفوضى.. لأن الجماهير الهلالية ال(متعودة دايماً) على الظفر بالبطولات المتتابعة يساهم بشكل مباشر في ارتفاع المستوى القيمي والأخلاقي على سلوكها حيث يمنحها قدراً عالياً من الرقي والالتزام بالأنظمة وعدم الخروج عن الآداب العامة.. وأجزم أن القائمين على المرور يجدون راحة تامة في ضبط الشارع وتصريف وانسيابية حركة السير في حالة فوز الهلال.. على عكس تحقيق أي نادٍ آخر بطولة وإن كانت (تنشيطية) وكان مبتعداً منذ عشرات السنوات.. فإن هذا يدعو رجال المرور لاتخاذ خطط وتدابير عاجلة بهدف ضبط الشارع باعتبار الفرحة التي حدثت بعد سنوات عجاف سوف تفرز سلوكاً سلبياً على ضوء ما أسفرت عنه دراسات اجتماعية! .. وسامحونا! وأخيراً.. الهلال أكبر من عبدالرحمن بن مساعد!! أقول بصدق.. ومن على أرض الواقع بأن هناك ثمة شواهد تؤكد بأن أكثرية رؤساء الأندية يعتبرون أنفسهم دائماً وبما يقدمونه من جهد معنوي ومادي بأنهم (الأكبر) من أنديتهم حتى ولو كانت ذات مكانة تاريخية راسخة ومتجذرة.. وقد نشأت قبل ولادتهم! تجدهم يمارسون معها سياسة (المن والأذى) ومن ثم نكران الجميل تجاه أنديتهم التي كان لها الدور البارز في تقديمهم للوسط الرياضي وتعريف الرأي العام بهم.. وإن كان بعضهم (مجهول الهوية) قبل تربعه على عرش كرسي الرئاسة!! - يتحدثون كثيراً.. ويزعمون العمل (ليل نهار) (24 ساعة صيدلية مناوبة) لا لشيء يذكر.. ولكن بهدف إسعاد جماهيرهم!! - لكن.. هيهات.. هيهات أن يتم تمرير تلك الأساليب المكشوفة على الكثرة من الجماهير التي تمتلك قدراً عالياً من الوعي والمعرفة بحقائق الأمور.. ويا ليت هؤلاء يتعلمون (بالمجان) من مدرسة الشاعر الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي يؤكد في أكثر من مناسبة على تواضعه الجم.. والاعتراف بأن الهلال الكيان أكبر دائماً من أي منتسب له حتى لو كان رئيساً للنادي! .. و.. سامحونا! خاتمة: احتفل الهلال منذ أسبوع بالذكرى ال53 له في سجل البطولات والإنجازات.. مبروك.. ودامت الأفراح الزرقاء! و.. سامحونا!