يتساءل عدد من الإخوة الشعراء عن سبب امتناعي غالبا عن وضع مقدمة للقصائد، وبرأيي المتواضع أن المقدمة التي تسبق القصيدة إذا لم تكن للضرورة فلا داعي لوجودها فالقصيدة الجيدة لها القدرة الكافية على تقديم نفسها بنفسها دون واسطة من المحرر ليقيني التام أن القارئ الفطن لديه القدرة الكافية على الفرز والتقرير بنفسه أحقية قصيدة دون أخرى بالاهتمام والاحتفاظ لها ولشاعرها بعلو القيمة الأدبية. وقد تُفهم المقدمة على أنها نوع من التزكية والإعجاب من قبل المحرر ومحاولة لفت نظر القارئ إلى أهمية النص المسبوق بمقدمة وهنا يقع في أكثر من إحراج أمام أصحاب النصوص أولا، فنوعية المقدمة لابد أن تختلف من نص إلى آخر وقد يكتب من ينتهج أسلوب المقدمات أحيانا وهو في حالة مزاجية عالية مقدمة ربما فاقت النص إبداعا أو بمزاجية سيئة فقلل من قيمة نص يستحق الإشادة والثناء وهنا الحرج، فالقارئ وصاحب النص يقيسون قناعة المحرر من خلال مقدمته. ولاشك أن للمقدمات دوراً مهماً في إيضاح ما يجب إيضاحه حول النص أو الشاعر إذا دعت الضرورة لذلك أو كانت المقدمة جزءا من النص لايستغنى عنه لسبب أو لآخر، ومن هنا فإن من الواجب ألا يسمح المحرر لنفسه بنشر ما لا يستطيع الدفاع عنه من نصوص فإما أن ينشره عن قناعة تامة أو يمتنع عن نشره، وقد لا يُرضي ذلك البعض ولكن رضا القارئ ومتعته وفائدته هي المقدمة على غيرها والتي هي الهدف الأسمى والدائم بإذن الله. وقفة ل: عبد الرحمن العشماوي: تألقي يا حروف الشعر واتخذي إلى شغاف قلوب الناس أسبابا وصافحي لهب الأشواق في مهج محروقة واصنعي للحب جلبابا