لم يطرأ على ذهني غير هذه التسمية لفارس الصحافة الأستاذ الكبير والصحفي المعروف الأستاذ/ حسن عبدالحي قزاز حين رن هاتفي من أخي المتكلم سعد المالكي وأخبرني بانتقال الأستاذ حسن قزاز إلى الرفيق الأعلى غفر الله له، هذه التسمية أقل مايمكن أن أسميه بها كما عرفته وعرفه الزملاء في الصحافة الذين تتلمذوا على يده وأنا أحدهم، لقد عرفته عام 79 ه عندما كان يأتي إلى الرياض بطلب من جلالة الملك سعود رحمه الله، ثم عملت معه وتحت رئاسته في جريدة البلاد الذي هو صاحبها ورئيس تحريرها في ذلك الوقت حيث قد قام بافتتاح مكتب جريدة البلاد في الرياض في شارع الثميري، ثم عملت معه كمدير لمكتب البلاد في الرياض وتعلمت منه كيف أتعامل مع كبار المسؤولين وغيرهم، كان رحمه الله يقوم بجولات على أصحاب السمو الأمراء والوزراء وكنت إذ ذاك في رفقته في هذه الجولات، عرفته معلما ومدربا للصحفي المبتدىء وعرفته رجل المهمات الصحفية. إضافة إلى مايتمتع به من علاقات اجتماعية وإنسانية، عرفته حريصا على تطوير جريدته وتقدمها حيث كانت هي الأولى يتابعها القراء كل صباح ويجد القارىء مايبحث عنه، انه المعلم الصحفي الناجح بما لمسته وأدركته وتعلمته منه أنا ومن عمل معه في جريدة البلاد وهاهم اليوم ولله الحمد يعدون ضمن أبرز الكتّاب والصحفيين، كان يرحمه الله مدرسة بما كان يتحلى به من ممارسات مهنية واتصالات صحفية يتعلمها ويعلمها، ذلك هو الأستاذ حسن قزاز اما المواقف التي رأيتها فهي كثيرة وسأتطرق لواحدة منها فعندما استلم جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الحكم في هذه البلاد المعطاء توجه إلى المنطقة الشرقية لإلقاء خطابه التاريخي المشهود في احد ميادين مدينة الدمام وبعد أن انتهى جلالته من الخطاب في هذه الوقت الذي كان لا يوجد فيه مواصلات سريعة تقدم الأستاذ حسن قزاز رحمه الله بطلب إلى جلالة الملك بواسطة الشيخ محمد النويصر رئيس الديوان الملكي وطلب منه بأن تتوجه إحدى الطائرات من الظهران إلى جدة لكي تقوم بإيصال المادة الصحفية التي تحصل عليها وذلك لنشرها في حينه وفعلاً تم له ما أراد بموافقة الملك فيصل، هذا واحد من مواقفه وجهوده الصحفية التي أستشهد بها في هذا المقال القصير، ان للأستاذ حسن قزاز في نظري اليد الطولى في تحريك الصحافة المحلية وتقدمها وتطورها في هذا البلد المعطاء. بقي لي أن أقول: إلى جنة الخلد يا أباعبدالوهاب، لقد عطرت ذكراك بما قدمته من خدمات للصحافة المحلية وخصوصاً في المنطقة الغربية وسوف يسجل لك التاريخ ماقدمته وماقدمه أمثالك في خدمة هذا الوطن صحافة واعلاما، رحمك الله. إنا لله وإنا إليه راجعون .