بعد التحية: يطرح الناس في مجالسهم الآن التحول الكبير الذي طرأ على برامج التلفزيون السعودي وسعيه لاستقطاب المشاهدين الذين كانوا من نصيب القنوات الأخرى حيث بدأ التلفزيون بتقديم برامج شيقة تضمنت معلومات ثقافية ودينية مفيدة اهمها ان المذيع مثلا في مسابقة الكبار يطلب المتسابق قراءة آيات من القرآن الكريم وتدور الاسئلة حول بعض التفاسير والمعاني التي تحتويها هذه الآيات وكذلك اذاعة القرآن الكريم بتواصل جميل نستمع به يوميا ومادة علمية تقدم في برنامج الاطفال جعلتهم المذيعة يستمعون بآذان صاغية وينتظرون الجوائز ويتركون الافلام الكرتونية الخرافية، وهكذا كانت معظم برامج شهر رمضان وقد سبق ذلك برنامج هام جدا ارتبط بمناسبة وطنية هامة ألا وهي ذكرى مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم حيث قدم آلاف المواطنين التهاني لمليكهم وقائدهم معبرين عن شكرهم له حفظه الله على جهوده. واجزم ان هذه هي البداية الصحيحة للتلفزيون السعودي في سعيه الحثيث ليجنب ابناءنا وبناتنا اللجوء للفضائيات الاخرى وما فيها من سموم وأرى ان خطوة وزارة الاعلام كانت موفقة جدا بحيث تتماشى مع العصر لأن كل القنوات الاخرى دون استثناء تطرح المسابقات على مشاهديها وتحفزهم بالجوائز والهدايا ويحاول بعضها اجتذاب المشاهدين عبر اساليب غير لائقة قد تصل حد الاثارة نربأ بتلفزيون المملكة العربية السعودية ان يسلك طرقا مثل هذه فهو يمثل البلاد التي انطلقت منها الدعوة وما زالت تتبنى كل ما هو في مصلحة الاسلام والمسلمين وبالتالي فان السؤال الذي يطرح كلما جد جديد هو مدى كونه حلالا ام حراما وهذا بالطبع نابع من حرص هذا الشعب على تحاشي كل ما هو محرم من المعاملات. وحول هذا ومع فرحتي بما تم اتصلت بالشركة التي توزع الباطاقات الخاصة بالمسابقة ظنا مني انهم هم الذين يقدمون جوائز المسابقات ولكن جاءتني افادة الشركة ان ليس لهم علاقة بموضوع الجوائز وانهم فقط يقدمون خدمة الاتصالات الهاتفية ومايتصل بها للمتصلين. ثم سألتهم عن سعر الدقيقة الواحدة ولماذا هي ليست مطابقة لسعر الاتصالات؟ وكانت افادتهم ان المسألة ليست اتصالا عاديا فهو اتصال يتطلب استئجار عدد كبير من الخطوط تصل الى الآلاف وليس العشرات من خطوط شركة الاتصالات السعودية لربط جميع انحاء المملكة اذ السعر موحد لكل المتصلين مهما كان موقعهم ويتطلب ذلك ايضا اعداد اجهزة تسجيل صوتي عالية الدقة ثم تطبع المادة المسجلة على اجهزة الكمبيوتر وتسجل على اسطوانات كما ان هناك فريقا متكاملا مجهز بالسيارات لتوزيع البطاقات على نقاط البيع ويلاحظ ان كل ذلك لابد ان تترتب عليه تكلفة كبيرة لاتقارن بتكلفة الاتصال العادي المعلن من الدولة ايدها الله. واتصلت بالمنتج المنفذ رئيس شركات السحمي للوسائل الفنية الذي افادني ان دورهم هو دور المنتج المنفذ لبعض البرامج وهذا مجال تخصصهم وفيما يتصل ببطاقات المسابقات فهو يقوم بالتنسيق بين الشركة التي تقدم خدمة الاتصالات وبين التلفزيون لتحقيق الهدف وهو ربط المشاهدين بالبرامج التي يرغبون الاتصال عليها ولا علاقة لهم مطلقا بما يقدمه التلفزيون من جوائز او هدايا المتصلين حيث تقدم هذه الجوائز من وزارة الاعلام ممثلة بالتلفزيون كحافز للمشاهد سعيا لتحقيق الهدف الذي يرمون اليه وهو توصيل الرسالة الاعلامية للمملكة الى اكبر عدد ممكن وما الرسالة الاعلامية للمملكة الا رسالة اسلامية في مقامها الاول وتهدف في الاساس الى تبيان موقف المملكة من القضايا المعاصرة وتهتم بتربية المشاهد تربية سليمة وتسليحه بالثقافة الاسلامية التي لا غلو فيها. ومن الواضح ان هناك صراعا محتدما بين القنوات الفضائية التي ولجت الى البيوت دون استئذان واصبحت في متناول يد الجميع ومن الواضح ايضا ان هذا المد وهذا الصراع سيستمر وسيتصاعد وستكون هذه الجوائز هي الطعم الذي يقدم للفريسة في القنوات الاخرى وهي دون شك ابناؤنا وبناتنا وابتعادنا عن الساحة لايحل المشكلة بل يزيدها عمقا ويطيل. اما حلها ان لم يجعلنا نفقد الحل نهائيا فالتلفزيون السعودي بفضائله المعروفه لا بد ان يتقدم خطوة الى الامام في المنافسة بسلاح اقوى وأشرس وقد فعل خيرا عندما اضاف الى المادة الدينية والعلمية التي لاتتم الا بجائزة منافسة لما تقدم بالفضائيات، كما ان زيادة الجوائز هي زيادة في عدد المشاهدين وبالتالي زيادة في عدد وقيمة الاعلانات التي ستصب في مصلحة التلفزيون وبالتالي يستطيع تطوير برامجه والسيطرة على سوق الاعلان. وانا لست بصدد الدفاع عن المسابقات والجوائز بل اظن اننا مواجهون بحرب مخطط لها تهدف الى غزونا ثقافيا وفكريا للسيطرة على شبابنا الذي هو مستقبل بلادنا وامتنا، وأفضل طريقة لحمايته هي البرامج الجيدة التي يقدمها التلفزيون السعودي التي استطاعت ان تجذب الملايين من المشاركين في مختلف برامجه من خلال بطاقة التلفزيون. عبدالله محمد السيد الرياض المملكة العربية السعودية