قديماً جذبت الناس إلى مشاهدة التلفزيون والمشاركة عبر البريد واليوم رسائل sms تفي بالغرض قبل بدء البث التلفزيوني في بلادنا عام 1385ه، كان الناس في شهر رمضان المبارك يقضون يومهم كأي يوم عادي يمر عليهم من أيام السنة، ولا يميزه عن غيره سوى الصيام في النهار والقيام وصلاة التراويح في الليل، وكانت تلك الفترة أيضاً مصاحبة لعدم وجود الكهرباء في معظم البلدان سوى العاصمة الرياض والمدن الكبرى في المنطقتين الغربية والشرقية من البلاد، لذا كان الناس ينامون من أول الليل ويستيقظون آخره لتناول وجبة السحور، ومن ثم يؤدون صلاة الفجر ليحظوا بعد ذلك بقليل من سويعات النوم الهانئ ليستيقظوا بعد شروق الشمس لممارسة أعمالهم اليومية، ومن بعد ذلك يستقرون في بيوتهم لقضاء فترة الظهيرة في القيلولة أو الراحة، وبعد صلاة العصر ينتشرون في الأسواق للبيع والشراء أو لقضاء حوائجهم حتى قبيل غروب الشمس ليذهبوا إلى منازلهم لتناول وجبة الإفطار مع انطلاقة المؤذن لصلاة المغرب، وبعد أداء صلاة المغرب يعود الجميع إلى إكمال إفطارهم ليعودوا إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، التي يعقبها تجمع الكبار في منزل أحدهم ليتسامروا في ضوء السراج أو النار التي تمتلئ بها مواقد إعداد القهوة -الوجار-، فيما تجتمع النساء أيضاً لقضاء وقت «العتيم» أي المسامرة، وقبيل منتصف الليل يهجع الجميع للنوم استعداداً لتناول السحور وبدء يوم جديد من الصيام، وكانت هناك قلة قليلة ممن يمتلكون جهاز «الراديو»، الذي يستمعون إليه وإلى ما يقدمه من أخبار وبرامج تثقيفية في خفية وبصوت خافت خوفاً من هجمة شرسة من رجال الحسبة، الذي سيكون تحطيمه أقل ما سيفعلونه، حيث إن الراديو كان محارباً في بداية ظهوره، وبعد أن انتشرت الكهرباء في المدن والقرى عرف الناس السهر في الليل، وزاد من متعة السهر وجود التلفزيون الذي بدأ بثه الفعلي عام 1385ه، حيث بات يعرض الأخبار وعددا من المشاهد التمثيلية والبرامج الثقافية إلى الساعة العاشرة مساءً، حيث ينقطع بعدها بثه. مشاهدة الجميع وكانت برامج التلفزيون عند بداية البث هي الخيار الوحيد لكل المشاهدين، وكانت تلك البرامج في وقتها وقبل انتشار الفضائيات تحظى بمشاهدة الجميع، وهي حديث مجالسهم، فهي ترضي جميع الأذواق للصغار وللكبار، وكان البث بالأبيض والأسود في بداياته، وبعد عدة أشهر من التجارب هجر التلفزيون السعودي البث العادي أو الأبيض والأسود وباشر البث الملون رسمياً في يوم 1/10/1396ه أول أيام عيد الفطر المبارك، الذي صادف المناسبة الوطنية الغالية اليوم الوطني للمملكة، هذا الحدث أوصل الإثارة إلى قمتها بالنسبة للمشاهدين؛ حيث بدأت الاستعدادات لتبديل الأجهزة القديمة بأجهزة تلفزيون ملونة، أما الذين لم يتسن لهم ذلك في البدايات، فكانوا ينتهزون فرصة تبادل الزيارات لمشاهدة التلفزيون الملون عند الأقارب والأصدقاء، وما زالت عديد من هذه البرامج الهادفة والشيقة عالقة في الأذهان، خاصةً في شهر رمضان المبارك، مثل برنامج «على مائدة الإفطار»، الذي قدمه الشيخ علي الطنطاوي، وبرنامج مسابقات الأطفال «فوازير رمضان»، وهو برنامج يومي للأطفال في شهر رمضان المبارك، وقد عرض لعدة سنوات من إنتاج تلفزيون المدينةالمنورة غالباً، وقد كانت الإجابات ترسل بالبريد المكتوب إلى التلفزيون، وتعتبر فوازير رمضان من عام 1396ه حتى نهاية عام 1400ه الأجمل في تاريخ المسابقة، وقد روعي في شارات البداية أن تكون جاذبة للصغار، كذلك مسلسل «رمضان والناس»، وهو من إنتاج تلفزيون جدة عام 1394ه، وقد عرض في شهر رمضان المبارك، ومسلسل «تحفة ومشقاص في كفر البلاص»، وهو من الإنتاج الخاص لتلفزيون جدة، ومسلسل «قناديل رمضان»، وهو من إنتاج تلفزيون جدة منذ عام 1395ه ولسنوات عديدة، ويعرض في شهر رمضان المبارك، ومسلسل «أبو مسامح أيام زمان» من إنتاج مؤسسة أبو مسامح لتلفزيون الدمام عام 1399ه، وهي سلسلة من 15 حلقة مستقلة، عرضت في أوقات متفرقة، منها حلقتان في عيد الفطر. ربوع بلادي وبالطبع هناك مسلسلات معروفة أخرى لا تقل شأناً عما ذكر هنا مثل «العم معروف» و»شمعة تحترق» و»اللهم إني صائم» و»الجفاف يقتل الندى» و»صور من التاريخ» و»السعد وعد»، إضافةً إلى البرنامج الإعلامي «ربوع بلادي»، وهو برنامج يومي أنتج وعرض لأول مرة في شهر رمضان عام 1399ه، وهو موجه للأطفال، يعرفهم بمدن المملكة وأهم المعالم التاريخية فيها من إنتاج محطتي جدةوالرياض، من إعداد وتقديم خالد زارع -رحمه الله-، ومن إخراج يحيى توفيق، وقد أدت أغنية المقدمة عفراء المرزوقي ومجموعة أطفال، والكل يتذكر مقدمة ومؤخرة البرنامج الرائعة: «ربوع بلادي علينا بتنادي، وتقول تعالوا شوفوني يا أولادي، بلادي بتنادي يا أولادي»، ومن البرامج الثقافية وبرامج المسابقات برنامج «بنك المعلومات» لمقدمه د.عمر الخطيب، ومن الأشياء التي بقيت في الذاكرة أنه عند وجود خلل في البث كان التلفزيون يوقف بث البرنامج ويعرض لوحة عليها «نأسف لهذا الخلل الفني»، ثم يعرض صورة ثابتة لمنظر طبيعي لحين عودة البث، كما كان التلفزيون السعودي يوقف بث برامجه أثناء تأدية الصلوات، وذلك بعرض صورة ثابتة عليها «نتوقف الآن لأداء الصلاة»، وفي عام 1393ه بدأ رفع الآذان في التلفزيون مع بثه فقرة بعنوان «من هدي النبوة»، ثم يتوقف البث لأداء الصلاة، وفي عام 1397ه نقل التلفزيون صلاة التراويح وختم القرآن الكريم في آخر ليلة من شهر رمضان المبارك، وكان الشيخ عبد العزيز السبيل يؤم المسلمين في آخر ليلة من شهر رمضان المبارك لعام 1397ه كأول نقل حي لصلاة التراويح من المسجد الحرام، وفي عام 1400ه بدأ التلفزيون ينقل صلاة التراويح في شهر رمضان كاملة. مسابقات رمضان ومن البرامج المميزة التي كانت تحظى بجماهيرية كبيرة طوال شهر رمضان المبارك مسابقة رمضان للكبار، التي كان الجميع يتسابق في حل أسئلتها، ومن ثم جمعها في رسالة واحدة وبعثها عبر رسالة بالبريد إلى التلفزيون، حيث تقوم لجنة بفرز الأجوبة، وحصر أسماء الفائزين، وبعد ذلك يتم السحب من بينهم على قدر جوائز المسابقة، وبعد شهر رمضان تتم إذاعة أسماء الفائزين الذين يطلب منهم الحضور لتسلم الجائزة نقداً من التلفزيون، وأول من قدم للبرنامج في شهر رمضان هو محمد أحمد صبيحي عبر برنامجه «حكمة اليوم» بين عامي 1388 ه و1392ه، الذي كان يخرجه عاطف الجعار ومن ثم عبدالله باجسير، واستمر هذا البرنامج في بريقه وازدياد متابعيه عاماً بعد عام، وقد تضاعفت قيمة الجائزة إلى عشرة آلاف ريال، أما الجوائز فكانت تقدم من قبل المعلنين؛ حيث كانت تتاح الفرصة لمن يريد أن يدعم المسابقة قبل شهر رمضان بالإعلان عن ذلك بالصيغة التالية: «عزيزي المشاهد: يسر تلفزيون المملكة العربية السعودية - القناة الأولى – أن يعلن عن صدور لائحة تنظيم جوائز مسابقتي شهر رمضان المبارك لعام -ويكتب العام مثلاً عام 1405 ه - وتتضمن هذه اللائحة كيفية شروط المساهمة في تمويل هذه الجوائز، وذلك على النحو التالي: صفحة كاملة ب200 ألف ريال، ونصف صفحة ب100 ألف ريال بالنسبة لمسابقة الكبار، أما مسابقة الصغار فكانت الصفحة ب100 ألف ريال، ونصف الصفحة ب50 ألف ريال، ليكون بداية شهر شعبان آخر موعد لمن يرغب في المشاركة في الإعلان، وقد تتبدل قيمة الصفحات بالزيادة والنقصان، ففي بعض الأعوام المتأخرة قبل توقف المسابقة وفي عام 1407 كانت قيمة الصفحة لمسابقة الكبار 75 ألف ريال، ونصف الصفحة 37 ألفh و500 ريال، أمّا بالنسبة للصغار فكانت الصفحة ب50 ألف ريال، ونصف الصفحة ب25 ألف ريال، أمّا عن طريقة حل المسابقة فقد كان المشاهدون يتابعون وبشغف أسئلة المسابقة، ويدونونها يومياً، ومن ثم يحلون كل سؤال على حدة، وفي نهاية شهر رمضان تجتمع حلول أسئلة المسابقة كلها، فيقوم المتسابق الذي يرغب المشاركة في المسابقة ببعثها على عنوان المسابقة، وهو وزارة الإعلام حسبما تم إعلانه من التلفزيون، وفي شهر شوال يتم إعلان أسماء الفائزين في التلفزيون؛ حيث يكون نصيب الفائز في مسابقة الكبار عشرة آلاف ريال، وفي مسابقة فوازير للصغار خمسة آلاف ريال لكل فائز، وقد كان مجوع الجوائز لمسابقة الكبار ثلاثة ملايين ريال، وارتفع المبلغ ليكون أربعة ملايين ريال في عام 1410ه، أما موضوعات المسابقة فهي في القرآن الكريم وعلومه؛ بحيث يعرض مقطع وفي نهايته يطلب حل السؤال بذكر الآية واسم السورة، وقد تكون المسابقة في أعوام أخرى في السنة النبوية وعلومها، ولكن كان الغالب على المسابقة أنها اختصت بالقرآن الكريم، فلذلك كثيراً ما نسمع بين كبار السن بالأمس قولهم مسابقة الكبار للقرآن الكريم، ومن البرامج القديمة التي نالت استحسان المشاهدين برنامج المسابقات «حروف»، حيث يتسمر أفراد الأسرة أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة المسابقة بين فريقين، التي تعتمد على اختيار الحروف لطرح الأسئلة. إجابات بالاتصال كانت الأسئلة لمسابقة الكبار والصغار في السابق تطرح يومياً، ويتم انتظار اكتمال الحلقات الثلاثين على عدد أيام الشهر لتجمع إجابات المسابقة كاملة ويتم بعثها بالبريد؛ كي يتم فرز الأجوبة الصحيحة، ومن ثم يعلن أسماء الفائزين بعد إجراء القرعة بينهم، وقد ارتسمت صورة مسابقة رمضان للكبار وارتبطت بأذهانهم باسم مقدمها الأستاذ سليمان العيدي، الذي ظل يقدمها على مدار سنوات عديدة بصوته المتميز، وبعد تطور الاتصالات وبداية انتشار الجوال في المملكة عام 1416ه ومعرفة الناس الرسائل النصية «sms» وبدء خدمة الاتصال ب(700) التي تستخدمها الشركات للدخول على السحب على المسابقات، فقد ودعت مسابقة الكبار ومثيلتها مسابقة الفوازير للصغار الحل بالورقة والقلم، ومن ثم الإرسال بالبريد العادي، وتم استبدال ذلك بالرسائل النصية أو الاتصال عن طريق خدمة الرقم (700)، وبات المتصل يحصل على الجائزة باختياره عن طريق البحث بالكمبيوتر بين أسماء المشاركين ليتوقف الكمبيوتر على اسمه ورقم جواله، فيتم الاتصال عليه من قبل مقدم البرنامج فيزف إليه خبر فوزه بمبلغ عشرة آلاف ريال في مسابقة الكبار، وكذلك الحال بالنسبة لمسابقة الفوازير للأطفال، وصار كل يوم يعلن اسم الفائز بالمسابقة إلى آخر الشهر، ومن البرامج التي جذبت أفراد المجتمع برنامج «سباق المشاهدين، الذي كان يقدمه المذيع حامد الغامدي، وفي السنوات الأخيرة كثرت برامج المسابقات في شهر رمضان، وتعددت واستبدلت مسابقة رمضان للكبار ببرامج مسابقات جديدة. مع بدء بث التلفزيون انشغل الناس بالبرامج المقدمة مع بدء بث التلفزيون انشغل الناس بالبرامج المقدمة ربوع بلادي من أنجح البرامج التي عرّفت بمدن المملكة شهد التلفزيون منذ انطلاقته متابعة الجميع خاصةً في شهر رمضان سباق المشاهدين حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة برنامج المسابقات حروف Your browser does not support the video tag.