نجح الدفاع المدني في تأسيس شراكة إستراتيجية مع شركات الحج ومؤسسات الطوافة لتعزيز مفهوم السلامة الوقائية خلال موسم الحج, ودعم قدرة شركات الحج والطوافة لتطبيق اشتراطات السلامة في مساكن ومخيمات الحجاج بالعاصمة المقدسة والمشاعر. وانطلاقا من وحدة الهدف التي تتمثل في الحفاظ على سلامة الحجيج تميزت جهود الدفاع المدني في تدريب مشرفي السلامة بمؤسسات الطوافة وحملات الحج للتعامل مع كافة المخاطر التي تهدد أمن وسلامة ضيوف الرحمن ورصد وإزالة أي مخالفات في مساكن الحجاج ومخيماتهم, وتطبيق الإجراءات النظامية بحق المؤسسات المخالفة. واستطاعت قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ بالحج, أن تترجم هذه الشراكة الإستراتيجية إلى ممارسات إيجابية لزيادة التزام شركات الطوافة وحملات حجاج الخارج والداخل على حد سواء, بإجراءات السلامة وسرعة الاستجابة في تنفيذ تعليمات الدفاع المدني وملاحظات فرق التفتيش والمتابعة لها, وهو ما أثمر عن تراجع كبير في معدلات الحوادث في المساكن والمخيمات خلال حج هذا العام. نشر تعليمات السلامة نجاح هذه الشراكة كما يشير المسؤولون في شركات الحج والطوافة يرتكز على وضوح تعليمات الدفاع المدني الخاصة بمتطلبات السلامة في المساكن والمخيمات المخصصة لإسكان الحجاج في العاصمة المقدسة والمشاعر والمدينة المنورة وحرص رجال الدفاع المدني على إيصال هذه التعليمات لشركات الحج في الوقت المناسب ليتسنى تنفيذها بالشكل الملائم, ثم المتابعة المستمرة وإبداء الملاحظات بشأن أي مخالفات في تنفيذ متطلبات السلامة . الأستاذ فيصل محمد القرشي مسؤول موقع إحدى حملات حجاج الداخل يؤكد ذلك بقوله : التعامل الحضاري الراقي لرجال الدفاع المدني خلال أعمال الإشراف الوقائي في مساكن ومخيمات الحجاج والذي يشمل الكشف عن طفايات الحريق وشبكات الإطفاء ومخارج الطوارئ ووجود مندوبين للسلامة في المخيمات يمثل ركيزة نجاح هذه الشراكة وتوطيدها لتجنب كافة المخاطر المحتملة خلال موسم الحج, وحرص مؤسسات الحج على تنفيذ اشتراطات السلامة دون إغفال أي جانب منها. وفي الاتجاه ذاته يؤكد محمد القرشي مسؤول بإحدى مؤسسات الحج والطوافة يتحمل رجال الدفاع المدني العبء الأكبر في التصدي لكافة المخاطر والحوادث التي قد تقع في مساكن ومخيمات الحجاج نتيجة لإهمال التعليمات الخاصة بمتطلبات واشتراطات السلامة, فضلاً عن الخسائر التي تنجم عن هذه الحوادث وتهديدها لسلامة الحجيج. وأضاف القرشي : الحقيقة أن رجال الدفاع المدني لا يدخرون جهداً في متابعة التزام الشركات باشتراطات السلامة في المخيمات بالمشاعر, من خلال دوريات وفرق السلامة, بالإضافة إلى تقديم المساعدة في تنفيذ هذه الاشتراطات, وتصحيح المخالفات, وقد أثبتت التجارب صحة أنظمة الدفاع المدني الخاصة بوجود مندوب أو مشرف مؤهل في كل مخيم لمتابعة أنظمة السلامة في تجنب كثير من المخاطر والحوادث. الحوار والتفاهم من جانبه أوضح عبد الله حمد العسيلان مسؤول إحدى حملات حجاج الداخل: إن الحوار والتواصل بين الدفاع المدني وشركات الحج ساهم في زيادة وعي مشرفي الحملات بتعليمات وأنظمة السلامة في المساكن والمخيمات, ومن ثم الالتزام بها لتجنب الغرامات والإجراءات التي يتم توقيعها في حال مخالفة هذه التعليمات, بالإضافة إلى أهمية هذه الاشتراطات لسلامة الحجاج والعاملين في خدمتهم ومسؤولي شركات الحج أنفسهم. أما عبد الرحيم أحمد منسق إحدى حملات حجاج الداخل فأشاد بجهود رجال الدفاع المدني في مجال توعية الحجاج بمتطلبات السلامة في المساكن والمخيمات من خلال توزيع أعداد كبيرة من المطبوعات الإرشادية في التعامل مع حوادث الحريق والسيول والتلوث البيئي وغيرها من الحوادث التي تدخل في نطاق عمل الدفاع المدني وإلزام حملات الحج بتنفيذ بعض الوسائل الإرشادية والتوعوية داخل المخيمات تشرح أماكن مخارج الطوارئ والتصرف الأمثل لتجنب المخاطر, مؤكداً أن سلامة الحجيج غاية يسعى الجميع لتحقيقها وتعزيز مفهوم الشراكة بين الدفاع المدني وشركات الحج انطلاقا من وحدة الهدف. من جهته يرى رئيس مكتب 18 التابع لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا رضوان شودري, أن جهود الدفاع المدني لتعزيز الشراكة مع مؤسسات الحج والطوافة لا يقتصر على متابعة الالتزام بمتطلبات السلامة في إسكان الحجاج ومخيماتهم بالمشاعر, بل يمتد لتنمية مهارات وخبرات العاملين في هذه المؤسسات بأعمال الدفاع المدني وتأهيلهم للتعامل مع كافة المخاطر التي تقع خلال موسم الحج من خلال إقامة الدورات وورش العمل ورسائل التوعية المباشرة التي تنفذها المديرية العامة للدفاع المدني . كلنا رجال دفاع مدني من ناحيته أوضح مدير الإدارة العامة للسلامة بالدفاع المدني العميد غالب الجهني أن الشراكة بين الدفاع المدني ومؤسسات الحج والطوافة تأتي في إطار مفهوم تسعى المديرية العامة للدفاع المدني لتحقيقه, وهو أن كلنا رجال دفاع مدني, للحفاظ على الأرواح والممتلكات ولا سيما في موسم الحج. وأضاف الجهني : في الحقيقة إننا نلمس تعاوناً كبيراً واستجابة من شركات الحج ومؤسسات الطوافة في تنفيذ التعليمات الخاصة باشتراطات السلامة في مساكن الحجاج ومخيماتهم, وهو الأمر الذي أسفر بتوفيق من الله - عن تراجع كبير في معدلات الحوادث خلال حج هذا العام والأعوام الماضية, داعياً شركات الحج إلى تكثيف جهودها في مجال توعية الحجاج بمتطلبات السلامة قبل وصولهم للعاصمة المقدسة. أما مدير الإدارة الهندسية لسلامة المنشآت بالدفاع المدني العقيد محمد النهاري فأشار إلى أن الشراكة بين الدفاع المدني وشركات الحج حتمية, ولها مسار واحد وهدف واحد هو سلامة ضيوف الرحمن, وعلى ذلك يحرص الدفاع المدني على تزويد شركات الحج بكل التنظيمات واللوائح ذات العلاقة بسلامة الحجيج, ثم متابعة الالتزام بها على أرض الواقع من قبل فرق ودوريات السلامة, بتنفيذ البرامج التدريبية على أعمال الدفاع المدني لمنسوبي شركات الطوافة بهدف تنمية قدراتهم على التعامل السليم مع الحوادث التي قد يتعرض لها الحجاج.