لا أدري سببا لما دفعني لأن أمسك قلمي وورقتي وأخط هذه الكلمات - رغم ترددي كثيرا خاصة ولا ناقة لي ولا جمل - ورغم أنني لم أقابله او أتحدث اليه او حتى أره من قرب.. ولكني لم أر وربما ندرة ممن هم على شاكلته المغفور له بإذن الله الامير سلطان بن عبد العزيز.. ومن الندرة ايضا التي لم أجد شخصا واحدا يتحدث عنهم بسوء.. ولم أسمع او أقرأ من المقيمين قبل السعوديين الا كل الخير ليستحق فعلا لقب سلطان الخير.. ورغم أنني حديث العهد بالمملكة - لم أكمل أعوامي الثلاثة - غاب عنها سلطان الخير للعلاج في معظمها، الا ان كل من قابلتهم كانوا يدعون له بالشفاء وتمام الصحة والعافية، وكانت ابتسامته في كل مؤسسات الدولة والصحف والإعلام جاذبة لكل من يتطلع اليه داعيا لها بالشفاء والآن بالرحمة والمغفرة. وكان هذا ما دفعني الى البحث في طيات الانترنت عن هذا الرجل النادر - سلطان الخير - ليس عن سيرته او تاريخه او عمله العسكري ودوره البارز تجاه وطنه.. ولكنى بحثت في جانبه الانساني الذي يتساوى - وربما يطغى - على عمله السياسي واستوقفني كثيرا ودلل على ذلك ان كل مشروعاته كانت تحمل في نهايتها لقب « الانسانية «. وبحكم عملي توجهت الى صرح طبي بكل المقاييس.. فهو من قام بإنشاء مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، والتي تعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، و تضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية، والمخبرية , والإشعاعية، وغرفاً للعمليات الكبرى والصغرى، ومركزاً للتأهيل الطبي. كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشاكل الصحية المعقدة. وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال سعودي. وتعتبر قوة هذه المدينة في الحالات التي تعالجها. وعلمت أنها واحدة من مشروعات مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية وهي مؤسسة خيرية غير ربحية ينفق عليها من ماله الخاص. ومن أبرز مشروعاته الخيرية لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة التي تهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه من سلطان الخير - رحمه الله - باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام - الموافق 1999م وفي عام 2000م امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، مثل الملاريا والعمى، كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية؛ منها حفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى. ولن أنسى حينما عاد سلطان الخير من إحدى رحلاته العلاجية بعد حرب الحوثيين وكيف قبل رأس جنوده المصابين بعدما اصر على زيارتهم بنفسه فور عودته للاطمئنان عليهم وتقديرهم على واجبهم الوطني. كانت هذه نقطة في بحر سلطان الخير القائد المحنك والانسان جعلها الله جميعها في ميزان حسناته.. رحم الله سلطان الخير وتغمده بمغفرته ورضوانه..