مشاعر الحب الكبيرة التي أكنها للأمير سلطان بن عبدالعزيز هي نتاج سجل ضخم من الشهامة المتتالية، والمواقف الإنسانية والخيرية، والأعمال الوطنية الجليلة التي تميز بها سموه على مدار خدمته الطويلة لأمته وشعبه ومواطنيه، فهو في المقام الأول رجل دولة، حيث كان سموه رمزاً من رموز هذا الوطن المعطاء، شموخاً وعزة وأنفة، خيره كان عطاء متدفقا، ووفاؤه متأصل بوجه بشوش، وابتسامة لا تفارق محياه، حيث يأسرك بابتسامته الصافية واستقباله الحميم. وهناك حضور باهر لشخصية سلطان بن عبدالعزيز في كل مفاصل الأعمال الإنسانية والخيرية على كامل مساحة الوطن، وحتى ما وراء حدوده. لذلك لسموه -رحمه الله -سجل حافلٌ بأعمال الخير في الداخل والخارج، تشرف عليه جهات خيرية متخصصة، ومن أبرز تلك الجهات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة. وتعتبر مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مؤسسة غير ربحية أنشئت عام 1416ه، وتهدف إلى تقديم الرعاية الاجتماعية، الصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. ولها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم. وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عددٍ من المشروعات والنشاطات، أبرزها: أولاً: مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية وتُعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم. وثانياً: هناك برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية الذي يهدف إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي. أما ثالثاً، فهناك مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذي يهدف إلى نشر مبادئ المعرفة، وابتكارات العلوم والتقنية. ورابعاً هناك مشروعات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان. وأخيراً للمؤسسة العديد من البرامج، والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها، منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق، وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها، وتشجيع الباحثين والمفكرين بطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة، ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والعديد من المشروعات الإنسانية الأخرى. أما لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة فقدمت خدمات إنسانية وإغاثية طارئة بدأت في النيجر عام 1998م، ثم ضمت إليها جمهورية مالي وامتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، كالملاريا والعمى، كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية، كحفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى. هذا هو المعروف، أما غير المعروف فهو أنه كان صاحب الأيادي البيضاء التي تتلمس دائماً جراح المحتاج وأمره الكريم بمعالجة آلاف المرضى في الداخل والخارج على حسابه الخاص، بجانب أعمال خيرية أخرى لا تعد ولا تحصى. والتي جعلته (سلطان الخير) بكل ما تعنيه هذه العبارة، اتساقاً مع سجل ضخم ومدهش من المكرمات والمواقف والأيادي البيضاء والملامسات الوجدانية لأدق هموم الناس والتفاعل معها بسخاء نادر لا يعرف الحدود ولا الحواجز. وأخيراً نعزي القيادة الرشيدة وأسرته وكافة الشعب السعودي، ولا نقول إلا، الله يرحمك أبا خالد ويتغمدك بواسع رحمته، ولا حول ولا قوة إلا بالله، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، ويغفر لك ويجزيك الحسنات، ويرضى عنك، ووسع عليه في القبر وثبته عند السؤال وأدخله الجنة من أوسع أبوابها وجازاه خير الجزاء اللهم آمين كلنا على الدرب سائرون.. إنك سميع مجيد. مجلس الشورى