لبست بيوت السعوديون ثياب العزاء عقب سماع خبر وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بعد أن غرس في قلوب المرضى الأمل، ورسم في مُحيا اليتامى البسمة. صعق السعوديون عند ورود الخبر، فتبادلوا التعازي واجهشوا في البكاء، الصغار قبل الكبار، توحدت ألسنتهم بالدعاء بقلوب صادقة إلى الله - عزّ وجلّ - أن يرحم الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأن يسكنه فسيح جناته. يتذكر السعوديون السجل الحافل بأعمال الخير في الداخل والخارج لصاحب الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله – التي تم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة، تنظيماً لأعمالها وضماناً لاستمرارها. من أبرز تلك الجهات الخيرية مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وهي مؤسسة غير ربحية أنشأها ويُنفق عليها الأمير سلطان منذ عام 1416ه (1995). للمؤسسة عدد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية، والصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم. وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشاريع والنشاطات، أبرزها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية التي تُعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، إذ تضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية، والمخبرية، والإشعاعية، وغرفاً للعمليات الكبرى الصغرى، ومركزاً للتأهيل الطبي. كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشكلات الصحية المعقدة. وبلغت الكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أكثر من بليوني ريال سعودي. ومن أعمال الأمير سلطان برنامج سلطان بن عبالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية مديونت MeduNet، ويهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ويقدم خدمات عدة، منها: الطب الاتصالي، خدمات الاتصال المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف، أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، التعليم عن بُعد، تصميم وتجهيز الشبكات، تصميم وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة. أما مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية سايتك Scitech فيهدف المركز إلى نشر مبادئ المعرفة، وابتكارات العلوم والتقنية؛ من خلال منهجية التعليم بالترفيه، والتعليم بالتجربة والمشاهدة، وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار. وبلغت كلفته الإنشائية قرابة 270 مليون ريال سعودي. وأهدى هذا المركز لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران عام 1426ه (2005) ليستفيد منه أبناء المملكة والخليج. وفي ما يتعلق بمشاريع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان، فهي تهدف إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية، وأنجز منها أو قارب على الإنجاز حوالي 1550 وحدة سكنية موزعة على عدد من مناطق المملكة، وهي مؤثثة تأثيثاً كاملاً ومزودة بالخدمات اللازمة. ويضم كل مشروع سكني كل خدمات البنية التحتية والمساندة، إضافة إلى المساجد، والمدارس، والمراكز الصحية والاجتماعية. وبلغت تكاليف الوحدات السكنية المنجزة نحو 440 مليون ريال سعودي. كما أن للأمير سلطان مشاريع خيرية أخرى منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق، وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها، وتشجيع الباحثين والمفكرين بطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة، ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والعديد من المشاريع الإنسانية الأخرى. أما لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة، فتهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة، إذ بدأت في دولة النيجر عام 1998 بتوجيهٍ منه باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1419 ه الموافق 1999، وفي عام 1421ه / 2000 امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، كالملاريا والعمى. كما أقامت العديد من المشاريع التنموية والاجتماعية والصحية؛ كحفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى.