توجت مدينة عنيزة عقد المدن الصحية في المملكة العربية السعودية وأصبحت المدينة رقم (25) التي يتم اختيارها كمدينة صحية بعد أن استوفت شروط الاختيار وامتلكت مواصفات ومقومات المدينة الصحية. تلبية الاحتياجات البنية التحتية لمدينة عنيزة التي وفرتها الدولة أسوة ببقية مناطق ومدن الوطن الغالي إلى جانب تفاعل القطاع الخاص وقيامه بدوره بالصورة المرضية ضمنت تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان المدينة. اعتزازها بتراثها وثقافتها اشتهرت مدينة عنيزة عبر تاريخها الطويل باعتزازها بتراثها التاريخي والثقافي والاحتفاء به وقدمت ذلك بصورة أكثر من رائعة سواء كان ذلك من خلال مهرجاناتها المتعددة والتي بلغت 15 مهرجاناً في العام الواحد أو من خلال إصدار عشرات المؤلفات لعلمائها وأدبائها البارزين والقائمة طويلة من أبناء عنيزة الذين خدموا دينهم ووطنهم ومدينتهم في شتى المجالات وعنيزة في هذا المجال علَم على رأسه نار.. كما اهتمت عنيزة بالفنون الشعبية من خلال وجود خمسة فرق متخصصة في تقديم الألوان الشعبية المختلفة إلى جانب اهتمامها بالفنون الأخرى كالفن التشكيلي وغيره.. ولا يخفى أن المبادرات الفردية في مدينة عنيزة قامت بدور كبير في هذا الصدد، ومن ذلك قيام عاشق التراث الأستاذ إبراهيم بن صالح الحمدان بإنشاء قرية الحمدان التراثية في مركز وادي الجناح إلى جانب قيام أبناء عبد الله الحمد الزامل بإنشاء سوق المسوكف الشعبي يضاف إليها مغارة السبيل المعلم الحضاري الذي قام بجهد المواطن صالح بن علي السبيل وبيت البسام التراثي الذي يُعتبر أحد المعالم الهامة في منطقة القصيم وجهود مركز الأميرة نورة بنت محمد التابع للجمعية الخيرية الصالحية بدور كبير في المحافظة على التراث النسائي. المجتمع القوي تبدو صورة مجتمع عنيزة للعين المنصفة أكثر تماسكاً في المجمل فأبناء عنيزة يتكاتفون لتقديم الحلول لجميع المشكلات التي تواجههم كما أن مجتمع عنيزة صاحب مبادرات تجد التقدير من ولاة الأمر.. فالعديد من المشاريع التي قام بها القطاع الخاص سواء في اكتمال البنية التحتية أو في توسيعها وما قيام العديد من الجمعيات الإنسانية وامتلاكها مواقعها المتكاملة الخاصة إلا جزء من التكاتف الذي ميز عنيزة. الاقتصاد المتنوع عُرف عن أبناء عنيزة ميلهم للتجارة منذ وقت مبكر وفي مراحل ما قبل تأسيس الكيان الكبير المملكة العربية السعودية على يد الموحد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - حيث كان تجار عنيزة من أوائل من فتحوا طريق التجارة مع الدول العربية المجاورة والهند ودول شرق آسيا وبعض الدول الأوربية وبعد العهد السعودي الزاهر تنامى النشاط التجاري لعنيزة ليشمل مجالات أوسع.. وتعيش عنيزة حالياً حركة اقتصادية متنوعة ينعشها الجهود المقدمة من فرع وزارة التجارة ومن الغرفة التجارية الصناعية بعنيزة إلى جانب الدور الكبير الذي يقوم به مهرجان التسوق في نسخه الثلاث السابقة للتعريف بقدرة سوق عنيزة على الجذب والمنافسة. الحفاظ على البيئة كانت عنيزة ولا تزال من المدن التي عُرف عنها المبادرة في الحفاظ على المنظومة البيئية التي تتصف بالاستمرارية سواء كان ذلك من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية التي تمتلكها كمنتزهات الغضا أو بإنشاء بيئة صحية متكاملة تكون متنفساً لأهلها وزوارها كمنتزهات الحاجب ومنطقة بحيرة العوشزية أو من خلال حملات التوعية المختلفة كمهرجانات الحفاظ على البيئة التي تقيمها البلدية كل عام. المنظومة الصحية المتكاملة يشهد القطاع الصحي بعنيزة تطوراً كبيراً إذ يحتضن مستشفى الملك سعود وهو أحد أبرز مستشفيات منطقة القصيم والذي يضم 362 سريراً, إلى جانب وجود مركز الشيخ أحمد الجفالي لغسيل الكلى ومركز الشيخ عبد الله البسام لأمراض السكري.. كما يحوي القطاع الصحي على مستشفى الشفاء لرعاية المسنين, ومجمع الخدمات الصحية ومركز تثقيف أمهات المعاقين, ومركز التدريب المستمر وخدمة المجتمع النسائي, إلى جانب 15 مركزاً للرعاية الصحية الأولية.. وقد حقق القطاع الصحي العديد من الإنجازات خلال الفترة الفارطة ولعل من أهمها هو حصول مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة على شهادة الاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية «CBAHI» ودخول المستشفى في الاستعداد للتقييم الدولي من الهيئة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية (JCI).