الغريب والعجيب والمعيب.. بل والمريب أن أكثر (النقاد) إذا جاز إطلاق تسمية (نقاد) عليهم.. هؤلاء الذين يسلطون حمم براكينهم القهرية على لاعبين محددين من خلال المنتخب الوطني.. يجمع بينهم ميولهم لأندية متأخرة ومتخلفة على خارطة بطولات كرة القدم في المملكة.. فليت هؤلاء يهتمون بأنديتهم بدلاً من محاولة تحطيمهم القهري للاعبي المنتخب الوطني.. وأن يصلحوا أولاً حال لاعبي ناديهم المجمعين من رجيع الأندية.. ثم بعد ذلك يكون لهم حق في انتقاد لاعبين أفضل بمراحل ومسافات ضوئية من لاعبي أنديتهم.. وينتمون لأندية أفضل بمراحل ومسافات ضوئية أيضاً من ناديهم الذي اعتراه الإفلاس من كل جوانبه. إحدى العاهات المتورمة خرج ينعق في قناة خليجية عقب مباراتنا مع عمان مختصراً أسباب تردي مستوى الكرة السعودية إلى وجود اللاعب ياسر القحطاني في المنتخب.. مما أسقط حجته البليدة في المباراة التالية أمام منتخب أستراليا التي لم يلعبها القحطاني.. فأخذ يتخبط كمن به مس من الجن.. وأخذ (يلت ويعجن) وناقض نفسه بنفسه وأكد أن سبب تواضع منتخبنا ليس ياسر القحطاني، بل هو (قيادات) متتالية ثم أكد أنه لا يوجد بالمملكة من يفهم في كرة القدم!!.. واستمر في غثائه المقزز حتى اعتذروا له أن حجز (الستلايت) انتهى وسط تعجب الحضور وكل المشاهدين المذهولين بهذا النعيق النشاز.. وكأني بالجميع ومنهم المذيع الخليجي الرائع يقول: عيب.. عيب أفشلتم أنفسكم وبلدكم بجهلكم وتعصبكم وتخلفكم.. بل وأسأتم للروح الرياضية.. والسؤال الملح.. من هؤلاء؟!!.. ومن أعطاهم حق القوامة على المنتخب الوطني وهم ناقصو الأهلية بكل اعتبارات وأخلاقيات الرياضة وفروسيتها. أما ما يخص المنتخب في مباراته مع المنتخب الأسترالي.. فهذا مستوى كرتنا.. وهؤلاء هم خيرة لاعبينا.. وهذه إمكاناتنا.. ولنعلم جيداً أننا ننتمي لقارة هي أقل قارات الأرض في المستوى.. وإذا ما استثنينا منتخبي أستراليا واليابان تحديداً كمستوى أول في القارة الصفراء.. فالبقية الباقية من المنتخبات بما فيها منتخبنا هي منتخبات متواضعة في قارة متواضعة.. (بما فيها المنتخب الكوري الجنوبي والذي وصل لنهائيات كأس العالم ثماني مرات).. فمن أين نأتي بمستوى متميز والأندية نفسها لدينا مستوياتها متدنية لدرجة يندى لها الجبين.. وليس أمام الأندية غير حقن فرقها باللاعبين الأجانب.. في الوقت الذي نشهد تواضع لاعبي الأندية المحليين.. وإعطاءهم أكثر من حقهم المعنوي والمادي.. ثم من أين نحضر لاعبين يقارعون لاعبي المنتخب الأسترالي تركيباً جسمانياً يُحسدون عليه.. ولياقة عالية لم يشفع لنا الجو الحار ولا الرطوبة في النيل من لاعبيها.. بل هي نالت من لاعبينا وانقلب السحر على الساحر.. هؤلاء الأستراليون الذين ظهروا بمستوى فني وأخلاقي عالي الجودة.. ولا غرو فمنتخبهم يحتل المركز الثاني والعشرين بين منتخبات دول العالم. هذا وقبل وبعد مباراتنا مع هونج كونج.. هذه المستعمرة البريطانية سابقاً والصينية حالياً.. هذه ال (هونج كونج) ليس لدى سكانها اهتمامات كروية.. ولا يوجد بها ساحات لكرة القدم إلا ما ندر.. ومنتخب هذه الدويلة البائسة كروياً.. لعب أمام منتخبنا مباراتين أسوأ من بعضهما البعض.. وأتت الأبواق تزف بشرى تأهلنا لمونديال البرازيل.. واتضح جلياً لغير المتخصصين أن هناك لاعبين يلعبون على (الواقف) لكبر سنهم.. فمن منا لا يكبر أو يمرض أو يموت.. هذه سنة الله في خلقة.. ومع ذلك بقينا صامتين.. بل ونقنع أنفسنا بالتفاؤل لعل وعسى.. وآخر اهتماماتنا - والله يشهد - أن يُضم فلان أو يُبعد علان.. نحن ننظر للمنتخب نظرة المحبين لمنتخب يمثل وطننا.. نلغي انتماءنا للأندية.. نحن نعشق الأخضر السعودي قبل أن نتعلق بشعارات الأندية.. ولا ننظر إلى المنتخب الوطني من خلال أنديتنا إنما من خلال انتمائنا للمنتخب.. هناك خلل كبير في تركيبتنا الرياضية.. وفي مفهومنا الرياضي.. فأكثرنا يقيّمون المنتخب من خلال نادٍ أو حتى لاعب.. إنما العقل والمنطق يصدح ليل نهار.. قائلا أفيقوا.. والحرية التي أسأتم استخدامها هي موقع معالجة في جهات الاختصاص.. وكلامي واضح لتلك الزمرة التي اختلت رؤيتها للمنتخب الوطني من خلال استبعاد لاعب وضم آخر. إذا كان هناك أزمة للكرة السعودية فهي تكمن في ذلك الإعلام المتردي.. ثم في انحراف الاحتراف للاعب السعودي.. قارنوا فقط بين لاعبي المنتخب الهواة في مونديال 94 في الولاياتالمتحدة.. وبين منتخبنا الحالي.. إن الفرق لشاسع جداً.. فهؤلاء اللاعبون المحليون حالياً.. منتفخو الجيوب قليلو الفائدة.. أيضاً تأخُّر الاتحاد السعودي في التعاقد مع مدرب للمنتخب هو أحد أسباب الإخفاق.. رغم توفيقه في اختيار المدرب الكبير ريكارد!.. إنما الأمل في الله ثم في المدرب الكبير ريكارد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. نبضات!! يذكرني التنافس بين بعض الأندية على لقب الملكي... بتلك الفترة التي انتشرت فيها مسميات عقال ملكي وشماغ ملكي وغترة ملكية ومشلح ملكي حتى وصل الأمر بأكفان ملكية.. مما جعل وزارة التجارة تتدخل بحزم.. وألغت السلع التي يتم تسويقها تحت مسمى الملكي.. رغم أن الأندية المتنافسة هي من خلال بطولاتها وجماهيريتها بموقع العقال والغترة والشماغ الملكية.. والآخرين بين المشلح.. وبين الكفن الملكي.. وقبل أن تتطور الحالة يجب على رعاية الشباب منع الأندية من تلويث هذا المسمى الكبير كما فعلت وزارة التجارة!! كثير من الأهلاويين يحتجون على انتقال لاعبيهم لفريق النصر دون حتى مردود مادي.. وآخرهم مالك القلوب الخضراء مالك معاذ.. فمن يوقف هذا النزف الأهلاوي؟!! مباريات الأسبوع الأول من دوري زين جاءت باهتة.. فلو سحبنا اللاعبين غير السعوديين والأجانب.. لأصبح دورينا محبطاً ومملاً.. والله المستعان!! انتهت المساحة ولم ينتهِ الحديث.. نلقاكم - بإذن الله -!