تابعت نتائج مسابقات سوق عكاظ لهذا العام وشعرت بسعادة غامرة لأن سوق عكاظ يعد اليوم منارة إشعاع فكري وثقافي بحيث استعاد وهجه الثقافي حيث كان مكاناً تاريخياً وحضارياً مشهوراً في الجزيرة العربية. إن اهتمام سمو الأمير خالد الفيصل بسوق عكاظ قد نشله من الاندثار إلى منافسة المهرجانات العربية والعالمية الثقافية والأدبية وأصبح الجميع يراقب أحداثه ويشاهد فعالياته على أرض الواقع وإعادة الاعتبار إلى مكانة السوق الفكرية والثقافية والإنسانية بعد أن كنا نقرأ ذلك في كتب الأدب والتاريخ كما نجح السوق في استقطاب الشعراء والمثقفين مما أسهم في استعادة فاعليته في خدمة اللغة العربية من خلال فعالياته وأمسياته كما أحيي سموكم على مقولته الرائعة (لا أريد أن تقال كلمة واحدة في سوق عكاظ إلا باللغة العربية) وهو الأمر الذي يعزز القيم الأدبية واللغوية والتاريخية لهذا الموقع ونأمل الاستمرار في الحفاظ على اللغة العربية فهي أداة الثقافة العربية الإسلامية والانطلاق بها إلى آفاق الحياة الواسعة في كل المجالات وأن تكون لها الريادة والمكانة المرموقة المتميزة لتعود كأمسها الزاهر إبان الأيام العربية الإسلامية الذهبية القوية نامية متجددة مستجيبة لمطالب الحياة والارتقاء والتطور فكلما عزت اللغة العربية عز أهلها والأمل كبير في أن تبتني الأقسام الأدبية والتاريخية في جامعاتنا فعاليات السوق وكذلك إصدار مجلة فصلية محكمة باسم السوق تحمل سوق عكاظ لخدمة الشعر ليعود إلأينا ذلك التاريخ بثوب جديد ولقد اهتدى بها العرب إلى تهذيب لغتهم لفظاً وأسلوباً وجعل لغة الشعر والخطابة لغة واحدة بين جميع القبائل باذلين في ذلك جهد المستطاع حيث يتخيرون من لغات العرب ما حلا في الذوق وخف على اللسان كذلك نأمل الاهتمام بالخطابة حيث كان الشعراء والخطباء في هذا السوق يبثون وحدة اللغة في أشعارهم وخطبهم فقد كانوا يتناشدون الأشعار ويلقون الخطب في هذا السوق ونتمنى أن تكون هناك جائزة للخطابة وفنون البلاغة وأن يكون لأدب الطفل نصيباً وافراً لتنمية الحس الوطني في نفوس الأبناء لأنهم الثروة الحقيقية في بناء هذا الوطن لقد كانت ساحة سوق عكاظ ساحة للقصيدة العربية الرائدة ومنطلقاً لكل عمل أدبي جليل وأن يصبح إطلالة عميقة على التراث العربي النفيس وإعادة الاعتبار إلى مكانته الفكرية والثقافية والإنسانية ومد جسور بين الماضي إلى المستقبل والعناية بالإبداع والتميز العلمي فنهنئكم على هذا الإنجاز والرعاية لهذا السوق ونهنىء محافظة الطائف وأن نرى مهرجان عكاظ بملامحه العربية الأصيلة مرتبطاً باللغة العربية وبيانها ونشر الثقافة والعلم والمعرفة، وأن يتبارى فواس القول فيه وتحقيق طموح المخلصين والمحبين للغة العربية في آدابها ورفقها وعلو شأنها التي هي أمنية كل عربي من مشرق الوطن العربي إلى مغربه ومزيداً من النجاح والمناسبات الثقافية الثرية. (*)عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية وعضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون