وصف عدد من الأكاديميين العرب سوق عكاظ بأنه مؤتمر عالمي ومجمع لغوي ادبي، مشيرين الى انه محطة مضيئة في تاريخ الشعر منذ الجاهلية واحياؤه في العصر الحديث عمل تراثي مجيد. واكد الدكتور خلف فارس الطراونة عميد معهد مادبا لفن الفسيفسا والترميم بجامعة مؤتة ان اختيار مكان اقامة سوق عكاظ يبين صورة عن اسواق العرب ومحافلهم وبما سيلقى فيه من أدب وشعر وعلم وبمن يؤمها من العلماء والأدباء من المشرق والمغرب وعليه نستطيع القول لمن كان يتمنى ان يشهد سوق عكاظ العرب في الجاهلية والاسلام يشاهد ويزور عكاظ العرب في القرن الحادي والعشرين مشيراً الى ان كلمة السوق تعني سوق الناس بضائعهم اليها ولعل ما يميز عكاظ أن عامة الناس ممن هم في الجزيرة العربية كانوا يجلبون اليه بضائعهم ومن المعروف ايضاً ان اسواق العرب التجارية كان يقصدها طالب الربح والشراء وطالب الأمن والفداء وكانت العرب تقيم في عكاظ يتهيأون للحج ويتناشدون ويتفاخرون ويتميز سوق عكاظ عن غيره من أسواق العرب بشموليته وأهميته بما يقدم فيه من مناشط متنوعة تشارك فيه وفود عربية وأجنبية مختلفة فهو بمثابة مؤتمر عالمي يقام لمدة عشرين يوماً تعرض فيه حوليات الشعراء على الناقدين في احتفال كبير مضيفاً الى اعتباره مجمعاً أدبياً لغوياً رسمياً له محكمون تضرب عليهم القباب فيعرض الشعراء شعرهم وأدبهم فما استحسنوه فهو الجيد وما تركوه فهو الزائف. منبر الخطابة واكد الدكتور محمد بلعفير من كلية الاداب جامعة عدن ان سوق عكاظ قد اكتسب شهرة كبيرة في بلاد العرب في عصر ما قبل الاسلام وبعده بقليل بل انها تعد أعظم أسواق العرب على الاطلاق وتكمن أهميتها في انها لم تكن سوقاً عادية للبيع والشراء بل كانت سوقاً اقليمية حرة بالمعنى الواسع للكلمة جمعت تجار وسادات وأشراف العرب الذين يفدون اليها من كل صوب مشيراً الى انه لا يوجد شك في أن سوق عكاظ من الطبيعي أن تتحول الى مهرجان ثقافي كبير فقد تحولت من قبل الى ملتقى للشعر ومنبر للخطابة فينشد الشعراء ويخطب الخطباء ويفهم من الروايات ان حظ الشعر بمجالاته المختلفة من مفاخرة ومباهاة ومدح وذم لم يكن بأقل حظ من البيع والشراء فقد دأب الشعراء على عرض افضل ما عندهم على الحاضرين بل ان كثيراً من الوافدين على السوق يأتون لسماع احدث ما ينشد من صنوف الشعر لما فيها من وزن وسهولة في الحفظ وأثر في النفس. من جانبه أشار الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر من جمهورية مصر الشقيقة وأحد المشاركين في مهرجان سوق عكاظ التاريخي بموضوع عن التجارب الشعرية والقاء قصيدتين بعنوان (درعية مديح) و(ألف قيامة لموت واحد) الى أن سوق عكاظ نقطة في تاريخ الشعر منذ الجاهلية وأن مجرد احيائه في العصر الحديث عمل تراثي مجيد تصنع فيه التجارب الشعرية المتجددة التي تخلق فيه التجارب الشعرية المتجددة التي تخلق من الصلات والتعارف بين الشعراء مناخاً ثقافياً عربياً واسع متفاعلاً مع بعضه البعض حتى لا يكون هنالك في البلاد العربية شاعر مجهول ومجال لطرح المختارات والحلقات النقدية التي تقيم الشعر لكي يعرف من خلالها التطور الذي يحدث في مناهج النقد الادبي متمنياً ان يصبح قيمة معنوية كبيرة في حياة الشعر والشعراء مع دوام الانعقاد والنجاح.