يفتتح مهرجان سوق عكاظ الخامس يوم 22 شوال وسيكون نموذجاً للسياحة الثقافية والتراثية فقد كان سوقاً وملتقى للشعراء ومنبعاً للقصيدة العربية الرائدة فهو اليوم مشروع ثقافي ينطلق من جذور تاريخية راسخة في الثقافة العربية، وإن سوق عكاظ يعد اليوم منارة إشعاع فكري وثقافي بحيث استعاد وهجه الثقافي حيث كان مكاناً تاريخياً وحضارياً مشهوراً في الجزيرة العربية ويعود اليوم لنا بثوب جديد مرتبطاً بالقيم العربية الأصيلة حيث كانت ساحته ميداناً فسيحاً للغة العربية الخالدة تفتح صدرها لشعرائها وحكمائها وخطبائها. إن اهتمام سمو الأمير خالد الفيصل بسوق عكاظ قد نشله من الاندثار إلى منافسة المهرجانات العربية والعالمية الثقافية والأدبية وأصبح الجميع يراقب أحداثه ويشاهد فعالياته على أرض الواقع وإعادة الاعتبار إلى مكانة السوق الفكرية والثقافية والإنسانية بعد أن كنا نقرأ ذلك في كتب الأدب والتاريخ كما نجح السوق في استقطاب الشعراء والمثقفين مما أسهم في استعادة فاعليته في خدمة اللغة العربية من خلال فعالياته وأمسياته كما أحيي سموكم على مقولته الرائعة (لا أريد أن تقال كلمة واحدة في سوق عكاظ إلا باللغة العربية) وهو الأمير الذي يعزز القيم الأدبية واللغوية والتاريخية لهذا الموقع ونأمل الاستمرار في الحفاظ على اللغة العربية فهي أداة الثقافة العربية الإسلامية والانطلاق بها إلى آفاق الحياة الواسعة في كل المجالات وأن تكون لها الريادة والمكانة المرموقة المتميزة لتعود كأمسها الزاهر إبان الأيام العربية الإسلامية الذهبية القوية نامية متجددة مستجيبة لمطالب الحياة والارتقاء والتطوير فكلما عزت اللغة العربية عز أهلها والأمل كبير في أن تتبنى الأقسام الأدبية والتاريخية في جامعاتنا فعاليات السوق وكذلك إصدار مجلة فصلية محكمة باسم السوق تحمل سوق عكاظ لخدمة الشعر ليعود إلينا ذلك التاريخ بثوب جديد ولقد كانت الأسواق العربية مجنة وذو المجاز وعكاظ أندية علمية ومجتمعات لغوية أدبية اهتدى بها العرب إلى تهذيب لغتهم لفظاً وأسلوباً وجعل لغة الشعر والخطابة لغة واحدة بين جميع القبائل باذلين في ذلك جهد المستطاع حيث يتخيرون من لغات العرب ما حلا في الذوق وخف على اللسان كذلك نأمل الاهتمام بالخطابة حيث كان الشعراء والخطباء في هذا السوق يبثون وحدة اللغة في أشعارهم وخطبهم فقد كانوا يتناشدون الأشعار ويلقون الخطب في هذا السوق ونتمنى أن تكون هناك جائزة للخطابة وفنون البلاغة وأن يكون لأدب الطفل نصيباً وافراً لتنمية الحس الوطني في نفوس الأبناء لأنهم الثروة الحقيقية في بناء هذا الوطن لقد كانت ساحة سوق عكاظ ساحة للقصيدة العربية الرائدة ومنطلقاً لكل عمل أدبي جليل وأن يصبح إطلالة عميقة على التراث العربي النفيس وإعادة الاعتبار إلى مكانته الفكرية والثقافية والإنسانية ومد جسور بين الماضي إلى المستقبل والعناية بالإبداع والتميز العلمي فتهنئة على هذا الإنجاز والرعاية لهذا السوق ونهنئ محافظة الطائف على جهودها في هذا الميدان وأن نرى مهرجان عكابملامحه العربية الأصيلة مرتبطاً باللغة العربية وبيانها ونشر الثقافة والعلم والمعرفة، وأن يتبارى فوارس القول فيه وتحقيق طموح المخلصين والمحبين للغة العربية في آدابها وفنها وعلو شأنها والتي هي أمنية كل عربي من مشرق الوطن العربي إلى مغربه ومزيداً من النجاح والمناسبات الثقافية الثرية. عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية وعضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون