عرفت الحضارة العربية والإسلامية أسواقا كثيرة، إلا أن عكاظ ظل اسما لامعا في تاريخ الأدب العربي، أسطورة تناقلها الرواة وسجلوه مضيئا في ذاكرة تاريخ الأدب العربي القديم. كان عكاظ بثقافته وفنه وشعرائه وخطبائه جاذبا للمهتمين، لذا سلط الضوء على سوق عكاظ لأنه كان فضاء رحبا للإبداع الثقافي والفكري، يتعلم منه العربي أبجدية الانطلاق في ميدان الشعر، يؤمن بالامتصاص والمزج والتلاقح والمصاهرة الفكرية والتحليق في دوائر الحرية فتكونت حضارة عكاظ آنذاك. ويبتهج عكاظ مساء الثلاثاء المقبل بمهرجانه الرابع الذي تنفرد به مدينة الورد الفكري والفاكهة الشعرية الطائف من بين مدن العالم العربي، حيث إن له نكهة خاصة تضافر على صنعها التاريخ والجغرافيا وما يتفرع عنهما من لواحق الزمان. يقول أستاذ النقد التاريخي وعضو جمعية المؤرخين العرب الدكتور عايض بن محمد الزهراني «إن عكاظ المصنوع من رؤية وإشعاع فكري تنويري إبداعي يعد زادا وزوادا لكل متعطش للفكر والإبداع والشعر المتجذر في تربة الذهنية العربية، عكاظ جذر الشعر والثقافة الحية المتفاعلة يتبوأ شجات المنابر الفكرية الذي يتجدد في نهر المكان ولأنه بهذه الصفة فهو يحلق فوق متاهة الفوقية العارية من الموضوعية والمنهجية وهو في نفس الدائرة مع سلطة الحرية الواعية والإنسانية العربية المتقدمة». وأضاف أن عكاظ حلم كبير يحلم الكثير من المحيط إلى الخليج بعودة وانسياب أنهاره الثقافية والمعرفية إلى أحياء صحرائه الجافة ليعود ربيعا مثمرا بالفكر والفن والأدب. ونوه باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ في أن يكون السوق واقعا ينبض بالدفء الثقافي وليكون له بصمته الخاصة في هذا العصر. ولفت الدكتور الزهراني إلى أن عكاظ يشكل منبعا طبيعيا لثقافتنا مما يجعله مصدرا ثريا من مصادرها، مؤكدا أنه انطلاقا من هذه الأهمية التي تكتسبها عكاظ في حياتنا الثقافية فلا بد من العمل لنقله للأجيال المتعاقبة لمد الجسور بين ماضيها وحاضرها وجعله أرضية صلبة للانطلاق في دروب الإبداع والعطاء الفكري حتى يوفر لهذا التراث العكاظي روح الاستمرار والتوهج بنور التجديد والإضافة والخلق. عبقرية العرب وألمح الناقد والأديب حسين بافقيه أن المؤرخين العرب أطنبوا في وصف حركة التجارة وضرب الأسواق في نواحي الجزيرة العربية كلها، وأحصى نفر منهم طائفة من الأسواق التي نوفت على 26 سوقا. وبين أن من بين تلك الأسواق التي أفتن العرب بضربها هنا وهناك كان لسوق عكاظ خطرها في التاريخ العربي القديم، وهي لقربها من مكةالمكرمة، ولملاصقتها لموسم العرب الأعظم «الحج إلى البيت العتيق»، حيث تعقد ما بين ال15 وال30 من ذي القعدة. وقال «إن سوق عكاظ حظيت بما لم تحظ به سوق أخرى، وكان لقربها من المجتمعات الحضرية، ولا سيما مكةالمكرمةوالطائف، أثر في حضورها وقوتها واستمرارها، وأغلب الظن أن العرب أجمعوا على مكانتها في أسواقهم، فألفيناها، كما تنبئ كتب التاريخ والأخبار، ساحة لألوان من التجارة والبيع والشراء، وأظهرت عبقرية العرب في البيان والبلاغة، وكانت بحق تعبيرا عظيما عن قرب ما بين «التجارة» و«الأدب» من صلات ووشائج». علامة مميزة ورأى وكيل كلية المجتمع في جامعة الطائف رئيس تحرير مجلة الجامعة الدكتور عالي بن سرحان القرشي أن سوق عكاظ أصبح علامة مميزة في اللقاءات الثقافية ليس على مستوى المملكة بل الإقليمي والعربي ويدل على ذلك التفاعل الثقافي العربي مع سوق عكاظ على مستوى الإعلام وعلى مستوى المشاركة في أنشطة السوق في مختلف أشكال هذه المشاركات سواء الفنية أو الثقافية. ودلل الدكتور القرشي على هذا التفاعل الثقافي بالتقدم لجائزة عكاظ من شعراء عرب والتي فاز بها العام الماضي شاعر من سورية، وقبله شاعر من مصر، وهذا العام شاعر من لبنان، إضافة إلى المساهمة في الخط العربي من خلال المشاركات العربية. وأكد أن هذه المشاركات تمثل إشارة لبلوغ عكاظ آماله الطموحة ليظل متبوئا الصدارة في ملتقيات الثقافة العربية كما كان في ماضيه القديم. وأشار وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس الجمعية العلمية السعودية للغة العربية الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله السالم إلى أن سوق عكاظ سمي بهذا الاسم من المعاكظة وهي المحاجة في المفاخرة التي كانت أحد نشاطات ذلك السوق، مشيرا إلى قول الخليل بن أحمد: (وسمي به لأن العرب كانت تجتمع فيه كل سنة فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة والتناشد: أي يدعك ويعرك، وفلان يعكظ خصمه بالخصومة: يمعكه). وقال «تاريخ عكاظ يعود إلى ثلاثة أو أربعة قرون قبل الميلاد، ويرجعه بعض المؤرخين إلى ما قبل الهجرة ب70 سنة، والمؤكد بأن سوق عكاظ استمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الخلفاء الراشدين وزمن بني أمية حتى سنة 149ه، حيث ثار الخوارج ونهبوه». وأضاف أن سوق عكاظ تأثر بتوسع الدول الإسلامية وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق ثم بغداد، حيث المدن الكبيرة، وبدأت الحضارة الناشئة في الشام والعراق ومصر تجذب الناس إليها، وهذا أدى إلى ضعف الحاجة لسوق عكاظ ودوره التجاري خاصة. وبين أن سوق عكاظ كان مركزا ومزادا تجاريا عظيما، تعرض في هذا السوق سلع ملوك اليمن الذين كانوا يبعثون بالسيف الجيد والحلة الحسنة والمركوب الفاره، فيقف بها وينادى عليه ليأخذه أعز العرب، لافتا إلى أن سوق عكاظ كان سوقا تجاريا واسعا تقصده قوافل التجار القادمين من الشام وفارس والروم واليمن .. يصف الإدريسي سوق عكاظ بأنه سوق جامع يقام في يوم الأحد من كل أسبوع، حيث يعرض فيه أنواع التجارات التي تحتاجها تلك المنطقة، فإذا أمسى المساء انصرف كل إلى موضعه ومكانه. منبر للسياسة والإعلام وأضاف السالم أنه في ذات الوقت كان سوق عكاظ منبرا سياسيا وإعلاميا، تجتمع فيه القبائل، وتعقد فيه الاتفاقات والمعاهدات بين القبائل، ويشهر فيه بمن خلع من القبائل لتسقط حقوقه فلا تحمل له القبيلة إي جريرة، وتطلق فيه الألقاب والأوصاف على الأفراد والقبائل، ومكانا لإجراء مسابقات الفروسية، وإجراء المبارزات بين الفرسان، كما أن القبائل كانت تفادي أسراها وتتفاوض في الرأي والمشورة، وتبادل الأفكار. وعد السالم سوق عكاظ تظاهرة أدبية ومجمعا أدبيا ولغويا يندر أن يوجد له مثيل، حيث يتوافد له الشعراء من كل مكان، يعرضون أشعارهم ويتم تحكيمها بشكل رسمي، فيخلع عليها الألقاب والهبات، وأسهم السوق في إخراج عدد من الأسماء والقصائد الشعرية الكبيرة في تاريخ الأدب العربي، وفي ذلك يقول حسان: سأنشر إن حييت لهم كلاما ينشر في المجامع من عكاظ وكانت المنابر تضرب ليقام فيها خطباء يعددون مآثر قبائلهم من عام إلى آخر، وإذا ما ذكرت الخطب المنبرية في سوق عكاظ ذكر معها الخطبة الشهيرة لقس بن ساعدة الإيادي، تلك الخطبة الشهيرة التي قال فيها: «أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا، يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه، إن لله دينا هو أرضى له، وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكرا». المعلقات وفيها أنشد ابن كلثوم معلقته، وقيل بأن المعلقات علقت وأنشدت فيها، كما أنشد فيها الأعشى مدحته المحبرة في المحلق، وممن ألقى فيها مدائحه حسان، كما كانت الخنساء تلقي فيه مراثيها وتعاظم بمصيبتها في أخيها. ومن الشخصيات الشهيرة في سوق عكاظ النابغة الذبياني، حيث كان يرأس سوق عكاظ، وكانت تضرب له قبة حمراء من أدم في سوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، ومن ذلك أنه أتاه الأعشى فأنشده، ثم أتاه حسان فقال: لولا أن أبا بصير أنشدني لقلت أنك أشعر الجن والإنس، فثارت ثائرة حسان فقال: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك وجدك، فقبض النابغة على يده، وقال: يا ابن أخي أنت لا تحسن أن تقول: فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى منك واسع ثم أتته الخنساء فأنشدته: قذى بعينك أم بالعين عوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار فلما بلغت قولها: وإن صخرا لتأتم الهداة به كأن علم في رأسه نار قال: ما رأيت أشعر منك، ويروى أنه قال لها: لولا أبا بصير سبقك لقلت إنك أشعر من في السوق. ويروى أنه قال لحسان حين بلغ من قصيدته: لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى وأسافنا يقطرن من نجدة دما ولدنا بنى العنقاء وابنى محرق فأكرم بنا خالا وأكرم بنا أبا قال له: قلت جفانك ولو قلت الجفان لكانت أكثر، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك، وقلت يلمعن بالضحى، ولو قلت يبرقن بالدجى لكان أبلغ، لأن الضيف بالليل أكثر طروقا. وكذلك قصدت هند بن عتبة بن ربيعة هذه السوق حين قتل أهلها في بدر، وقرنت جملها بجمل الخنساء، وأخذت كل منهما تعاظم الأخرى بمصابها وتساجل في الشعر اللوعة والرثاء. والمقصود بأن سوق عكاظ كان سوقا أدبيا يتبارى فيه الشعراء بإبراز نتاجهم الأدبي، ويتحاكمون فيه إلى فحول الشعر وأهله، فينوهون بقصائدهم لتطير بها المجالس في الآفاق حفظا وترديدا. وأبان أن الاهتمام بسوق عكاظ عاد في عهد الدولة السعودية، وذلك بتحديد مكانه جغرافيا، ودعوة الأدباء والمؤخرين للاجتماع والتظاهر الثقافي والأدبي، وبعث الروح السابقة لهذا السوق العظيم، وقد كان ذلك في عام 1428ه، حيث رعى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة سوق عكاظ الأول، ثم توالى الاحتفال بهذه التظاهرة الأدبية والثقافية طيلة الأعوام الثلاثة السابقة، منوها بالدعم الكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا الصدد والذي كان له أثر بالغ في عودة السوق لسابق عهده، كما أن السوق ينتظره مستقبل كبير وذلك حين يتم اكتمال بناء المدينة السياحية الثقافية في سوق عكاظ. منتدى القبائل وقال أستاذ النقد الأدبي الحديث المشارك في جامعتي عين شمس والطائف الدكتور عاطف بهجات «عكاظ معلم من معالم تكوين العقل العربي القديم، فلم يكن سوقا محدودا أو متواضعا، بل كان أشبه بمنتدى للقبائل العربية، حيث كانت تلتقي فترتقي، ترتقي في سوق عكاظ بتحقيق العدالة من خلال القضاء ودفع المظالم ورد الحقوق، ترتقي بمستواها الاقتصادي من خلال ممارسة التجارة، ترتقي فكريا وثقافيا وأدبيا بلقاءات الشعراء والكتاب والنقاد، حيث كانت المنازلة الفكرية بديلا عن المنازلة في ميدان القتال». وبين أنه كان هناك مناشط متعددة كرست لشمولية السوق، واكبها اجتماع موسع للعرب أثناء طريقهم للحج، وكأنهم يستعدون ليشهدوا منافع لهم، ويجتمعون على كلمة سواء أثناء ممارسة الفريضة، مضيفا أن عكاظ كان ملتقى أبناء العرب نخبويين وشعبيين؛ مما جعل السوق شامل التأثير في تكوين العقل العربي قبل الإسلام وبعد الإسلام، حيث بقي منعقدا في طوره القديم حتى عام 129ه. وألمح إلى أن عكاظ سوق زاره النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، وزاره بعدها، داعيا إلى الإسلام الذي احتضن السوق إلى قرب نهاية عهد الدولة الأموية. وأبرز أنه حديثا تكللت جهود أولي الأمر ومعاونيهم في المملكة العربية السعودية عموما، وفي إمارة منطقة مكةالمكرمة خصوصا بالنجاح في إعادة السوق إلى المشهد العربي من جديد، حيث بدأ طور الانعقاد الحديث في دورته الأولى عام 1428ه، ولا يزال مستمرا بحمد الله. وأكد الدكتور بهجات أن هذا السوق يعد إرثا فكريا وأدبيا لأبناء اللغة العربية على اختلاف أقطارهم، حيث أسهم في تشكيل ذائقتهم، وسكن أعماق ذاكرتهم ولم يكن هذا البعد غائبا عن القائمين على أمر السوق، فطارت الدعوات؛ لاستقطاب المفكرين والمثقفين والأدباء من الدول العربية المختلفة، تحقيقا لفكرة الانتداء، والتقاء المثقفين العرب حديثا، كما كانوا يلتقون قديما في صورة من صور وحدة أبناء الجنس العربي على أرض الطائف، لافتا إلى الأنشطة المتعددة للسوق الثقافية والفنية والسياحية والتراثية والاقتصادية والتاريخية وغيرها، والتي تعكس كلها إدراك المفكر السعودي الحديث لطبيعة السوق، كما أنها تأكيد على فكرتي شمولية المناشط، وجمع الأبناء. وقال «لم تأل المملكة جهدا في إظهار السوق بالصورة الجيدة، حيث تنفق على البنية التحتية للسوق بسخاء، ولا تبخل في استضافة المفكرين والأدباء العرب والسعوديين». وأضاف دام عكاظ محفلا على أرض الطائف المأنوس؛ مبرزا الوجه المشرق للتحضر في المملكة، ولجمع أبناء العروبة على كلمة سواء؛ تذكرا للماضي العريق، وإثراء للحاضر المشهود. خمسة أيام يأتي سوق عكاظ هذا العام 1431ه في دورته الرابعة ببرنامج حافل بالعديد من المناشط الثقافية المتنوعة التي ستنفذ على مدى خمسة أيام، حيث يشهد يوم الأربعاء المقبل ثاني أيام السوق الذي تنطلق أنشطته مساء يوم الثلاثاء إقامة ندوة بعنوان «من تجارب الكتاب» يتحدث فيها الروائي الجزائري واسيني الأعرج ويديرها الدكتور عبدالعزيز السبيل، يليها ندوة بعنوان «شعر طرفة بن العبد» يشارك فيها الدكتور توفيق محمد الزيدي من تونس والدكتور ظافر الشهري من المملكة ويديرها الدكتور محمد الصفراني، ثم أمسية شعرية لشاعر عكاظ لعام 1431ه اللبناني شوقي بزيع ويديرها سعيد علي آل مرضمه. الكتاب والمسرح وفي يوم الخميس ثالث أيام السوق تقام ندوة بعنوان «تجارب الكتاب» يشارك فيها كل من رضوان السيد من لبنان ويوسف المحيميد من المملكة ويديرها الدكتور علي الموسى، يليها ندوة نادي جدة الأدبي الثقافي تحت عنوان «المستشرقون والشعر العربي» ويشارك فيها الدكتور مرزوق بن تنباك من المملكة والدكتور باهر محمد الجوهري من مصر ويديرها الدكتور عبدالرحمن محمد الوهابي، تعقبها أمسية شعرية للشعراء حسن نجمي من المغرب وسمير فراج من مصر وبديعة كشغري وحسن الزهراني من المملكة ويديرها الدكتور يوسف العارف. أما يوم الجمعة رابع أيام السوق فيتضمن البرنامج ندوة بعنوان «المسرح السعودي .. إلى أين» يشارك فيها كل من الدكتور عبدالله أحمد العطاس وفهد ردة الحارثي ومحمد الجفري ويديرها تميم خالد الحكيم، يليها أمسية شعرية يشارك فيها محيي الدين الفاتح من السودان وسعيدة خاطر الفارسي من عمان ومهدي حكمي من المملكة ويديرها فهد الشريف. ويشهد ضيوف وزوار سوق عكاظ يوم السبت آخر أيام السوق ضمن البرنامج الثقافي ندوة تحت عنوان «من تجارب الكتاب» يشارك فيها عبدالواحد لؤلؤة من العراق وقماشة العليان وخالد اليوسف من المملكة ويديرها الدكتور هاشم عبده هاشم، ويقدم نادي الطائف الأدبي ندوة بعنوان «التاريخ الاقتصادي لسوق عكاظ» يشارك فيها الدكتور سيد فتحي الخولي والدكتور أحمد محمود صابون من مصر والدكتور محمود محمد الرويضي من الأردن والدكتور إبراهيم القادري بوتشيش المغرب ويديرها الدكتور أحمد عمر الزيلعي، يليها أمسية شعرية يشارك فيها رضا بلال رجب من سورية وزينب الأعوج من الجزائر وسعد الحميدين من المملكة ويديرها سعد الرفاعي. برنامج الافتتاح أما برنامج السوق في يومه الأول الثلاثاء المقبل فيتضمن حفل الافتتاح الذي يشمل جولة راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق على «جادة عكاظ» التي تحتضن أنشطة حرفية وصناعية يدوية والمأكولات الشعبية، إضافة إلى الأعمال التمثيلية التاريخية المتنوعة باللغة العربية الفصحى والخطابة والشعراء والأعمال المسرحية التاريخية وعروض الفروسية وقوافل الإبل والمبارزة والرياضات التراثية والفنون الشعبية والأمسيات الأدبية وعروض المقتنيات الأثرية والتراثية وسوق عكاظ للفواكه. كما يضع أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق خلال جولته على «جادة عكاظ» حجر الأساس لخيمة سوق عكاظ التي تقام على مساحة أربعة آلاف متر مربع تقريبا، يلي ذلك الحفل الخطابي المعد الذي يشتمل على كلمة الافتتاح التي يلقيها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وعرض فيلم عن الشاعر شوقي بزيغ الذي فاز بجائزة شاعر عكاظ لهذا العام عن قصيدته «مرثية الغبار»، ثم تكريم الفائزين والفائزات في فروع جوائز عكاظ الأخرى، ويختتم الحفل بعرض مسرحية «طرفة بن العبد» التي كتبها رجاء العتيبي ويخرجها الدكتور شادي عاشور. وهكذا حرص صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب فكرة إعادة إقامة سوق عكاظ من خلال رئاسته للجنة الإشرافية العليا للسوق على إعداد برامج ثقافية متميزة للإسهام في إثراء الثقافة والأدب محليا وعربيا مع عدم إغفال الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، حيث يهدف إلى إيجاد منبر أدبي وثقافي وخطابي، وفن الخطابة والإلقاء ذو خصوصية فريدة، ليكون منارا للشعر الفصيح والنثر البديع في الوطن العربي وتوفير بيئة ثقافية صافية ودعم الجهود الهادفة إلى تشجيع الأدب والثقافة العربية الراقية من خلال إصدارات السوق السنوية التي تخضع لتحكيم عربي والانطلاق من المنافع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في السوق عند الإعداد لأي نشاط يتم إقراره في السوق.