دمشق- إسطنبول- برلين- واشنطن- وكالات انسحبت القوات السورية أمس الأربعاء من مدينة اللاذقية الساحلية بعد أن شنت حملة عسكرية عنيفة على المدينة لسحق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت الداخلية السورية أن وحداتها بدأت بالانسحاب من المدينة أمس بعد أن قضت على الجماعات الإرهابية المسلحة بحسب زعمها. وكانت القوات السورية قد اقتحمت اللاذقية قبل خمسة أيام وشنت هجمات عنيفة ضد المدنيين.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: إن أكثر من 700 عنصر أمن نفذوا منذ صباح أمس الأربعاء حملة مداهمة للمنازل واعتقلوا العشرات. وذكر نشطاء إن دبابات سورية قصفت أحياء سكنية فقيرة في اللاذقية. وجاء ذلك في الوقت الذي أفاد ناشط حقوقي أن شخصين قتلا أمس برصاص الأمن السوري في ريف إدلب (شمال غرب) وفي حمص فيما شنت قوات الأمن حملة مداهمات في عدة مدن سورية طالت المئات. ونفذت القوات عمليات عسكرية وأمنية (في ريف إدلب، شمال غرب) وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن حملة اعتقالات واسعة بدأت في حي الخالدية في حمص منذ الصباح حيث اعتقل حوالي 40 شخصا مشيرا إلى استمرار حملات الدهم وترويع المواطنين واقتحام البيوت. وفي دمشق أضاف الناشط أن قوات أمنية كبيرة نفذت حملة مداهمات للمنازل فجر أمس (الأربعاء) في حي ركن الدين مشيرا إلى أن العمليات تركزت في الحارة الجديدة التي قطع التيار الكهربائي عنها. سياسياً أكد الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء أن الإصلاح في سوريا ( نابع من قناعة السوريين ) ولم يأت نتيجة للضغوط الخارجية مشيراً إلى ضرورة إشراك الجميع في بناء مستقبل البلاد، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وقال الأسد أثناء لقائه أعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي: إن الإصلاح في سوريا نابع من قناعة ونبض السوريين وليس استجابة لأي ضغوط خارجية، بحسب سانا. وأضافت الوكالة: إن الأسد أشار إلى أن سوريا ستبقى قوية مقاومة ولم ولن تتنازل عن كرامتها وسيادتها. وعلى الصعيد السياسي الخارجي تدرس الحكومة التركية تغيير سياستها في التعامل مع نظام بشار الأسد بسبب تصاعد العنف ضد المتظاهرين في سورية. وذكرت وسائل إعلام تركية أمس أن الحكومة التركية تعتزم مناقشة فرض عقوبات على النظام السوري وخفض الاتصالات الدبلوماسية بسبب استمرار دمشق في التصدي بوحشية لمعارضي النظام. وأضافت التقارير أن الحكومة التركية تدرس أيضا إمكانية تعليق التعاون العسكري مع سورية وفرض قيود على النقل بين البلدين وتجميد ممتلكات عائلة الأسد في تركيا. وتزامناً مع هذه التطورات استدعت الحكومة التونسية أمس سفيرها في سوريا ( للتشاور) بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية عن الوزارة قولها: إنه نظرا للتطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة السورية قررت الحكومة التونسية دعوة سفيرها لدى دمشق للتشاور. وكانت تونس قد دعت في وقت سابق الحكومة السورية ومعها المعارضة والمجتمع المدني إلى وقف فوري لأعمال العنف والدخول في حوار وطني جاد من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري. كما سحبت الأممالمتحدة أمس الأربعاء من سوريا نحو 25 من موظفيها الدوليين وعشرات من أفراد عائلاتهم بسبب تصاعد المخاوف على أمنهم. وقال فرحان حق المتحدث باسم المنظمة الدولية في نيويورك: بسبب القلق المتصل بالأمن، قررنا أن نسحب من سوريا نحو 25 شخصا من موظفينا الدوليين والأشخاص المرتبطين بهم. وكانت صحيفة وول ستريت جرنال قد ذكرت أمس الأربعاء أن الدبلوماسيين السوريين يمارسون الترهيب ضد المغتربين الذين ينتقدون نظام دمشق، وأنهم أيضا يهاجمون أقرباء المنشقين عبر تهديدهم أو توقيفهم عند عودتهم إلى البلاد.وقال أعضاء في إدارة أوباما للصحيفة: إنهم يملكون أدلة تتمتع بمصداقية تفيد أن نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم سفاراته في الخارج للعثور على أقرباء في سوريا لمحتجين بين المغتربين وخصوصا أميركيين سوريين شاركوا في تظاهرات سلمية في الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة أسماء ستة أميركيين سوريين، مشيرة إلى أن أعضاء السفارة يبحثون عن المتظاهرين ويقومون بتصويرهم. ويصف الدبلوماسيون وبينهم السفير في واشنطن، المنشقين من المغتربين السوريين بالخونة، بحسب الصحيفة.