دمشق، تونس - ا ف ب - استدعت الحكومة التونسية سفيرها في سوريا "للتشاور"، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الاربعاء. ونقلت وكالة الانباء التونسية الحكومية عن الوزارة قولها انه "نظرا للتطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة السورية، قررت الحكومة التونسية دعوة سفيرها لدى دمشق للتشاور". وكانت تونس دعت في وقت سابق الحكومة السورية ومعها المعارضة والمجتمع المدني الى "وقف فوري" لأعمال العنف والدخول في "حوار وطني جاد من اجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري". قتل اربعة اشخاص الاربعاء برصاص الامن السوري فيما شنت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في عدة مدن سورية وطلبت عشرون دولة بينها دول عربية عقد دورة استثناية لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تخصص للوضع في سوريا. يأتي ذلك غداة مقتل شخص خلال تظاهرة في دير الزور (شرق) بعيد ساعات من اعلان الجيش انسحابه منها الثلاثاء بعد "القضاء على المجموعات المسلحة". وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مواطنا قتل الاربعاء في قرية ابديتا بجبل الزاوية في ريف ادلب، شمال غرب، حيث كانت القوات السورية "تنفذ عمليات عسكرية وامنية". وفي حمص، قال المصدر ان ثلاثة اشخاص قتلوا احدهم برصاص قناص في حي الارمن، واخر في حي النازحين حيث اصيب ثلاثة اشخاص بجروح، وثالث في دير بعلبة. واضاف عبد الرحمن ان 100 شخص اعتقلوا في حمص منهم 40 في حي الخالدية وحده. وفي اللاذقية، توفيت في حي القلعة سيدة متاثرة بجراح اصيبة بها الاثنين. ونقل عن ناشط عن وجود جثامين لثلاثة شهداء مستشفى المدينة لم يتسن الحصول على اسمائهم. الى ذلك، افاد دبلوماسيون لوكالة فرانس برس ان الدول الاوروبية والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية طلبت الاربعاء عقد دورة استثناية لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تخصص للوضع في سوريا الاثنين. ومن المتوقع ان يتفق اعضاء المجلس على قرار يدين القمع في سوريا ويطالب بفتح تحقيق حول اعمال العنف التي ترتكبها القوات السورية بحق المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. من جهته يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا خاصا الخميس لبحث حقوق الانسان والوضع الانساني الطارئ في سوريا، بمشاركة المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي. وقال المرصد ان قوى الامن نفذت مساء الثلاثاء والاربعاء حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين في دمشق، وفي بلدة معضمية الشام والزبداني وحرستا وعربين في ريف دمشق. وفي اللاذقية التي تشهد وضعا متفجرا منذ ايام ومداهمات، اكد المرصد ان "أكثر من 700 عنصر أمن ينفذون منذ صباح الاربعاء حملة مداهمة للمنازل"، بعد ان شهدت عدة احياء اطلاق نار كثيف حتى الرابعة فجرا. وقال المرصد ان المدينة شهدت هدم لمنازل ومحال تجارية في حي مسبح الشعب والغراف "بحجة انها عشوائية". وكشف عبد الرحمن في اتصال هاتفي الاربعاء مع وكالة فرانس برس ان قوات الامن اعتقلت الثلاثاء "اكثر من 400 شخص وزجتهم في المدينة الرياضية والملاعب ودور سينما في اللاذقية". ولفت الى "وقوع جرحى الا ان الاهالي يخشون من اسعافهم الى المشافي خشية الاعتقال". وكانت وكالة الانباء السورية اعلنت انهاء عملية الجيش الثلاثاء "في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية بعد ان وضعت حدا للمجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين بممارساتها الإجرامية". كما غادر الجيش السوري دير الزور ظهر الثلاثاء، حسب مراسلة فرانس برس. واعلن مسؤول عسكري سوري للصحافيين ان "القوات خرجت بعد اتمام العملية مباشرة" وهي القضاء على "المجموعات المسلحة"، موضحا ان "هذا الخروج نهائي ولا عودة للجيش ابدا" الى دير الزور. وبالتزامن مع ذلك اعلن رئيس المجموعة الروسية العامة "روسوبورون اكسبورت" ان روسيا لا تزال تزود سوريا بالسلاح على الرغم من الضغوط الدولية التي تطالبها بوقف صادرات الاسلحة الى دمشق. ومساء الثلاثاء، ندد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد بما وصفاه "الاعتداء الامبريالي" الذي يشنه الغرب في ليبيا وسوريا، حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفنزويلية. من جهته، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الثلاثاء معارضة تركيا لاي تدخل اجنبي في سوريا، رافضا في الوقت عينه اي عمليات ضد المدنيين خلال شهر رمضان. وحض داود اوغلو خلال زيارة اجراها قبل اسبوع الى دمشق، الرئيس السوري بشار الاسد على انهاء القمع ضد المدنيين والقيام باصلاحات سياسية. وتشهد سوريا حركة احتجاجية لا سابق لها اسفرت عن سقوط 2236 قتيلا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد بينهم 1821 مدنيا و415 من الجيش والامن الداخلي، بحسب المرصد. وتؤكد السلطات السورية انها تتصدى في عملياتها "لعصابات ارهابية مسلحة".