تابعت والكثير معي مسلسل (الحسن والحسين) الذي تبثه المحطات الفضائية والذي ثار لغط كبير حول شرعية تصوير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطيه الإمامين الحسن والحسين وظهور ممثلين يشبهونهم، إضافة إلى ما تثيره مثل هذه المسلسلات من خلافات وفتح جروح الماضي الذي شهد مواجهات وحروب دامية بين المسلمين ولا نريد أن تعود تلك الحقبة بكل آلامها ومآسيها، إلا أنه وبعد أن تم إنجاز المسلسل الذي راجع وتابع إنتاجه علماء أفاضل وقرؤوا مادته العلمية ووجدوا أن الوقائع التاريخية تطابق ما حصل في تلك الحقبة، وأنه بعرض تلك الحقائق يصحح كثيراً من المعلومات المغلوطة التي تداولت بين العامة، وأن مشاهدة الوقائع الصحيحة وإظهار الحقيقة لما قام به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجتهاد ولدرء الفتنة وأن كلاً من أم المؤمنين عائشة والزبير بن العوام وطلحة بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين، وأن الإمام علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين -رضي الله عنهم ورحمهم وجمعنا وإياهم في الجنة- بريئين من أي شبهة للفتنة وأن الصحابة وآل البيت وحدة متكاملة كانوا يكنون لبعضهم المودة والاحترام والتقدير. وقد أظهر المسلسل وفي حلقاته العشر الأولى أن فئة ثالثة من المنافقين هم الذين أثاروا الفتنة بغدرهم وقتلهم للخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم مواصلتهم إثارة الفتن وإشعال الحرائق بين معسكري المسلمين بدءاً من المدينةالمنورة إلى البصرة ثم الكوفة. حلقات المسلسل التي تابعناها توضح جانباً كبيراً من الحقائق وأنارت عقول الذين يريدون أن يفهموا ما حصل في تلك الحقبة التي لا يزال تأثير ما حصل فيها يترك آثاراً سلبية على حياة المسلمين حتى في العصر الحاضر.. وبانتظار أن نشاهد ما سيحصل في الحلقات القادمة التي ستوضح ما حصل من أحداث خاصة في العراق والشام ومصر وبالتحديد بين الإمام علي بن أبي طالب والخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وكيف استشهد الإمام الحسين في كربلاء، وما هو دور المنافقين في تأجيج الكراهية والصراع بين المسلمين الذي لا يزال متواصلاً حتى الآن.