أكد عضو جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة معتوق الشريف ل «الحياة»، تسلم الجمعية شكاوى عدة، عن معاناة بعض الأسر من تقلب المزاج النفسي لدى بناتهن، مضيفاً أنه يتم مناصحة ذويهن بعلاجهن لدى الأطباء النفسيين وعدم تعنيفهن أو مضايقتهن في مثل هذه الحالات. وقال: «يجب على الآباء معرفة أن الأمراض النفسية وتقلبات المزاج لدى الفتيات بحاجة إلى معاملة خاصة، حتى لا تستفحل الحال وتتطور إلى مستويات مؤذية، والجمعية ستتدخل في حال أبلغت بوجود مكبل أو مكبلة بالسلاسل لدواعي المرض النفسي، إذ سيتم فتح محضر بهذه الواقعة». وأوضح أن وزارة الصحة لا تزال مقصرة في نشر الوعي والثقافة في هذا الشأن لدى المجتمع المحلي، داعياً «الوزارة» إلى تكثيف عملها ودورها في التعريف بالأمراض النفسية وكيفية التعامل معها من خلال حملات منظمة في المناطق كافة. من جانبه، أشار عضو هيئة التدريس في كلية الأمير سلطان وأستاذ علم النفس الدكتور خالد باطرفي إلى أن السعودية وقعت أخيراً، على اتفاقية في الأممالمتحدة تتعلق بحماية حقوق الأبناء من العنف المنزلي على أشكاله كافة. وأضاف أنه يتعين على الجهات المختصة التحرك للتعامل مع مثل هذه الحالات بشكل علمي، إضافة إلى إذابة الخجل لدى المجتمع من زيارة العيادات النفسية، على اعتبار أنها أمراض غير عضوية يسهل علاجها في مراحلها الأولية. ولفت إلى أن اعتماد بعض الآباء على طريقة الحبس أو التكبيل هو من مظاهر العنف الذي تجرمه الشريعة والقوانين، مؤكداً أن ضعف معلومات بعض الأسر عن الأمراض النفسية، إضافة إلى «التابو» الاجتماعي المتعلق بالمستشفيات النفسية، وثقافة العار والفضيحة الاجتماعية يدفع بعض الآباء لتعذيب بناتهم بهذه الطرق غير الإنسانية. داعياً في الوقت ذاته إلى تفعيل الخط الساخن الخاص ببلاغات العنف وتوسعة أدوارها من خلال مشاركة وزارات الداخلية، والشؤون الاجتماعية، والعدل في ملاحقة أحوال المعنفين ودرس أوضاعهم . ونبه في حديثه إلى أهمية توفير دور إيواء تتناسب وحالات العنف الأسري من ناحية البرامج العلاجية والسلوكية والتأهيلية، خلافاً لفرض عقوبات صارمة على المتورطين في حوادث العنف، للحد من هذه الظاهرة التي باتت مقلقة في الآونة الأخيرة.