كوالالمبور - زيورخ - الدوحة - سلطان المهوس يبدو أن لهيب ثورة بركان الفيفا وما صاحبه من حمم نارية متبادلة أدت إلى هز عرش أكبر الإمبراطوريات الرياضية بالعالم في الطريق للتمدد شرقاً ليصل إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور وتحديداً في ضاحية بوكيت جليل حيث مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يرأسه الخصم اللدود لبلاتر القطري محمد بن همام والذي استطاع تحويل أنظار العالم قاطبة لما يحدث داخل الفيفا. الحرارة قد تصل لحد الانفجار وقلب الموازين، فالتحركات التي كانت نتاجاً مباشراً لإفرازات الانتخابات الرئاسية الكروية الأخيرة تؤكد أن المعركة لا تزال في بدايتها بين الأطراف المتصارعة والتي ستمتد ليلحق كل طرف بالآخر أينما حل وارتحل سعياً لإضعافه بمؤازرة من أطراف لها مصالح مشتركة هنا وهناك.. حالة الاضطراب والتحركات السرية بعد اهتزاز المبنى الزجاجي بزيورخ وفقاً لقراءة ومتابعة دقيقة ورصد لصحيفة (الجزيرة) تكشف أن بلاتر وسّع دائرة الصراع خارج إمبراطوريته الزجاجية مستغلاً حالة التباين التي واجهها خصمه القطري محمد بن همام في مناسبتين انتخابيتين كانت الأولى الانشاق العلني في صراع الوصول لمنصب عضوية المكتب التنفيذي بالفيفا يوم الثامن من أيار - مايو 2009م حيث وقف ابن همام في كوالالمبور أمام جبهة صراع قوية أمام البحريني الشيخ سلمان البراهيم الخليفة المتسلح بعديد من مراكز القوى الآسيوية لكن ابن همام استطاع الفوز بالمقعد بحصوله على ثلاثة وعشرين صوتاً مقابل 21 صوتاً لمنافسه في حين كان الانشاق الانتخابي الآخر واضحاً بعد إعلان القطري ابن همام صراحة وقوفه انتخابياً مع الكوري الجنوبي د. تشونغ مونغ جوون في صراع الانتخابات الآسيوي أمام الأمير علي بن الحسين لمنصب نائب رئيس الفيفا عن القارة الآسيوية والذي أُقيم في العاصمة القطرية الدوحة يوم السادس من يناير 2011م لتهتز روح الوحدة الآسيوية من جديد وهي النقطة التي يرتكز عليها السويسري بلاتر لسكب مزيد من الزيت على نار تلك الاختلافات علّه يظفر بجزء بسيط من الروح الانتقامية التي تطارده ضد ابن همام الرجل الذي كان عمل بديمقراطية النظام ووقف نداً لبلاتر بل فضحه أمام الملأ..!! الانقلاب الصيني بقيادة بلاتر..!! قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم تعليق النشاط العملي للقطري محمد بن همام مؤقتاً لمدة شهر حتى انتهاء متابعة التحقيقات الجارية بشأن اتهامه مع التريندادي جاك وارنر رئيس اتحاد الكونككاف أوصل الصيني تشانغ جيلونغ المولود في شهر فبراير من عام 1952 في مدينة يانتاي بمقاطعة شاندونغ والذي حصل على منصب النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في انتخابات الدوحة 2011م أوصله لمنصب الرئيس المكلف وفقاً للدستور الآسيوي أي أنه سيتمتع بكافة الصلاحيات التي كان يتمتع بها ابن همام وهو الأمر الذي يجده بلاتر وأطراف آسيوية لا تحمل وداً كبيراً لابن همام فرصة سانحة وتاريخية لإحداث انقلاب على منظومة عمل ابن همام التنفيذية، فالبوادر التي استقرأتها صحيفة الجزيرة تشير وبوضوح إلى تحركات سرية واتصالات مكوكية لاستغلال حالة غياب ابن همام القانونية وإظهار القارة بشكل أفضل بدونه عبر الضغط على أعضاء المكتب التنفيذي الأربع والعشرين للموافقة على اجتماع عاجل برئاسة الصيني جيلونغ وإظهار أن الاتحاد الآسيوي لا يعتمد على ابن همام وربما يتم اتخاذ قرارات مصيرية بخصوص مواضيع تهم الأطراف المتصارعة داخلياً مع ابن همام على اعتبار أنها فرصة تاريخية سانحة للثأر من مواقف سابقة لابن همام كان حينها يتخذه بمبدأ الديمقراطية والشفافية التي لا تعجب البعض..! ساعة الصفر بعد أسبوع..!! قراءة التحركات الانقلابية من قبل صحيفة الجزيرة توضح أن استعجالاً كبيراً يتواصل لعقد الاجتماع الذي يحق للرئيس دستورياً ولا غيره أن يدعو له وتواصل أطراف ترغب الثأر من ابن همام في أن يوافق الصيني جيلونغ على إرسال دعوات رسمية عاجلة للاجتماع خصوصاً أن محاولات عدة قامت بها تلك الأطراف باءت بالفشل وما زال الصيني متردداً بهذا الشأن خصوصاً أنه في الآونة الأخيرة بدأ ضمنياً يستجيب للضغوط التي تمارس عليه من قبل السويسري بلاتر وأطراف بالمكتب التنفيذي تنتظر هذه الفرصة من أيام انتخابات 2011م ولا أدل من أن الصيني كان قد أصدر تصريحاً إعلامياً بعد إقرار إيقاف ابن همام ذكر فيه أن ابن همام سيظل رئيساً يقوم بواجباته إلا أن اللغة الإعلامية أخذت بالتراجع نوعاً بعد أن ظهر ليؤكد أن الاتحاد الآسيوي سيمضي قدماً لمواجهة الفساد..!! ساعة الصفر وفق ما تم التخطيط لها ستكون بعد أسبوع من الآن تقريباً أي قبل موعد الاجتماعات المقررة رسمياً للمكتب التنفيذي بحوالي ثمانية وأربعين يوماً حيث إن المقرر هو أن يجتمع المكتب التنفيذي يوم السابع والعشرين من شهر يوليو القادم..!! أبواب موصدة لداعمي ابن همام الداعمون لابن همام في المكتب التنفيذي استهجنوا الطريقة التي يحاول من خلالها أطراف الثأر واستغلال المكتب التنفيذي لهذه الأغراض وإظهار ابن همام بمظهر الضعيف كما حصل مع جاك وارنر من قبل أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الكونككاف الذي لم تكتمل فصول إثارته حتى الآن والسواد الأعظم من الأعضاء الأربع والعشرين لا يرون في هذه التحركات سوى مزيد من التفرق بدلاً من الوحدة الآسيوية ومزيد من التمزق العملي الذي ربما يبطل قامة التطوير التي قادها ابن همام بأسلوب احترافي متطور وهو الذي لا يلقى قبولاً لدى ممن يسعى للثأر الشخصي واستغلال الفرصة للرقص على حبر الإيقاف المؤقت بدعم وتخطيط من بلاتر العجوز الذي يسعى جاهداً لإبعاد الإعلام عن دائرته المفضوحة والمشبوهة..!! السعودية قائد سفينة الاستقرار أمام ذلك المنعطف الآسيوي التاريخي يبقى الدور السعودي مهماً ومحورياً في قيادة سفينة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وسط الأمواج المتلاطمة والتدخلات السرية وبوادر انشقاق علني كبير جاء إفرازاً للانتخابات الدولية الأخيرة حيث من المنتظر أن تبادر السعودية وهي أحد أهم مركز القوى آسيوياً إلى ترتيب البيت الآسيوي وإبقائه بعيداً عن التوتر لا سيما وأن رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام هو رئيس أجمع على بقائه للفترة الرئاسية القادمة كامل الدول المنضوية تحت لواء الآسيوي كما أن تدخل بلاتر غير المعلن وأطراف لها مصالح ثأرية وليست عملية هو نوع من أنواع التخريب والفوضى والانقلاب المحرم الذي يمكن وصفه بالخيانة العظمى لرجل وهب نفسه وعمله وجهده منذ العام 2003م من أجل إحداث تطوير كبير.