هم طيارون درسوا على حسابهم الخاص خارج المملكة، وبعد حصولهم على شهادة الطيران المعتمدة دولياً وعودتهم إلى المملكة للتقديم على وظائف الخطوط السعودية (برنامج مساعدي الطيارين) وجدوا طلباتهم مرفوضة؛ بسبب تغيير شروط القبول على هذه الوظائف، ومن أهمها العمر، والحصول على (500) درجة في التوفل، وتحديد نسبة الشهادة الثانوية 85% علمي فما فوق، وغيرها من الشروط التي أقصتهم عن تحقيق أحلامهم، وتعويض خسائرهم المالية، وبقوا (حسب جريدة الرياض) عاطلين عن العمل، والبعض منهم ترك التحليق في السماء، وبدأ رحلة الأرض سائقاً لسيارة أجرة. إنه من المستحيل، إيقاف مثل هذه المهازل، في مجال قبول خريجينا وخريجاتنا، إلاّ بوجود توجيهات خاصة ومحددة، لكل جهة على حدة، تطالبها برفع تقرير مفصل عن عدد المتقدمين للوظائف، وعدد من تم قبولهم، وعدد من تم رفضهم، مع تفاصيل واضحة عن أسباب عدم قبول كل طلب على حدة. أما إذا تركنا الحبل على الغارب، وأتحنا لكل جهة اللعب على كيفها: تخبأ الوظائف الشاغرة في الأدراج، وتوظف حبايبها وقرايبها، وتفتح رواتب مؤقتة على البنود التي تحلو لها، فإننا لن نحل أهم سلبية من سلبيات حياتنا، وسنظل أرضًا خصبة لسخرية من حولنا علينا، يتندرون على طيارينا الذين يعملون سائقي ليموزين، وطبيباتنا اللواتي يعملن في غسيل الثياب، ومهندسينا الذين يعملون في توصيل الخضار للمنازل!