جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً. اعتقد الصفويون أن الأحداث التي شهدتها بعض الأقطار العربية تمثل فرصة سانحة لاختراق المجتمعات العربية والحصول على موطئ قدم داخل مكوناتها من خلال تصعيد الخلافات الطائفية ودعم عناصرها (خلايا وميليشيات وأحزاب) وتمكينها من أن تكون واجهة للفكر الصفوي مثلما حصل في لبنان والعراق وما يجري الإعداد له في صعدة شمال اليمن. الأحداث والاضطرابات والمطالبة بالتغيير التي تشهدها بعض الأقطار العربية اليوم قد حصلت قبل ذلك في إيران ولا تزال، إلا أن العرب الذين تأذوا من التدخلات الإيرانية في شؤونهم الداخلية لم يحاولوا استغلال ذلك رغم سهولة العملية؛ لهشاشة المكونات الإيرانية والتناقضات التي تهيمن على علاقات القوميات المتناحرة في إيران التي زاد من تفاقمها قمع السلطات لكل القوميات غير الفارسية الأخرى. الأحداث الأخيرة وبالذات التي شهدتها مملكة البحرين والتي عمل الصفويون على تأجيجها وما زالوا في إيران والعراق وقليلاً في الكويت ولبنان، جعلت العرب والمسلمين سنة وشيعة يتأكدون تماماً بتنامي الصفويين فكراً ونهجاً وأنصاراً، إذ أصبح هذا الفكر موازياً إن لم يكن مشابهاً أو أكثر خطورة من الفكر الصهيوني. وإذا كان الصهاينة قد استلبوا الدين اليهودي، وأصبح من الصعب التفريق بين اليهودي والصهيوني أو هو على الأقل ما يراه الغربيون الذين يتخذون من الصهيونية مقياساً لليهودية فإن الصفويين ومنذ وقت طويل يعملون على اختطاف المذهب الاثني عشر، بل والشيعة جميعاً بكل فرقه المختلفة، من خلال إلزام معتنقي المذهب بإملاءات المرجع الصفوي الذي يضع وجوب التسليم والالتزام بولاية الفقيه الشرط الأساسي للولاء للطائفة. ومن أجل تحقيق هذا الغرض فإن مرجعيات قم والمرتبطة بها تعمل على التقليل من أهمية المرجعيات الشيعية العربية حتى التي تقيم في المدن العربية رغم أنها أكثر علماً من المرجع الذي يؤمن بولاية الفقيه. الفكر الصفوي المبني على محاربة الدين الإسلامي النقي وكل ما هو غير فارسي وبالذات العرب، وقياساً على كل ما قام به أتباعه منذ ظهور الصفويين حتى ورثتهم الحاليين يكشف مدى الحقد والعداء السافر للمسلمين والعرب، وهو وبما قام به وما يدعو إليه لا يقل عداءً وخطورة عن الصهيونية وأتباعها، وكما أن اليهود والصهاينة احتلوا أرض فلسطين وقتلوا وشردوا شعبها، فإن الفرس الصفويين ومن يناصرهم أيضاً احتلوا أرض العرب في الأحواز والإمارات العربية ويسعون لاحتلال أرض عربية أخرى، ويقتلون العرب المسلمين سواء داخل إيران أو في العراق والآن في البحرين. ولهذا فإنه لا فرق البتة بين الأعداء سواء كانوا صهاينة أو صفويين؛ فالأفعال والأقوال تكشف النوايا مهما سوّق لها بادعاءات ومزاعم ثبت كذبها. [email protected]