يبتسم التاريخ وتتجدد الذكريات حين تمسح على جبين أيامها يد امتدت لكل البشر صغيرهم وكبيرهم من أبناء هذا البلد المعطاء؛ لتمسح الدمعة وتعلن الفرح؛ فهم جميعا أبناؤه.. فكيف لا يفرحون بمقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك القلوب وهو يعود معافى إلى أرض الوطن الذي أحبه وأفنى عمره من أجله؟؟ ما أجملها تلك الذكريات ونحن نستعيدها حينما أتى مطمئناً - حفظه الله - على أبنائه في جازان؛ ليقف جنباً إلى جنب مع جنودنا البواسل أثناء أحداث الحد الجنوبي بكل شجاعة واقتدار بكلمات ما زالت أصداؤها تعج في ذاك المكان الذي تشرف بإلقائها فيه، وما زالت كلماتها تجسد حافزاً قوياً لأبنائه من الذين دافعو بكل بسالة عن هذه الأرض الطاهرة، وحينها أشرق الانتصار ليبقى ساطعاً على جبين كل المعارك التي دحر بها العدو. كلمات أبوية من الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستبقى جرساً يرن في أذن كل من سمعه وهو يلقيها بنفسه على الشريط الحدودي جنباً إلى جنب مع جنودنا البواسل، كلمة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. إخواني وأبنائي رجال القوات المسلحة بقطاعاتها كافة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنها لسعادة لي أن أكون بينكم اليوم على ثغر من ثغور الوطن أراد له الإرهابيون المتسللون السوء عندما تطاولوا على أرضنا، وأرهبوا الآمنين، واستباحوا الدماء، دون مراعاة لوازع من دين أو خلق، فلهم نقول: لقد تجاوزتم في غيكم، فركبتم صعباً، وإننا - بعون الله -قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو مفسد أو إرهابي أجير. إخواني وأبنائي الكرام.. ما نحن - إن شاء الله - من الذين يخشون الجهر بالحق وإحقاقه، ولسنا ممن لا يرعى الله في حماية دينه ووطنه، ولقد أثبتم أنكم درع الوطن - بعد الله - وأنكم - ولله الحمد - أهل القلوب المتوكلة على الحق - جلَّ جلاله - شجاعة لا يخالجها خوف، وقوة لا يصاحبها وهن، وأثبتم - ولله الحمد - أنكم أهل العزم بعد الله، وساعده الضارب لكل معتدٍ، فتوكلوا على الله. هذا، وأسأل الله أن يمدنا بعون من عنده، وعزة وقوة، وعلى الله فليتوكل المتوكلون. والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته). 10.000 وحدة سكنية للنازحين لم يكتفِ خادم الحرمين الشريفين أثناء زيارته إلى جازان في تلك الأحداث بزيارة الجنود البواسل فقط، بل جاء كالمطر عندما ينهمر خيره على الأرض بقلبه الحنون ليمسح دمعة المنكوبين والمتضررين من النازحين، وليقف معهم ويساندهم ليخفف عنهم المعاناة. وحينها أمر - حفظه الله - بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية لأبنائه المواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء في بالمنطقة، وتحديداً في أحد المسارحة، وتوجيهه الكريم بأن يتم الانتهاء منها بأسرع وقت ممكن وتأثيثها وتسليمها لمستحقيها مشمولة بتوفير المرافق كافة من مساجد ومراكز صحية ومدارس وغيرها. في هذا الإطار أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، أن التوجيه الكريم ضمن المكرمات الملكية الكريمة التي شملت مختلف أرجاء هذا الوطن الغالي. وأبرز سموه الرعاية والاهتمام الدائم الذي يحظى به المواطن من قِبل الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، الذي سخر نفسه ووقته لخدمة إنسان هذه الأرض منطلقاً في ذلك من حرصه - حفظه الله - على أداء أمانته بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً وبما يحقق تطلعات أبنائه المواطنين في مختلف مجالات الحياة. وأبان سمو أمير منطقة جازان الأثر الإيجابي الكبير للتوجيه الكريم على المواطنين النازحين في مخيم الإيواء وغيره من المواقع التي يقيم بها النازحون، مشيراً إلى أن التوجيه الكريم دليلٌ واضح على الحرص والرعاية الكبيرين من قِبل خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - لأبنائه المواطنين في مختلف الظروف، وإلى ما تحظى به منطقة جازان من اهتمام كبقية مناطق بلادنا العزيزة. لافتاً إلى المشروعات العملاقة التي تشهدها المنطقة في مختلف المجالات التنموية. وسأل سموه الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأن يمده بعونه وتوفيقه وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار. خمسة مواقع لإسكان النازحين على السياق ذاته بدأ العمل بتحديد المواقع المناسبة لإقامة مشروع الإسكان الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين، التي روعي فيها راحة وسلامة المستفيدين من المشروع وقربهم من قراهم ومزارعهم التي نزحوا منها؛ ليستقر على خمسة مواقع شملت موقع روان بمحافظة العارضة والحصمة ورمادا بمحافظة أحد المسارحة والخارش والسهي بمحافظة صامطة. واستمراراً لتلك الجهود الرامية لسرعة البدء في تنفيذ المشروع تم التعاقد من خلال منافسة بين عدد من الشركات الكبرى لتنفيذ ستة آلاف وحدة سكنية و31 مسجداً و35 مدرسة للبنين والبنات وخمسة مراكز صحية موزعة على المواقع الخمسة مع توفير مرافق البنية التحتية كافة من الطرق والأرصفة وخدمات الكهرباء والهاتف وشبكات المياه والصرف الصحي والحدائق العامة بقيمة إجمالية بلغت ستة مليارات من الريالات. وشرح الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي الدكتور أحمد بن حسن العرجاني أن إسكان النازحين بمنطقة جازان شمل مشروع الحصمة، الذي يتكون من «2249» فيلا بمبلغ «2.273.500» مليار ريال، المرحلة الأولى منه ستشهد تسليم «507» فيلل ذي القعدة القادم، وموقع الروان الذي بلغت قيمته «1.067.750» مليار ريال وعدد الوحدات السكنية «1063»، منها «500» فيلا، سيتم تسليمها بعد 12 شهراً بوصفها مرحلة أولى. وبيّن أن المشروع يتضمن الوحدات السكنية بموقع الخارش الذي سيتم تنفيذه بمبلغ «1.192.250» مليار ريال وعدد الوحدات «1243» فيلا، منها «500» فيلا سيتم تسليمها بوصفها مرحلة أولى بعد 12 شهراً، إلى جانب موقع السهي الذي تبلغ قيمته الإجمالية «479.550» مليون ريال وعدد الوحدات «447» فيلا والمرحلة الأولى التي ستسلم بعد «12» شهراً تشمل «300» فيلا، وموقع رمادا الذي تبلغ قيمته «975.250» مليون ريال، وعدد الوحدات 995 فيلا، والمرحلة الأولى 500 فيلا، وتاريخ التسليم بعد 12 شهراً. مؤكداً مباشرة الشركات العاملة في المشروع تنفيذ الأعمال الإنشائية بعد توقيع العقود الذي تم برعاية من سمو أمير منطقة جازان في وقت سابق من أعمال الردم ورصف الطرق وإسكان العاملين في المواقع المختارة لتنفيذ المشروع، وروعي في تنفيذ الوحدات السكنية التنوع في التصميم، وأن تتفق واحتياجات الأسر المستفيدة مع الحرص على توفير المدارس بمختلف مراحلها والمساجد والحدائق العامة وغيرها من الخدمات الأخرى بكل موقع من مواقع تنفيذ المشروع حرصا على راحة ورفاهية وأمن المستفيدين.