هذا العنوان ليس من باب الأحاجي والألغاز، وماهو بعنوان لقطعة مما يسمى بالشعر الحر، ولا واجهة استفزازية لديوان من دواوين ما يطلق عليه "شعر الحداثة". انه حقيقة موجودة في مدخل مدينة شقراء الغربي. اما ديناصورات الحضارة فأنا اطلق هذا التشبيه على كل المعدات الكبيرة الثقيلة، الكسارات والشيولات والدقاقات "البوكلينات" والقلابات.. الخ. واما الدخاشم، فلقد كانت هضبات سمر متجمعات كالخائفات وكأنهن قد أحسن بمصيرهن قبل حدوثه، ومكانهن على يمين الداخل الى مدينة شقراء مع خط الحجاز في كنف الصحراء، وكان بهن فجوات ومستظلات للذين يخرجون الى البر وهن علامة بارزة لمدخل شقراء الغربي وفيهن اثر لكتابة قديمة وفوقهن دوائر حجرية. واما اليوم فالدخاشم اثر بعد عين والتهمتها الآليات الحديثة تكالبت عليها من كل جانب كأنها تطلبها ثأثراً قديما. والسؤال الذي نعرضه لبلدية شقراء وتوابعها مع خالص التحية والتقدير لجهودها الملحوظة هو: اين ستتجه مناشير وأزيز وغبار الكسارات والآليات الثقيلة التي تدك وتلتهم وتغير المعالم بعد مأساة الدخاشم؟؟! ومن نكد حظ هذه الهضبات ان رسمها "الدخاشم" ليس مدونا في الكتب البلدانية - التي بين يدي الآن - فلاهي موجودة في كتاب (المجاز بين اليمامة والحجاز) للاستاذ عبدالله بن خميس (طبعة 4) 1410ه مع ان الشيخ ابن خميس في رحلته التي ذكرها في مجازه قد مر بها عند نزوله مغرِّباً من صفراء شقراء فلو مد يده اليسرى للامس الدخاشم. ولم يذكرها كذلك في كتابه (معجم اليمامة) الطبعة الثانية 1400ه ولم يوردها ياقوت الحموي في معجمه. ولا وردت في (بلاد العرب) للأصفهاني، ولا صحيح الاخبار لابن بليهد حسب فهرس الأمكنة الذي وضعه له الاستاذ "أسعد سليمان عبده". نعم فالدخاشم الآن اصبحت في خبر "لم يكن اصلا" و"لن يكون ابدا" فمن ذا - سوى خالق الكون جل وعلا - سيرجع تلك الهضبات كما كانت؟! بقي ان نقول ان اسمها الذي سيزول قريبا تبعاً لإزالة جسمها؛ عربي فصيح يدل بوضوح على قدم تسميتها بهذا الاسم ويدل على تواصل ميراثنا التراثي. ويؤكد ثبات لغتنا العربية الخالدة. جاء في القاموس المحيط: "دَخْشَم ودُخْشُم، الضخم الأسود" والدخاشم التي نعنيها والبقية في حياة محبيها كانت ضخمة سوداء. عبد الرحمن حمد السنيدي شقراء