حددت وزارة الصحة اليمنية اليوم الاربعاء الذي يصادف الاول من اغسطس كيوم وطني لمكافحة وباء الملاريا في اليمن، ، وسيتم تدشين اليوم الوطني الاول بعقد ندوة موسعة في صنعاء بحضور المدير الاقليمي لشرق البحر المتوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري، وافادت مصادر في وزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء بان الندوة ستقف امام عدد من محاور العمل الرئيسية التي تتناول الوضع الراهن لمشكلة الملاريا في اليمن وجهود مكافحتها والبرامج التي سيتم تنفيذها في هذا الاطار على مدى خمسة اعوام قادمة، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وكما تشير تقارير رسمية فان الملاريا تعد هي المشكلة الصحية الاولى في اليمن، ، حيث ينتشر هذا الوباء على نطاق واسع يشمل جميع مناطق البلاد تقريبا، وتفيد الاحصائيات بأن اكثر من عشرة الاف شخص من سكان اليمن المقدر ب18 مليون نسمة معرضون لخطر الاصابة بالملاريا، ، وان عدد حالات الاصابة الفعلية بهذا المرض يصل الى 6، 1 مليون نسمة سنوياً، وتؤكد هذه الاحصائيات بان هناك حالة وفاة واحدة من بين كل مائة حالة اصابة وهو ما يعني ان 16 الف مواطن يمني يموتون سنوياً بسبب مرض الملاريا، ووفقاً لما ذكره عدد من المختصين فان اليمن تصنف بانها ذات درجة توطن عالية بالنسبة لمرض الملاريا، بل انها تصنف وبائياً ضمن الملاريا الافريقية الاستوائية التي تعد من اخطر انواع الملاريا في العالم، ويقول الدكتور محمد علي خليفة الذي اوفدته منظمة الصحة العالمية الى اليمن للعمل في برنامج مكافحة الملاريا بأن 90 بالمائة من مشكلة الملاريا في العالم تكمن في افريقيا، وان اليمن تصنف من هذه المجموعة، واوضح بأن 60 بالمائة من السكان في الجمهورية اليمنية معرضون بالاصابة بهذا المرض، ، مشيراً الى ان ما يزيد من خطورة المشكلة هو ان 95 بالمائة من الملاريا الموجودة في اليمن هي ملاريا خبيثة تتسبب مضاعفات خطيرة تؤدي الى الوفاة بنسبة عالية، وبحسب مصادر رسمية فان اليمن تقسم من حيث درجة توطن الملاريا وموسم الانتقال الى خمس مناطق وهي: المناطق الساحلية وينتقل فيها المرض خلال فصل الشتاء والمناطق الجبلية في فصل الصيف خلال الاشهر من يوليو حتى سبتمبر، ثم منطقة الجزر التي يكون فيها الانتقال على مدار السنة وبالذات جزيرة سقطري على البحر العربي، ، وكذلك الحال بالنسبة لمناطق الهضان، ، اما المنطقة الخامسة والتي تشمل المناطق الصحراوية والمرتفعات التي تزيد عن 2000 متر فهي فقط تكاد تكون خالية من الملاريا، وكان في عام 1992م قد تم افتتاح مشروع مكافحة الملاريا في اليمن وتحديداً في صنعاء، ، وبسبب محدودية الامكانيات وعدم توفر البنى التحتية فقد اقتصر نشاط هذا المشروع على تقديم الادوية دونما اي نشاط على صعيد مكافحة الناقل، وفي عام 1994م تم افتتاح فروع للمشروع في بقية المحافظات لكن هذه الفروع اخذت تركز على تقديم العلاج والقيام بحملات رش موسمية محدودة للمبيدات عقب حدوث موجات الملاريا بعد هطول الامطار، ونتيجة لذلك فقد تفاقمت المشكلة وزادت حدة خطورتها بشكل بات يقلق السكان والجهات الحكومية المختصة في آن واحد، وبالتالي فقد كان لابد للحكومة اليمنية في ان تفكر بالعمل على ايجاد الحلول والمعالجات العملية التي من شأنها الحد من خطورة هذا المرض، ، فكان ان تم اعداد خطة خمسية لمكافحة الملاريا بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وبحسب ما اوضحته مصادر في البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا فان الخطة الخمسية هذه تهدف الى خفض نسبة الاصابة الى مالا يقل عن 50 بالمائة وكذا خفض عدد الوفيات الى 20 بالمائة من العدد الحالي المقدر ب16 الف حالة وفاة سنوياً،