أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة أنه سُجّل في عام 2008م حدوث 247 مليون حالة من الملاريا أدّت إلى وفاة مليون نسمة، معظمهم من الأطفال الأفارقة , مفيداً أن كل 45 ثانية في أفريقيا تشهد وفاة طفل جرّاء الملاريا حيث بات المرض يقف وراء 20% من مجموع وفيات الأطفال في تلك القارة بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية. وعد في تصريح له بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للملاريا اليوم , مرض الملاريا مشكلة عالمية وإقليمية وإحدى التحديات الكبيرة التي تؤثر في جهود التنمية بالدول التي يتوطن فيها المرض فالملاريا تتسبب في حدوث خسائر اقتصادية كثيرة أدّت تلك الخسائر السنوية إلى حدوث اختلافات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي بين البلدان التي تنتشر فيها الملاريا والبلدان الخالية منها، خصوصاً في إفريقيا. وعن الوضع في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كشف البروفيسور خوجة أن وزراء الصحة بدول مجلس التعاون أطلقوا مبادرة خليجية لجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا , ووضع الموضوع على سلم الأولويات المتعلق بالعمل الصحي الخليجي المشترك،مبيناً أن هذه المبادرة تهدف إلى قطع عملية انتقال الملاريا في مناطق التوطن في المملكة العربية السعودية واليمن، وتحقيق الوقاية من إعادة توطين انتقال الملاريا في المناطق التي أخليت منها مما يتطلب ذلك دعما ماليا وتقنيا قويا لبرنامج المكافحة في اليمن والمناطق التي يتوطن فيها المرض بالمملكة العربية السعودية , وتنسيق الأنشطة على الحدود، إلى جانب تعزيز الشراكة بين جميع دول مجلس التعاون لتوفير الموارد وضمان استخدامها بأفضل صورة، وتجعل إجراءات المكافحة أكثر فعالية مقارنة بالتكاليف، وتضمن الاستدامة وهي ضرورية لمكافحة والقضاء على الملاريا. وقال “ تفعيلاً لهذه المبادرة تم إنشاء مجلس إدارة لصندوق مكافحة الملاريا على مستوى دول الخليج برئاسة مدير عام المكتب التنفيذي وعضوية جميع الدول الأعضاء، علاوة على تعيين منسق بالمكتب التنفيذي لبرنامج جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا ، بالإضافة إلى أنه تم وضع واعتماد الخطة التنفيذية للعامين 2010-2011م والبدء في تنفيذ بنودها، كما تم عقد ثلاث اجتماعات لمجلس إدارة صندوق مكافحة الملاريا للوقوف أمام الإنجازات ومناقشة ماتم تنفيذه، مشيراً إلى أنه قام منسق البرنامج بزيارة لبرنامج الملاريا لتقديم تقرير فني لسير الأنشطة بحسب الخطة المعتمدة. وأبان أن وزارة الصحة بالجمهورية اليمنية نفذت المسح الوطني الشامل لمؤشرات الملاريا في العام 2009م لتحديد الوضع الراهن للملاريا وبناء قاعدة المعلومات الأساسية اللازمة لتحديث السياسات والاستراتيجيات المستقبلية واستخدامها لأنشطة المكافحة المختلفة وتسهيل مراقبتها وتقييمها , مبيناً أن نتائج المسح الذي نفذ بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وبتمويل من الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا أظهرت حدوث انخفاض كبير في معدل انتشار مرض الملاريا على المستوى الوطني في عام 2009م , كما بلغت الإصابة 1.5% فقط , مشيراً إلى استخدام نتائج مؤشرات المسح في تقدير العبء المرضي للملاريا وبحسب المعادلات الوبائية لمنظمة الصحة العالمية توضح النتائج إلى أن إجمالي حالات الملاريا في الجمهورية اليمنية وصل في العام 2009م إلى 265.000.74 حالة فقط مقارنة مع التقديرات السابقة المحتسبة في العام 2006م التي أشارت إلى أن عدد الحالات تراوح بين 800-900ألف حالة ملاريا. الجدير بالذكر أنه في إطار تعزيز الشراكة بين الجهات والمنظمات لمكافحة مرض الملاريا في الجمهورية اليمنية تم عقد الاجتماع التنسيقي لأعضاء مجلس إدارة صندوق مكافحة الملاريا والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، بمدينة صنعاء بالجمهورية اليمنية خلال الفترة 18-19 صفر 1432 لبحث سبل التعاون والتنسيق لتوحيد الجهود لدعم مكافحة الملاريا في الجمهورية اليمنية الذي سينعكس إيجاباً على جهود مكافحة والقضاء على الملاريا.