يحتفي العالم سنوياً باليوم العالمي للملاريا الذي يصادف هذا العام اليوم الاثنين 21 جمادى الأولى 1432ه الموافق 25 أبريل 2011م، حيث يمثل هذا اليوم مناسبة للاعتراف بالجهود التي تُبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية ويعتبر مناسبة لاستخلاص الدروس من تجارب الدول الأخرى ودعم بعضها البعض فيما تبذله من جهود ومن أجل تكوين شراكة عالمية لمكافحة الملاريا وفرصة لعرض المؤسسات الأكاديمية إنجازاتها وأبحاثها العلمية وتعزيز أساليب المكافحة... وبهذه المناسبة فقد صرح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة أن مرض الملاريا تسبّبه طفيليات تنتقل إلى البشر من خلال لدغات فصائل البعوض الحامل لها، التي تُسمى "نواقل الملاريا"، والتي تلدغ الناس في الفترة بين الغسق والفجر بالدرجة الأولى، وأشار إلى أنه قد سُجّل، في عام 2008م، حدوث 247 مليون حالة من الملاريا أدّت إلى وفاة مليون نسمة، معظمهم من الأطفال الأفارقة. ولا تمرّ 45 ثانية في أفريقيا إلاّ وتشهد وفاة طفل جرّاء الملاريا، وقد بات المرض يقف وراء 20% من مجموع وفيات الأطفال في تلك القارة بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية. وبيّن أن مرض الملاريا مشكلة عالمية وإقليمية، وأنه إحدى التحديات الكبيرة التي تؤثر في جهود التنمية بالدول التي يتوطن فيها المرض فالملاريا تتسبب في حدوث خسائر اقتصادية كثيرة وقد أدّت تلك الخسائر السنوية إلى حدوث اختلافات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي بين البلدان التي تنتشر فيها الملاريا والبلدان الخالية منها، خصوصاً في إفريقيا. وعن الوضع في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أوضح البروفيسور خوجة أن وزراء الصحة بدول مجلس التعاون قد أطلقوا مبادرة خليجية لجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا وتم وضع هذا الموضوع على سلم الأولويات المتعلق بالعمل الصحي الخليجي المشترك، حيث تهدف هذه المبادرة إلى قطع عملية انتقال الملاريا في مناطق التوطن في المملكة العربية السعودية واليمن، وتحقيق الوقاية من إعادة توطين انتقال الملاريا في المناطق التي أخليت منها مما يتطلب ذلك دعما ماليا وتقنيا قويا لبرنامج المكافحة في اليمن والمناطق التي يتوطن فيها المرض بالمملكة العربية السعودية وكذلك تنسيق الأنشطة على الحدود، كما تهدف إلى تعزيز الشراكة بين جميع دول مجلس التعاون لتوفير الموارد وضمان استخدامها بأفضل صورة، كما أن الشراكة تجعل إجراءات المكافحة أكثر فعالية مقارنة بالتكاليف، وتضمن الاستدامة وهي ضرورية لمكافحة والقضاء على الملاريا. وقال البروفيسور خوجة أنه وتفعيلاً لهذه المبادرة تم إنشاء مجلس إدارة لصندوق مكافحة الملاريا على مستوى دول الخليج برئاسة مدير عام المكتب التنفيذي وعضوية جميع الدول الأعضاء، علاوة على تعيين منسق بالمكتب التنفيذي لبرنامج جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا، كذلك تم وضع واعتماد الخطة التنفيذية للعامين 2010-2011م والبدء في تنفيذ بنودها، كما تم عقد ثلاث اجتماعات لمجلس إدارة صندوق مكافحة الملاريا للوقوف أمام الإنجازات ومناقشة ماتم تنفيذه، وقد قام منسق البرنامج بزيارة لبرنامج الملاريا لتقديم تقرير فني لسير الأنشطة بحسب الخطة المعتمدة، كما نفذت وزارة الصحة بالجمهورية اليمنية المسح الوطني الشامل لمؤشرات الملاريا في العام 2009م والذي يهدف بشكل أساسي إلى تحديد الوضع الراهن للملاريا وبناء قاعدة المعلومات الأساسية اللازمة لتحديث السياسات والاستراتيجيات المستقبلية واستخدامها لأنشطة المكافحة المختلفة وتسهيل مراقبتها وتقييمها.. حيث أظهرت نتائج المسح الذي نفذ بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وبتمويل من الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا حدوث انخفاض كبير في معدل انتشار مرض الملاريا على المستوى الوطني في عام 2009م وقد بلغت الإصابة 1.5% فقط.. وباستخدام نتائج مؤشرات المسح في تقدير العبء المرضي للملاريا وبحسب المعادلات الوبائية لمنظمة الصحة العالمية تشير النتائج إلى أن إجمالي حالات الملاريا في الجمهورية اليمنية وصل في العام 2009م إلى 265.000.74 حالة فقط مقارنة مع التقديرات السابقة المحتسبة في العام 2006م والتي أشارت إلى أن عدد الحالات تراوح بين 800-900ألف حالة ملاريا.. الجدير ذكره أنه في إطار تعزيز الشراكة بين الجهات والمنظمات لمكافحة مرض الملاريا في الجمهورية اليمنية تم عقد الاجتماع التنسيقي لأعضاء مجلس إدارة صندوق مكافحة الملاريا والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، بمدينة صنعاء بالجمهورية اليمنية خلال الفترة 18-19 صفر 1432 الموافق 22-23 يناير 2011 لبحث سبل التعاون والتنسيق لتوحيد الجهود لدعم مكافحة الملاريا في الجمهورية اليمنية والذي سينعكس إيجاباً على جهود مكافحة والقضاء على الملاريا.