يظل المجتمع السعودي بحمد الله تعالى أنموذجاً فريداً في الترابط والتكاتف والتعاون وصورة مشرقة لعطاءات الخير المستمرة، معتمداً في هذا المنهج القويم على تعاليم الإسلام السمحة التي جاء بها القرآن الكريم ونصت عليها السنة المطهرة، من هذا المنطلق فإن عمل الخير في وطننا يحظى بتجاوب وتفاعل كبيرين على كافة الأصعدة والمستويات ، ولعل مواقف الدولة الداعمة لهذا التوجه ساهمت وإلى حد كبير في تفعيل الأعمال الخيرية من خلال المؤسسات الخيرية والإنسانية التي تُعنى بهذا الجانب والتي تقوم بأدوار بناءة في سبيل مد يد العون لكل بائس محتاج، واليوم تتواصل هذه العطاءات من خلال تفضل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز- أمير منطقة القصيم - بوضع حجر الأساس لمبنى المجمع الخيري ، ببريدة كخطوة جديدة وإضافة مشرقة تجسد مدى الاهتمام والعناية والرعاية بهذا الجانب مبرزة في ذات الوقت نبل مجتمعنا وصدق مساعيه في صورة حية من صور التنامي الإنساني الفريد في ظل شريعة سماوية خالدة، ومن خلال قربي من المجمع الخيري في شمال بريدة والعاملين فيه فإنني أجزم أن هذ المشروع يمثل الانطلاقة الحقيقية للمجمع نحو التحليق في فضاءات الخير بشكل أكثر دقة وتنظيم، ، كما أنني أجزم أنه يأتي ضمن منظومة من المشروعات الطموحة الرامية إلى دعم برامج ونشاطات المجمع عطفاً على التفاني الكبير والتعاون المنقطع النظير الذي يميز العاملين في المجمع وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز بن صالح الشاوي الذي يقدم جهداً سخياً من وقته وراحته في سبيل النهوض بأعمال المجمع، ولا أقول هذا من باب الإطراء ولكنه الواقع الذي يفرض نفسه، فالمجمع رغم صغر سنه إلا أنه حقق نجاحات كبيرة بشهادة المشاريع التي يقدمها للمجتمع والتي تميزت بالتجديد في نوعيتها والجدية في تفعيلها من هنا فإن التفاؤل كبير والمستقبل مشرق بإذن الله تعالى نحو تحقيق الحد الأعلى من فرص النجاح المتاحة، وإذا كان الحديث في هذا المقام من قبيل الشكر لصاحب الفضل بعد الله فإنني أنوه بمواقف سمو أمير منطقة القصيم الداعمة لهذا المجمع وغيره من سبل الخير المتعددة حيث يقف سموه الكريم دائماً وأبداً ضمن الصف مباركاً ودافعاً كل خطوة بناءة إيماناً عميقاً منه يحفظه الله بأهمية الدور الذي تضطلع به هذه المؤسسات ، ، بل إن مواقف سموه كانت سبباً في أن يرى مشروع المجمع هذا النور بعدما كان أمنية وطموحاً، لا نملك في هذا الصدد إلا الدعاء الصادق لكل من ساهم وبذل وأعطى بجهده وماله ووقته،