أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم أن المجمع الخيري ببريدة يُعدُّ منارة خير حضارية للعمل المؤسسي المنظم، واصفًا المشرف على المجمع الخيري الدكتور عبد العزيز بن صالح الشاوي وزملاءه بوجوه الخير وأنهم يقومون على أعمال خير في مدينة الخير. وأشاد سموه خلال كلمته التي ارتجلها عقب أن وضع حجر أساس مدينة الخير في بريدة، بهذه المشاريع الخيرية التي تقدم دورًا مهمًا وبارزًا في تعزيز الترابط الاجتماعي. وقال: أتيت هذا المساء مشاركًا معكم في هذا المشروع الخيّر الذي نسأل الله أن يكون دعامةً حضاريةً جيدةً لهذه المنطقة الذي سيكون حاضنًا لكثير من النشاطات والمناشط التي تقام في مدينة بريدة وتستفيد منه منطقة القصيم بشكل عام. وأبدى سموه إعجابه الشديد بفكرة مدينة الخير كمشروع خيري خدمي استثماري قائلاً: التخطيط لهذا المشروع أعتقد أنه لا ينجم إلا من فكر نيّر وثقه بالله سبحانه وتعالى ثم بأهل الخير ممن يسهمون ويقدمون لمثل هذه المشاريع، فلنكن جميعًا أذرع خير مع هذا المشروع وسنمد أيدينا جميعًا مع هذا المجمع الخيّر دعمًا لمسيرته الخيرة، فالمجمع أصبح بوضعه الحالي منارة حضارية جيدة وسيكون بمشروعه هذا محققًا لتطلعات ولاة الأمر في مساهمتهم تجاه هذا المشروع، الذي سينجم عنه أعمالاً خيّرة متتالية ومتتابعة. وحثّ سموه رجال الأعمال على المساهمة بدعم مثل هذه الأعمال الخيرية التي أكَّد أن لها الأثر الملموس على الفرد والمجتمع، مقدمًا شكره للمشرف العام على المجمع الخيري ببريدة الدكتور عبد العزيز الشاوي وللعاملين في المجمع على جهودهم المبذولة، داعيًا الله عزّ وجلّ أن يوفقهم لإنجاز هذه المدينة لنحتفل قريبًا بإذن الله في افتتاحها والاحتفاء بها كمنارة خير تشع لخدمة الجميع وتسهم في مسيرة التنمية البشرية والحضارية. وكان سموه رعى حفل وضع حجر أساس مدينة الخير أمس الأول الاثنين بمركز الملك خالد الحضاري ببريدة في أمسية من أمسيات الخير والبر والإحسان وسط حضور جمع كبير من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال. وتضمن الاحتفال برنامجًا خطابيًا بدئ بآيات من الذكر الحكيم ثم أبدع مقدم الحفل الأستاذ مشتاق حسين في تغليف القاعة بعبق الخير والإحسان من خلال افتتاحية موجزة عن المشروع، ثم ألقى الشيخ محمد بن عثمان البشر عضو جمعية البر الخيرية ببريدة وأمينها العام كلمة أهالي مدينة بريدة ثمن فيها رعاية سمو أمير منطقة القصيم أعمال الخير ودعمه المتواصل لمسيرة الإحسان في منطقة القصيم بشكل عام، مشيدًا بدعم القيادة الرشيدة لكل عمل خير في هذا البلد المعطاء، لافتًا إلى أن المجمع يُعدُّ نموذجًا مشرفًا من نماذج مؤسسات البر والإحسان التي تقدم عملاً مؤسسيًا يفتخر به الجميع. كما أشاد بالمشرف على المجمع الخيري وزملائه قائلاً: الدكتور عبد العزيز وزملاؤه يقومون بأعمالهم استشعارًا بالمسئولية وأداءً للأمانة، ورغبة فيما عند الله لكن مثل هذا النموذج يجب أن يبرز كمثال للرجل الجاد العامل الذي بارك الله في جهده ووقته فهو عضو بارز من أعضاء التدريس بجامعة القصيم، بل كان وكيلاً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وشارك ويشارك في أعمال خيرية منها إقامة دار نسائية تابعة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم في بريدة بحي الريان، تعد من أنجح الدور وأبرزها كما أعاد بناء جامع عمر بن عبد العزيز بحي البشر، وعمّره بالخطابة والتدريس والمحاضرات وها هو الآن يطرح مشروعًا كبيرًا في حجمه، عظيمًا في نفعه، نادرًا في نوعه، صعبًا في تنفيذه يتفضل سموكم بوضع حجر الأساس له في هذه الليلة الغراء، ولا شك أن مباركة سموكم للمشروع ومساندتكم من الدوافع التي جعلت المجمع يعزم على السير في طريق تنفيذه مستعينًا بالله تعالى ثم بعون أهل الخير والإحسان الذين تعودنا منهم المشاركات حينما يجدون اليد البانية، وفضيلة الدكتور عبد العزيز وزملاؤه من أولئك - ولا نزكيهم على الله -. إثر ذلك استشعر الحضور حجم هذا المشروع العملاق وأهدافه الداعمة لمسيرة التنمية الحضارية من خلال عرض مرئي مميز جسّد الواقع المنتظر للمدينة. كما قدم المشرف العام على المجمع الخيري ببريدة فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن صالح الشاوي كلمة قال فيها: منذ انضمام المجمع لقافلة الخير في وطننا المعطاء وهو يترسم خطى التجديد معتمدًا فلسفة الإنجاز، معتنقًا الشفافية والوضوح، مستحضرًا حسن التخطيط وجودة الأداء في كافة أعماله، حتى فاقت برامجه الأربعين برنامجًا متنوع البركة والمنفعة ولله الحمد، معتزًا بموظفيه جنود النجاح وسر التفوق والتألق الدائم بروح الفريق الواحد الذي ينتظم الجميع مديرين وعاملين، فنبل الغاية وسمو الهدف يوجهان بوصلة المجمع نحو المستقبل الزاهر. ومشروعنا الذي نحن بصدد البدء بتنفيذه هو ثمرة رؤى وأفكار اقترنت بنوايا خالصة وعزائم صادقة فصارت واقعًا والحلم أصبح حقيقة، عشرة مرافق خدمية واستثمارية على أرض واحدة هي روافد لمسيرتنا وموارد لمستقبلنا وأسرنا المستفيدة من خدماتنا، ستسهم بإذن الله في خلق أكثر من ثلاثمائة فرصة عمل لشبابنا وفتياتنا.. وكيف لا يسكننا اليقين ويسمو بنا الطموح، والثقة بالله تغمر قلوبنا وعطاء الكرام يدفعنا لتجسيد أهدافنا، يقودنا أمير كريم هو المؤسس الأول لمجمعنا وهو الداعم الرئيس لمسيرتنا، فيصل بن بندر المرشد والموجه، الراعي والمتابع لبرامجنا وأنشطتنا منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا.. فلأميرنا المحبوب نقول: شكرًا من الأعماق تصدح بها قلوبنا وتترنم بها شفاهنا، شكرًا لكل ما قدمته وبذلته لتوجيه جهودنا وتذليل الصعاب أمام سفينتنا. ولسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود على سؤاله الدائم عن أحوال العمل الخيري وعنايته الكريمة بالجمعيات الخيرية ومنها المجمع الخيري. ومضى بقوله: أقدم شكري لأمانة منطقة القصيم على هذا الجهاز الساعي أبدًا لنماء المنطقة ورخاء ساكنيها، ولأمينها المهندس أحمد السلطان لفيض الاهتمام وجميل التعاون وتذليل الصعاب، وشكر مماثل لوزارة الشؤون الاجتماعية على دعمها اللا محدود للمؤسسات الخيرية وفي طليعتها مجمعنا.. ونختص بالشكر الدكتور فهد بن محمد المطلق مدير فرع الوزارة بالقصيم.. كما يطيب لنا تزجيه الشكر الوافر لجمعية البر الخيرية ومجلسها الموقر على اهتمامها بنشاطاتنا ودعمها لبرامجنا.. وقال فضيلته: ما دمنا في معرض الشكر والوفاء والاحتفاء بالكرماء لا يفوتنا أن نرفع أيدينا بصادق الدعاء للمحسن واقف أرض مدينتنا الشيخ رشيد بن محمد الرشيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجعل ما بذله طيلة حياته رفعة في درجاته وميزان حسناته وجعل هذه المدينة وغيرها من الأوقاف الخيرية امتدادًا لعمله الطيب واستمرارًا لصالحاته ولئن منعتنا يد المنية من الاحتفال معه بتحقيق حلمنا ومراقبة مشروعنا وهو يتجسد على أرض الواقع ففي ذريته الكريمة أثر منه وبقية من طيبه نأنس بهم ونعانق روحه الطاهرة فيهم، بارك الله في أعمارهم وأموالهم، وزادهم من واسع فضله. والشكر موصول للجان المنظمة للحفل ورعاته وداعميه، وفي مقدمتهم الراعي الرئيس الشيخ مسعد بن سعود بن سمار، والراعي الذهبي شركة بودل للفنادق والشقق الفندقية. ثم تفضل سموه بوضع حجر الأساس للمدينة إيذانًا ببدء العمل في إنشاءات المشروع، حيث تم ربط قاعة الاحتفال بالموقع في نقل تلفزيوني مباشر، حيث أعطى سموه لفريق العمل الإشارة بانطلاق العمل في الإنشاءات. وفي الختام كرّم سموه رعاة الحفل، كما أعلن بين فقرات الحفل عن العديد من التبرعات المادية للمشروع التي بلغت (17) مليون ريال.