سلّمت، حماس أمس أربع رهائن إسرائيليات إلى الصليب الأحمر في قطاع غزة، في إطار اتفاق الهدنة في قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد ذلك أنه تسلّم الإسرائيليات الأربع، وهن أربع مجندات تمّ إصعادهن قبل تسليمهن إلى الصليب الأحمر على منصة في إحدى ساحات مدينة غزة وسط تجمهر آلاف الأشخاص. وأعلن في بيان لاحق وصول الرهينات إلى الأراضي الإسرائيلية، بينما عمّت أجواء الفرح "ساحة الرهائن" في تل أبيب حيث تجمّع حشد من الإسرائيليين. وهي الدفعة الثانية من التبادل بعد أسبوع على بدء تطبيق الاتفاق. وشملت الدفعة الأولى الأحد ثلاث إسرائيليات مقابل قرابة تسعين معتقلا فلسطينيا. وقال قيادي كبير في حماس لوكالة فرانس برس "في تمام الساعة 11,00 من صباح أمس، تمت عملية تسليم المجنّدات الأربع، وهن بصحة جيدة، في مدينة غزة". ورحب "منتدى عائلات الرهائن" في بيان ب"الإفراج عن دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي بعد 477 يوما من الاحتجاز". وكانت المجندات يؤدين خدمتهن العسكرية عندما خطفن في 7 أكتوبر 2023 خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل. وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم اليوم، سيعادون إلى قطاع غزة والبعض الآخر إلى الضفة الغربيةالمحتلة. وينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل، على وقف الأعمال القتالية وعلى انسحاب إسرائيلية من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى على ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني. وأكد عضو المكتب السياسي في حماس لفرانس برس، أنّه "فور انتهاء هذه الخطوة تبدأ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شمال القطاع"، مضيفا أنّ لجنة مصرية قطرية "ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ الاتفاق، ومتابعة ومراقبة تنفيذ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى الشمال عبر شارع الرشيد الغربي. وتسبّب الهجوم الذي نفذته حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا ما زال 91 منهم محتجزين في قطاع غزة، أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم. وأعلنت حماس مقتل آخرين، ولكن لم يصدر أي تأكيد إسرائيلي ولم يتمّ تقديم دليل على ذلك، ما وضع عائلات الرهائن المتبقين في حالة ترقب وقلق. ودعا الإسرائيلي شاهار مور زاهيرو خلال تظاهرة جديدة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن مساء الجمعة في تل أبيب، إلى "إعادة جميع الرهائن، الأحياء منهم والذين ويا للأسف قد ماتوا"، مشددا على ضرورة إطلاق سراح الجميع في المرحلة الأولى. وينص الاتفاق على أن يتم خلال المرحلة الأولى التفاوض حول المرحلة الثانية. فرصتنا الأخيرة وقال زاهيرو، وهو ابن شقيق إحدى الرهائن، "هذه فرصتنا الأخيرة". في الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة عقب هجوم حماس، قتل ما لا يقل عن 47283 شخصا معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة. والهدنة صامدة عموما منذ الأحد، باستثناء بعض الحوادث. وعاد عدد كبير من النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في بعض المناطق، لكن لم يجدوا سوى الأنقاض. وأتاحت الهدنة في أقل من أسبوع دخول آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع الصغير.