عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر.. (الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم. رحلة أربعة عشر عاماً مع ناد كالهلال حتماً ستكون حافلة بالكثير من المواقف الدراماتيكية.. في تلك الرحلة حقق النادي عشرات البطولات.. وجسد كياناً رياضياً بارزاً وأعطي الكثير من حالات الانكسار والصلابة.. في الأربعة عشر عاماً كانت كؤوساً.. وكانت جماهير غفيرة.. وكانت حالات مأساوية من السقوط والتبعثر.. يوسف الكويليت العضو الذي يقال عنه صامت لدرجة التجمد.. يحيا لأول مرة: كرجل معاصر للهلال في حقبة تاريخية طويلة، أين تعد هذه المرحلة التي يعيشها الهلال؟ هل هي أسوأها؟ أم أفضلها؟ أم ماذا؟ - إذا كان القياس أن تاريخ الهلال يؤخذ كمراحل فهذا خطأ، فكل مرحلة من حياة هذا النادي الكبير هي تخطيط لما بعدها. وبذلك لا أستطيع أن أفضل مرحلة عن أخرى.. أما إذا كان القصد هو أن الهلال أصبح هذا العام يعطي نتائج ممتازة. فإن هذا أمر تدخلت فيه عناصر كثيرة.. المشجع واللاعب والإداري أصبحوا أمام التزام هام.. هو كيف نقف مع الهلال وبذلك تحققت النتائج وتحققت معها آمال محبيه، مع أننا يجب أن لا نتناسى جهود السابقين بما أعطوا وأسسوا، وإلا فسنكون غير محقين في ذلك وغير منصفين. وكرجل مثقف يقال إن دورك في نشاط النادي الثقافي، صفر! هل هذا صحيح؟ - مسألة الثقافة هي ليست محنة الأندية وحدها، وإذا كنت تريد شاهداً على ذلك فقد جرب النادي أن دعا أكثر من محاضر، وكان الحضور عمال النادي والمشجعين الذين يوجدون ليلاً بالنادي، وقد كانت تجربة قاسية حينما مرَّ منتصف المحاضرة وكان الحضور الكراسي الخالية!! من هنا فالنشاط الثقافي يحتاج إلى مجال أكبر ونوعيات من الناس التي تعشق الثقافة، وتحتاج إلى تعامل مع صفوف الجامعة والمدارس الثانوية.. من الطلبة المثقفين. كيف ترى مستقبل الهلال الإداري.. الرياضي.. في كافة الأنشطة؟ - لن أتشاءم عن مستقبل الهلال الإداري، ولقد تعاملت مع أكثر من إداري خلال الأحد عشر عاماً الماضية، ومع ذلك فإن مسار هذه الإدارة واحد هو خدمة النادي بأي وسيلة، والتوسع في مجال الأنشطة وإلا هل تصدق أن أكثر من شخصية كبيرة في النادي كان يسافر لجلب لاعب أو الاتفاق مع ناد معين على أداء نشاط رياضي، والكثيرون منهم أعطوا النادي من جهودهم أكثر مما يعطونها في مجال عملهم الرسمي. أو حتى داخل بيوتهم، إن الإدارة في الهلال تعرَّفت على مشاكله وكيف تنفذ منها، وكيف تضع الصورة الصحيحة لمستقبل النادي. يقولون إن أنجح الإدارات الهلالية من لا يقول إداريوها للرئيس لا!! فهل توافقهم على هذا الرأي؟ - هذا اتهام مرفوض، لأنه في أكثر من موقف كان هناك خلافات في الرأي ولكن بروح ديمقراطية، ولم يكن في يوم من الأيام أن حصل انقسام بين الإداري والرئيس بحيث وصل إلى نقطة اللا عودة. وأعتقد أن الخلاف دائماً لم يكن شخصياً، أو تبعاً.. من هنا كان الهلال هو المحسود على ترابط إدارته.. وهو النادي الذي لم يكن له مشكلة مع رعاية الشباب أو مع ناد آخر.. لأن الإدارة تعرف أنها مسؤولة وأنها هي الواجهة الطبيعية لسلوك النادي.. وأنا كشخص عشت في الهلال لو تطلب الموقف والمصلحة أن أتنحى عن النادي فإنني لا أمانع وهذا لن يقطع الصلة بيني وبين النادي كمؤسسة يعبر من خلال كل الناس.. يتهمون يوسف الكويليت بأنه صانع جيد للدفاع الهلالي الإعلامي بمعنى أنه يستدعى لدى المواجهة الإعلامية!! أي بوضوح أكثر.. مترجم جيد لفلسفة القرارات الهلالية؟! - إذا كان هذا اتهاماً فإنني أرحب به، لأنني عضو في الجسد الهلالي.. ولكن أن أعطى هذا الحجم، فأعتقد أنها إثارة إعلامية أكثر من كونها الحقيقة!! فالهلال في صفوف إدارييه أكثر من مثقف وكاتب، ولذلك فإن ربط هذا الاتهام بشخصي فقط قد سمعته من أكثر من واحد.. ثم إن القرارات يضعها المجلس بقوة شخصيته المعنوية وسلطته الإدارية.. ولم يكن في يوم ما أن كان القرار فردياً أو اعتباطياً.. ولم يكن هناك تراجع في القرارات إذا كان الأمر حتمياً ويتطلب الموقف ذلك.. ثم إن الصياغة دائماً لا تملي حيثيات القرار أو مواده.. أين يضع يوسف الكويليت نفسه بين إداريي الهلال منذ أحد عشر عاماً؟ وما هو القرار الذي لم يجرؤ الكويليت على اتخاذه؟ - أعتقد أن موقفي كان هو حب الجميع، والتفاعل معهم بشكل إيجابي.. وصدقني أنه لم يكن هناك من أمر حرج جعلني مثلاً أتعصب لرأي بينهم، أو انقسم مع رأي آخر.. ولذلك كان التوازن في التعامل بما لا يؤثّر على علاقتي مع أحد هو الأساس، لذلك أتمنى أن أكون موضع رضى الجميع. من ناحية أخرى لم يكن هناك من قرار لم أجرؤ عليه. إلا قرار أن أكره الهلال وهذا الشيء الذي لم أتمكن عليه بحكم الحب الذي يتجدد في كل الظروف والأحوال، وبحكم المعايشة الطويلة التي هي أعز أيام حياتي.. يقولون إن الصحافة هلالية والصحافة تقول: اشربوا من البحر فنحن هلاليون!! فمن تعتقد سوف يشرب من البحر؟ - شرف الانتماء للهلال ليس عيباً، وإذا كانت الصحافة هلالية وأخذت بهذا الاتهام، فإن الحكام شبابيون، ونصراويون وأهلاويون واتحاديون!! وإذا كان الهلال يحتل حجماً مناسباً في الصفحات الرياضية، فإن هذه استجابة طبيعية لأن الهلال هو الذي يعطي - وبدون تعصب - أكثر حجماً للرياضة بالوسطى والمنتخب.. فأي تمثيل للمملكة تجد الهلال يحتل العنصر الأكبر.. في الألعاب المختلفة في القدم، في القوى، في النشاطات الثقافية والفنية.. من هنا فالصحافة مضطرة إلى أن تقول الحقيقة.. ثم إن القارئ الهلالي يحتل أكبر عدد في شراء الجريدة.. وهذا أمر له منظور صحيح وحقيقي.. رغم اعتبار الصحافة هلالية.. إلا أن هناك فجوة حادة بين الصحافة ونادي الهلال يخفونها مع أنها تحت الرماد؟ - إذا كان هناك خلاف بين الصفحات الرياضية والهلالية، فكيف تتهم الصحافة بهلاليتها؟ إن المسألة هي أن الهلال صار قضية ليست سهلة، فإن قيل عنه مدحاً صرخ المنافسونَ وإن كتب عنه قدحاً تحرك جمهوره الكبير الذي لا يتسامح مع أحد! وبالتالي فالإدارة لم تقل يوماً بأن أي حوار سواء نقداً لنادي الهلال أنه مضر، وانه سيكسر بيت الزجاج!! والهلال لم يكن في يوم من الأيام قبيلة من المتعصبين الرياضيين الذي ينطلق بمظهر القبيلة، ويتحدث باسم من لا يقبل الجدل، وإلا أصبح فريسة لهذا الاتهام.. الهلاليون.. سلبيون تماماً! أين موقع هذا الحكم من الصحة؟ - لم يحدد السؤال من المقصود بالسلبية، هل هم الإدارة أم اللاعبون أم المشجعون؟ إذا كانت السلبية على المستوى النظري والمعني بها جمهور الهلال، فبصراحة ماذا قدم الهلال لجمهوره أين الملعب الممتاز، أين المسبح، أين أدوات الترفيه التي تستطيع أن تكسب النادي أكبر دخل من جمهوره بدون مضايقة؟! إن السلبية هنا هي مركبة جديدة بدأ يعتليها كل راكض على هذه الموجة، وإلا كيف أتهم الهلاليون بالسلبية وهم الذين ناصروه في كل المواقف، ورغم قسوة الظروف الماضية.. ما هي أبرز معركة خاضها الهلال مع الصحافة؟ - أعتقد أن المعركة التي شهدتها بين الهلال والصحافة هي في الثمانينيات وكان الغاية منها هو انقسام في نوعية التفكير، وكانت شخصية أكثر منها معركة هادفة، وقد دخلت هذه الحلبة بمقالين وبعدها سوّي الخلاف وانتهت المعركة بالتعادل بدون أهداف!! هل تعتقد أن علاقة الهلال بالأندية الأخرى قوية تخضع لتغيّرات معينة؟! - في الواقع ما يؤسف له أن العلاقة بين الأندية نفعية؛ بمعنى أنها كأساليب المقايضة الحسابية! ومن هنا فعلاقتنا مثلاً مع النادي الأهلي لم تكن في يوم من الأيام تبنى على رغبات أو على أفكار إدارة معينة تزول هذه العلاقة بمجرد زوال الإدارة والهلال يفتح كل أبوابه ونوافذه لأي ناد صديق يرغب في التعامل بشكل صريح وإيجابي بدون منعطفات خلفية.. إن العلاقة الطيبة بين الأندية هي الأساس في بناء المنتخبات، وهي الأساس في حل كل الإشكالات مع الجهات المسؤولة في رعاية الشباب وما أرجوه أن تشرع هذه الأبواب والنوافذ بين كل الأندية.. يتهمون إدارة الهلال بأنها لم تستطع - حتى الآن - أن تخلق توازناً بين أعضائها بحيث تمثّل بها كافة الاتجاهات الهلالية حسب مستوياتها!! فإما إدارة بعيدة عن الأرض.. أو إدارة قريبة من الأرض؟ - الاتهامات خيول تجرى بلا اتجاه.. فحتى الآن لم تثبت الإدانة!! وعملية أن يطلب من الإدارة ما هو فوق طاقاتها أمر صعب.. صحيح أن للهلال قاعدة جماهيرية من المشجعين الكبار، وأصحاب المسؤوليات الكبيرة لكن خلق التوازن في هذه الصفوف لا يمكن أن يتم إلا بزوال الصورة الاجتماعية بين الناس.. صدقني أن هناك من يتابع النادي ولكن عن طريق التليفون، لذلك أكرر أن مسألة التقاليد، قد تكون هي الحواجز، ومتى ما توفر - كما قلت - للنادي الملعب النموذجي فإن كل المنتمين للنادي سيتواجدون وهذا أمر متروك للمستقبل.. (الجزيرة) 9 رجب 1397ه