بخطوات واثقة نحو تحقيق بطولة دوري زين السعودي، كسب الهلال ضيفه الرائد بهدفين في مقابل هدف، ونال النصر الأفضلية الفنية لفرق الدوري في هذه الجولة، وهو يسيطر ميدانياً على فريق الوحدة ويكسبه بهدفين نظيفين على ملعب الشرائع، كما كان لفريق الحزم حضوره الفني مع مباريات الجولة، حينما تغلب على الشباب بهدفين في مقابل لا شيء، واستحق الفتح أن يكسب القادسية بهدف في مقابل لا شيء، وكان فريق نجران سجل حضوره الفني والنقطي خلال الجولة عقب إطاحته بفريق الأهلي بهدفين في مقابل هدف، وعجز الاتفاق عن المحافظة على تقدمه الباكر على الاتحاد وخرج متعادلاً أمام الاتحاد، وعلى رغم مرور قطار الدوري بمنعطفات مهمة للفرق التي تبحث عن التمركز في مربع الأقوياء، وفرق تبحث عن طوق نجاة من مخاطر الهبوط، إلا أن المستوى الفني لم يرتق لهذه الأهمية، وظل الرتم العام متوسطاً لمعظم هذه المباريات. هدوء البطولة «أزرق» انفراد فريق الهلال بصدارة الدوري وبحصيلة نقطية كبيرة عن أقرب منافسيه، خصوصاً عقب خسارة الشباب من الحزم جعله يدخل مباراة الرائد، وهو أكثر هدوءاً واتزاناً من أجل الخروج من هذا اللقاء بأقل الخسائر على مستوى الإصابات والإنذارات، لذلك كانت له السيطرة الميدانية طوال شوطي المباراة، إلا ما ندر من دقائق كانت الكفة تميل لمصلحة الرائد، الهدوء وعدم المجازفة لفريق الهلال جعلاه يصل لمرمى الخوجلي في أواخر الشوط الأول نتيجة إجادة لاعبيه الاستفادة من أحد الحلول الفردية والمتمثلة في التسديد من مسافات بعيدة، حتى وان أخطأ المساعد الثاني في احتساب الهدف، إلا أن ارتطام الكرة في القائم ومن بعد في العارضة يؤكد عزم الفريق على تحقيق نتيجة الفوز دون الدخول في مغامرة قد تنقلب سلباً عليه، واستفاد الفريق «الأزرق» من وضعية منافسه فريق الرائد الذي كان يبحث هو الآخر عن نتيجة الفوز دون سواها للهرب من شبح الهبوط حينما تعقّدت عليه الأمور من فوز منافسه في القاع نجران على الأهلي، ووضحت تأثيرات لقاء اليوم على كأس الأمير فيصل بن فهد على فريق الهلال، إثر اراحة مدرب الهلال غريتس لبعض لاعبيه من أجل مباراة اليوم، التي يبحث فيها مع مساعديه عن حلول كي يضيف كأسها لبطولة الدوري التي ينتظر التتويج فيها خلال الأيام المقبلة. النصر بتصاعد المستوى «يعود» لم يجد فريق النصر صعوبة كبيرة في السيطرة على أجواء مباراته أمام الوحدة نظير الضغط العالي الذي مارسه لاعبوه مع أولى دقائق المباراة، واتقنوا فيها إجبار منافسيهم على التكتل الدفاعي في ملعبهم، دون منحهم أية مساحة في وسط الملعب لخلق أية فرصة، بالذات أن عزل الثلاثي القديوي وعبدالصمد وعسيري، أفقد الفريق «الأحمر» توازنه، وعجز معه لاعبو الوحدة عن التقاط أنفاسهم أو الدخول في أجواء اللقاء، حتى تحصّل الفريق «الأصفر» على مبتغاه بهز شباك منافسهم بهدف حسين عبدالغني، لم تكن رد الفعل إيجابية مع هذا الهدف، ليقع دفاع الوحدة في أخطاء كلفتهم هدفاً ثانياً جاء بمثابة الصدمة التي أفقدت الفريق تركيزه وتوازنه، حتى إن الشوط الثاني لم يكن أفضل حال لفريق الوحدة من سابقه، وكان فريق النصر أكثر حذراً، وأكثر تركيزاً للخروج للاستفادة من هدفي الشوط الأول، وبدأ لاعبوه بالتمركز في وسط الملعب وعدم منح لاعبو الوحدة المساحات التي قد تحفزهم لتعديل النتيجة. «تعطل» الشباب «حفز» الحزم الصعوبات التي واجهت مدرب الشباب باتشيكو قبل مباراته أمام الحزم حينما خسر الفريق لأكثر من عنصر مؤثر في التشكيل الرئيس للفريق نتيجة الإصابات المتلاحقة، إضافة لخسارته لنقطتين مهمتين في مباراته أمام الرائد السابقة، أجبرت هذه الوضعية مدرب الفريق أن يضع ثقله الكامل للمباراة النهائية اليوم أمام الهلال على كأس فيصل بن فهد، وأراح العناصر التي سيعتمد عليها في هذه المباراة، وكانت هذه التوجهات تصبّ لمصلحة فريق الحزم، الذي أجاد استغلال هذه الظروف، وتمكّن من تسهيل مهمته مع الدقيقة التاسعة، بهدف المغربي صلاح الدين عقال، وأجاد كذلك تحويل المباراة لمصلحته ميدانياً وأضاف هدفاً، وأضاع ركلة جزاء ربما تضاعف من نتيجة المباراة. صحوة نجران «متأخرة» وقع الأهلي ضحية «صحوة» فريق نجران التي جاءت في أواخر مباريات الدوري، وإن كانت الأخطاء التحكيمية مؤثرة بشكل كبير على نتيجة المباراة في نهاية المطاف، وعانى الأهلي كثيراً من تمركز دفاعاته غير الجيدة نتيجة قلة الخبرة، وغياب لاعبين لهم ثقلهم قبل المباراة كحال التونسي سيف غزال و «المخضرم» وليد عبدربه، إضافة لافتقاد الفريق للاعبين الأجانب في مركزين مؤثرين في الفريق، فعلى رغم الأخطاء التحكيمية في هذه المباراة، إلا أن لاعبي نجران كانت لهم تحركات تكتيكية تعتمد على إغلاق المساحات الدفاعية، والاعتماد على الكرات المرتدة نتيجة وجود لاعبين في خط الهجوم والوسط يمتلكون سرعة الارتداد في شكل مثالي، وكان النقص الأهلاوي من وقت باكر من الشوط الثاني نتيجة إصابة مدافعه نقطة تحول مهمة صعبت تعديل النتيجة، بالذات أن الدقيقة 71 جلبت معها آمال جميلة، إلا أن هذه الآمال اصطدمت بعوائق تركيز لاعبي نجران وارتفاع روحهم المعنوية، وزيادتهم العددية فوق المستطيل «الأخضر»، وتحسب لمدرب نجران منهجيته التكتيكية، التي أوصلته لكسب هذه المباراة. الاتفاق حضور متأخر الانسجام الذي يعيشه فريق الاتفاق كاد أن يكلف فريق الاتحاد نقاط المباراة كاملة، وقد ساعد على ذلك الهدف الباكر لفريق الاتفاق من ركلة الجزاء، مع توفر أكثر من فرصة قابلة للتسجيل في الشوط الأول تحديداً لم يوفّق لاعبوه في ترجمتها داخل شباك مبروك زايد، وهذا ما جاء لمصلحة لاعبي الاتحاد في أن يبحثوا عن تعديل النتيجة سواء في التسديد من مسافات أو في الكرات العرضية، أو من خلال التوغل من العمق، وعلى رغم الضغط المتواصل إلا أن تماسك لاعبي الاتفاق وتمركزهم الجيد في منطقتي الوسط والدفاع قد «عطّل» أي خطورة تقترب من مرمى محمد خوجة، حتى إن ركلة الجزاء المحتسبة لفريق الاتحاد، التي جاء التعديل عن طريقها تحوم حولها شكوك كبيرة.