كرر الرئيس السوداني عمر البشير أمس تعهده بعدم العودة إلى مربع الحرب بين شمال البلاد وجنوبها، ووصف الذين يتحدثون عن ذلك بأنهم لم يتذوقوا طعم الحرب وكانوا يعيشون في «فنادق»، مؤكداً أن الجنوبيين سيعودون إلى وحدة طوعية على أسس جديدة في حال اختاروا الانفصال عبر الاستفتاء على تقرير مصيرهم العام المقبل. وطمأن أبناء الجنوب الذين يعيشون في الخرطوم أنهم في حال انفصال إقليمهم سيكونون أحراراً بالبقاء في الشمال أو مغادرته. وقال البشير أمام حشد من أبناء الجنوب في الخرطوم أمس ممن أيدوا ترشيحه للرئاسة، إن الشمال والجنوب لن يعودا إلى الحرب مرة أخرى، ودعا اولئك الذين يتحدثون عن إمكان تجدد القتال إلى زيارة السودان «لتروا أبناء الجنوب في الخرطوم بعد أن عمّ السلام ربوع البلاد». وأضاف أن كل من يتحدث عن ذلك «لم يتذوق طعم الحرب... لأنهم كانوا يجلسون في فنادق ويتزيّنون بربطات العنق ويأخذون الدولارات ولم يعانوا في الخنادق». وزاد بقوله: «إن حاربتم فلن نحاربكم». وشدد البشير على ضرورة وحدة البلاد «لكننا نؤكد أن الجنوبيين إذا اختاروا الانفصال عبر الاستفتاء الحر فسنرحب بذلك، وستكون العلاقة بين الشمال والجنوب قوية»، مؤكداً عودة الجنوبيين إلى وحدة طوعية على أسس جديدة حتى بعد الانفصال. وطمأن أبناء الجنوب الذين يعيشون في الخرطوم انه في حال الانفصال سيكونون أحراراً بالبقاء في الشمال. وقال: «نحن شطبنا كلمة نازحين، والآن أنتم مواطنون وسنعمل لتوفير الخدمات والحفاظ على السلام لنبني معاً السودان الجديد الموحد». وشن مساعد الرئيس نافع علي نافع هجوماً عنيفاً على من سمّاهم «الموهومين والمضللين» الذين يرفعون شعارات الدفاع عن المهمشين والضعفاء والذين قال إن الدول الغربية تساندهم للفوز في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى ان هؤلاء لن ينالوا إلا الخيبة والهزيمة «لأن الضعفاء والمهمشين يعلمونهم جيداً». وقال: «المضللون والموهومون من عناصر الشمال والجهويون والعنصريون لن يحكموا السودان، ولن يأتوا إلى الحكم على أعناق أبناء الجنوب». ونصح نافع الدول الغربية التي قال إنها تدعم هؤلاء بأن «لا جدوى من دفع أموال في تجارة خاسرة». في غضون ذلك، أكد مسؤول شؤون الجنوب في حزب المؤتمر الوطني الحاكم رياك قاي تأييد أبناء الإقليم ترشيح البشير في الانتخابات المقبلة، وقال إنهم كانوا يتوقعون ترشح رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت للرئاسة «لكننا فوجئنا بتقديمه ياسر عرمان، وهو جلابي (أي من الشمال)». كما اتهم «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على جنوب السودان، حزب المؤتمر الوطني والقوات الحكومية بحماية حركة متمردي «جيش الرب» الأوغندي عبر توفير ملجأ آمن لها في مناطق في ولاية جنوب دارفور، وطالبهما بطرد المتمردين منها. وتوقع هجوماً من المتمردين الأوغنديين على مقاطعة راجا في الجنوب. وقال الناطق العسكري باسم «الجيش الشعبي» كوال ديم إنهم حصلوا على معلومات استخباراتية تؤكد تدريب متمردي «جيش الرب» مجموعة من الشباب الذين خُطفوا من الكونغو وافريقيا الوسطى وجنوب السودان في منطقة كافيه كنجي في جنوب دارفور المتاخمة للجنوب «بهدف تحريكهم نحو الجنوب». وانتقد الرئيس الاريتري أسياس أفورقي صمت ممثل السودان في الاجتماع الأخير للهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «ايغاد» الذي دان حكومته وحمّلها مسؤولية التدخل في الصومال، ما قاد الى صدور إدانة مماثلة من مجلس الأمن وفرض عقوبات على بلاده. وقال أفورقي في حديث بثه التلفزيون السوداني ليل الثلثاء ان موقف مندوب السودان في اجتماع «ايغاد» لم يكن مبرراً ولا مقبولاً، موضحاً انه كان ينتظر رفضاً من مندوب السودان وليس الصمت. وأكد أفورقي ان ما جرى لم يتسبب في توتر العلاقات بين الخرطوم واسمرا، مبيّناً انها مثل «مشكلة في داخل البيت» يجرى حلها داخل البيت وبشفافية في إطار التفاهم والحوار. على صعيد آخر، مددت مفوضية الانتخابات أمس فترة الترشيح التي كان من المقرر ان تنهي غداً خمسة أيام أخرى بعدما طالب بالتمديد حزبا الأمة بزعامة الصادق المهدي والاتحادي الديموقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني.