أكد وزير الطاقة الإماراتي محمد الهاملي أن عصر النفط لم يمت، وأن زمن الطاقة الرخيصة قد ولّى، مشيراً إلى التزام بلاده بمسؤولياتها في الحد من انبعاث الكربون، موضحاً أن أفضل وسيلة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في عالم منخفض الانبعاثات يتمثل في تطوير مصادر طاقة نظيفة تشمل الطاقة النووية الى جانب مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز. وقال ل «الحياة» على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل 2010، إن منطقة الخليج تشهد معدلات نمو اقتصادية وسكانية مرتفعة، ما يتطلب معدلات استهلاك عالية للطاقة، خصوصاً في قطاعات التنمية الصناعية وتوليد الكهرباء وتحلية المياه. وأشار إلى ان الإمارات تؤمن بشدة أن الطاقة النووية تشكل مصدراً مهماً للطاقة النظيفة، ويجب أن يتم تطويره بمحاذاة المصادر الأخرى للطاقة. موضحاً أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أبرمت عقداً لبناء 4 مفاعلات نووية بطاقة 1400 ميغاواط، وسيتم تشغيل المفاعل الأول عام 2017. وقال: «إن الإمارات تسعى الى أن توفر الطاقة النووية 25 في المئة من حاجاتها للكهرباء». وأوضح أن النفط والغاز سيبقيان عنصرين مهمين من مصادر الطاقة لفترات طويلة مقبلة، مؤكداً أن «عصر النفط لم يمت بعد، وأن التحدي الأكبر هو كيفية استخدام النفط بطريقة وبفعالية مسؤولة وصديقة للبيئة». وتابع: «لابد أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن النفط مصدر ثمين تزداد كلفة إنتاجه باستمرار، وأن مصادر الطاقة البديلة بحاجة الى استثمارات هائلة لتطويرها وإنتاجها». وأضاف: «ان عصر الطاقة الرخيصة قد ولّى، وأن المنتجين والمستهلكين بحاجة الى العمل معاً من أجل تطوير التكنولوجيا لضمان نجاح استغلال جميع مصادر الطاقة في العالم، ما يضمن إمدادات طاقة آمنة ومستقرة للأجيال القادمة». وحول أسعار النفط، قال: «إن القمة الحالية ليست المكان المناسب للحديث عن أسعار النفط»، مؤكداً أن أسعار النفط تحددها الأسواق في نيويورك ولندن وسنغافورة. وأعرب عن اعتقاده بأن النفط والغاز سيستمران لفترات طويلة جداً كمصدرين مهمين لتوفير الطاقة الى العالم، وشدد على أن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة يعتبر أمراً ضرورياً لتوفير حاجات العالم المتزايدة من الطاقة. وذكر: «أن الطاقة المتجددة تشكل عنصراً مهماً ومكملاً للنفط والغاز لتوفير الحاجات العالمية من الطاقة، مع التزام الدول بتوفير حلول سريعة لمسائل الحفاظ على نظافة البيئة والتنمية المستدامة». وأشار إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تعتبر من أوائل الشركات في منطقة الخليج التي أوقفت حرق الغاز منذ نحو 20 عاماً، وشاركت أخيراً إلى جانب شركة «مصدر» في مشاريع «اصطياد الكربون وتخزينه» الأمر الذي تطلب توفير تكنولوجيا عالية. من جهته، قال مدير شؤون الكربون في شركة مصدر أسامة نادر ل «الحياة»: «إن مشروع اصطياد الكربون يتكلف في مرحلته الأولية نحو بليوني دولار، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيتم بالتعاون مع شركة البترول في أبوظبي حتى يتم حقنه من جديد في آبار النفط لزيادة الإنتاج».