كراكاس، باريس، بور أو برنس - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ان بلاده ستمنح هايتي 5600 طن من المؤن و «كل ما تحتاجه من المحروقات»، متهماً الولاياتالمتحدة باستغلال زلزال الثلثاء المدمر لتنفيذ «احتلال عسكري» لهذه الجزيرة في الكاريبي. وقال تشافيز خلال برنامجه الأسبوعي في التلفزيون: «لماذا ترسل (الولاياتالمتحدة) ثلاثة آلاف جندي مسلحين وكأنهم يذهبون الى ساحة حرب؟». وأضاف: «يبدو أنهم يستغلون المأساة للقيام باحتلال عسكري لهايتي». وتأتي تصريحات تشافيز بعد تصريحات حليفه رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا الذي كان انتقد الجمعة قرار واشنطن إرسال عشرة آلاف جندي لهايتي. وأعلن تشافيز عن توجه سفينة محملة ب225 ألف برميل من المحروقات باتجاه هايتي وذلك عبر جمهورية الدومينيكان. وأضاف: «ليعلم شعب هايتي أننا سنرسل له المحروقات التي يحتاجها». وأعلن وزير الخارجية الفنزويلي نيكولا مادورو انه «يتم تحميل 5675 طناً من المواد الغذائية في سفينة تابعة للتحالف البوليفاري للأميركيتين (البا) وسفينتين فنزويليتين أخريين لنقلها الى هايتي». وكان الوزير يتحدث من مطار كراكاس الذي انطلقت منه طائرة ثالثة محملة ب 14 طناً من المساعدة الإنسانية (مؤن وأدوية ومياه). كما أعلن ان الحكومة الروسية وضعت في تصرف فنزويلا طائرتي شحن يمكنهما نقل 40 طناً بهدف تعزيز الجسر الجوي لمساعدة هايتي. في باريس، أعلن وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون آلان جويانديه ان فرنسا ستقترح على شركائها الأوروبيين إرسال ألف عنصر من قوة الدرك الأوروبية الى هايتي لتسهيل نقل المساعدات. وقال جويانديه الذي يفترض ان يشارك في بروكسيل في الاجتماع الوزاري الأوروبي حول هايتي: «لدينا قوة درك أوروبية تشارك فيها دول عدة وتود فرنسا لو يتم إرسال عناصر منها لتعزيز القوات المنتشرة على الأرض». وأقر الاتحاد الأوروبي مساعدة قيمتها 200 مليون يورو لإعادة إعمار هايتي بعد الزلزال خلال الاجتماع الوزاري في بروكسيل والذي ضم وزراء التنمية الأوروبيين. إلى ذلك، تكثفت عمليات الإغاثة في هايتي حيث فتح 280 مركز استقبال أبوابه في محاولة لمساعدة المنكوبين الذين ينقصهم كل شيء بعد نحو اسبوع على الزلزال الذي أدى الى مقتل 70 ألف شخص. وغادر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هايتي مساء الأحد في ختام زيارة استمرت يوماً واحداً للتضامن مع منكوبي الزلزال وموظفي الأممالمتحدة. وفي مواجهة الفوضى ويأس المواطنين أعلنت الحكومة الهايتية حال طوارئ حتى نهاية الشهر، كما تقرر إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثين يوماً وتنكيس الأعلام في المباني الرسمية في ذكرى الضحايا. ويوماً بعد يوم ترتفع حصيلة قتلى الزلزال في هذه الدولة الكاريبية حيث دفنت 70 الف جثة في مقابر جماعية كما أعلن وزير الدولة لمحو الأمية كارول جوزف، فيما أشارت الحصيلة التي قدرتها القوات الأميركية الى ان عدد القتلى قد يصل الى 200 الف قتيل. وتسبب الزلزال بإصابة 250 الف شخص بجروح وتشريد 1.5 مليون شخص. وتتركز الأولوية الآن على تجنب كارثة صحية كبرى ذلك ان مخاطر انتشار أوبئة تتزايد مع عدم وجود مياه عذبة وتجهيزات صحية. وعلى رغم ان المجموعة الدولية سارعت الى القيام بتعبئة كثيفة لمساعدة هذه الدولة الأفقر في الأميركيتين، فإن جهود المساعدة تعرقلت بسبب صعوبات لوجستية بعدما اكتظ المطار بالطائرات ودمر المرفأ فيما قطعت الكثير من الطرقات بسبب الأنقاض. وقال ضابط اميركي انه سجل حركة 600 طائرة منذ مساء الأربعاء في مطار بور او برنس. وزار الرئيس الهايتي رينيه بريفال سان دومينغو لحضور اجتماع دولي اول يهدف الى التحضير لمؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري في مونتريال. وعقد مجلس الأمن اجتماعاً خاصاً لهايتي، فيما ينتظر وصول الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الى الجزيرة. وجال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة الهايتية المنكوبة الأحد قبل ان يغادر مع جثث أعلى مسؤولين في بعثة الأممالمتحدة قتلاً من جراء الزلزال. وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي بعدما قام بجولة فوق بور او برنس على متن مروحية: «أنا هنا لأقول إنني معكم وأنكم لستم لوحدكم». والتقى بان كي مون الرئيس الهايتي كما عقد اجتماعاً مع ميشال مونتاس التي كانت حتى العام الماضي الناطقة باسمه وهي متحدرة من هايتي. ونقل بان معه جثتي مبعوثه الخاص الى هايتي هادي العنابي ونائبه البرازيلي لويز كارلوس دا كوستا اللذين قتلا في الزلزال. ولا يزال هناك 330 موظفاً لدى الأممالمتحدة في عداد المفقودين إثر دمار أربع منشآت تابعة للأمم المتحدة في بور او برنس. وفي ما وصفه بان كي مون بأنه «معجزة صغيرة» تم انتشال مسؤول دنماركي يعمل في الشؤون المدنية لدى الأممالمتحدة حياً من تحت أنقاض المبنى الرئيس لبعثة الأممالمتحدة. ويعمل حوالى 43 فريقاً دولياً في عمليات الإغاثة ما يشمل 1739 رجل إنقاذ و161 من الكلاب المدربة.