مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 7 آذار (مارس) المقبل، وجهت واشنطن دعوات الى قيادات سياسية بارزة لزيارة الولاياتالمتحدة، في محاولة على ما يبدو لتنقية الاجواء قبيل الانتخابات. ووصل نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الى واشنطن أمس، فيما يعتزم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني زيارتها أواخر الشهر الجاري على أن يزورها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مطلع الشهر المقبل. وأجمع القادة الثلاثة على انهم سيطالبون واشنطن بتجديد التزامها ازاء بناء «دولة ديموقراطية « في العراق وحمايتها من «الاخطار»، الا انهم اختلفوا في المسائل التي سيبحثونها مع الادارة الاميركية الأمر الذي يبرز الخلافات بين المكونات الأساسية في البلاد. وأبلغ المكتب الاعلامي لنائب رئيس الجمهورية «الحياة» ان «عبد المهدي سيبحث مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تطبيق واشنطن للاتفاق الامني والاتفاق الاستراتيجي مع بغداد ومراحل تنفيذه وقضية تبرئة عناصر شركة بلاك ووتر وضرورة محاكمتهم على الجريمة التي اقترفوها ضد الشعب العراقي». وكانت شركة «بلاك ووتر» الاميركية قتلت نحو 17 شخصا مدنياً في ساحة النسور في 2007 ببغداد، مدعية انها ردت على اطلاق نار تعرضت له. وأشار المكتب الاعلامي الى ان «عبد المهدي سيبحث ايضاً في العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبلها بعد الانسحاب، وملف الانتخابات البرلمانية المرتقبة والمخاطر الأمنية التي تحدق بها». وكان عبد المهدي زار قطر والتقى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قبيل توجهه الى واشنطن من مطار المنامة في البحرين حيث التقى وزير التنمية البحريني أول من أمس. بدوره أكد النائب عن» التحالف الكردستاني» عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عبدالباري زيباري عزم رئيس اقليم كردستان تلبية الدعوة التي وجهت اليه لزيارة واشنطن في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري. وقال زيباري ل»الحياة» ان «رئيس الاقليم سيقدم شكره للرئيس اوباما والادارة الاميركية على تأكيد التزامها بضرورة تطبيق الدستور العراقي ولا سيما المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، لأن هذا أول التزام أميركي بهذا المستوى والوضوح تجاه الاكراد». وأضاف ان «بارزاني سيبحث ايضاً الالتزام الاميركي طويل الأمد تجاه العراق، والمسؤولية في حماية البلاد من الاخطار الخارجية وحماية العملية السياسية وعملية التحول الديموقراطية من الاخطار الداخلية والخارجية». الى ذلك رجح عبد الاله كاظم الناطق باسم الهاشمي ان الأخير «سيزور الولاياتالمتحدة في شباط (فبراير) المقبل». وقال كاظم ل»الحياة « ان «الهاشمي تسلم دعوة رسمية لزيارة اميركا من الرئيس اوباما»، مبيناً انه «يدرس حالياً تحديد الملفات التي سيبحثها في واشنطن». لكنه استدرك قائلاً ان «قضية ضمان شفافية الانتخابات البرلمانية المقبلة والاوضاع الداخلية والعلاقات بين الكيانات السياسية والمصالحة الوطنية من ضمن أهم الملفات التي سيبحثها الهاشمي مع الادارة الاميركية». وأضاف ان «ملف العلاقات العراقية – الاقليمية، وعلاقات العراق مع أميركا سيتم بحثه ايضاً بصورة دقيقة». ورجح مراقبون ان «تكون دعوة البيت الابيض للقادة الثلاثة هو للتأكيد ان أميركا ما زالت ملتزمة دعم عملية تقاسم السطة بين الشيعة والاكراد والسنّة عبر آليات التوافق التي اعتمدت في الدورة البرلمانية الحالية»، لافتين الى ان «الولاياتالمتحدة تحاول ايصال رسائل تطمين الى المكونات الثلاثة الكبرى في العراق.