لم تكد تصدر رواية دان براون الجديدة «الرمز المفقود» في الولاياتالمتحدة حتى توالت ترجماتها الى لغات عالمية شتى. فالقراء في العالم، باتوا ينتظرون أي جديد يصدر لهذا الكاتب الشعبي الذي شغل مخيلاتهم بأعمال سابقة مثل: «شيفرة دافنشي» و «الحصن الرقمي» و «ملائكة وشياطين». الرواية الجديدة صدرت ترجمتها العربية حديثاً عن الدار العربية للعلوم، ناشرون، والمترجمة هي زينة جابر إدريس. تدور أحداث الرواية في الولاياتالمتحدة الأميركية، في عالم خفي لا نعرف عنه شيئاً. يغوص الروائي في هذا الواقع بما تهيأ له من قدرات في السرد، وما توافر له من معلومات خاصة، فينقل حركة أو مسار شخصيات روايته حتى يخالها المرء صورة واقعية لما يحدث خلف الكواليس. هل هي صورة لزمان ولى، أم أنه الحاضر الخفي على العيان، أراد دخوله من خلال شخصية بطل الرواية «روبرت لانغدون» الذي هيأه لدخول ذلك العالم وحفظ أسراره، وقد سماه «المبتدئ». وتبدأ رحلة المبتدئ حين دخوله خانة الهيكل الذي بعث في نفسه الرهبة، فبدأ له المكان أشبه بمعبد من العالم القديم، ولكن الحقيقة لا تزال أغرب. «أنا على بعد بضعة مبان وحسب من البيت الأبيض». هذا البناء الضخم، الواقع في 1733 الشارع السادس عشر شمال غربي واشنطن العاصمة، هو نسخة مطابقة لهيكل بُني قبل الميلاد، هيكل الملك موسولوس، الموسوليوم، مكان يؤخذ اليه المرء بعد الموت. ولكن من هو «روبرت لانغدون» وما هي المهمة الموكلة اليه؟ إنه أستاذ علم الرموز في جامعة هارفرد، يستدعيه في اللحظة الأخيرة مجلس المؤسسة السميشونية لإلقاء محاضرة في مبنى الكابيتول والذي هو بمثابة مدينة تحت الأرض. «كان البناء مذهلاً وفوق سطحه، على ارتفاع ثلاثمئة قدم في الهواء تقريباً ينتصب تمثال برونزي للحرية محدقاً الى الظلام وكأنه شبح حارس». ولكن، وبعد لحظات من وصوله، يتم اكتشاف شيء مثير للاضطراب في وسط قاعة الروتوندا، شيء تم تشفيره على نحو مروّع بخمسة رموز غامضة. عرف لانغدون أنها دعوة قديمة تقود مستلمها الى حكمة باطنية سرية ضائعة. وحين يتعرض مرشد لانغدون الموقر، بيتر سولومون، المحسن والماسوني البارز، الى الخطف، يدرك لانغدون أن أمله الوحيد في انقاذ حياة صديقه هو قبول تلك الدعوة الغامضة، أياً يكن المكان الذي تقود اليه. سرعان ما تجرف الأحداث لانغدون خلف واجهة أهم مدينة تاريخية في أميركا، عبر الحجرات والهياكل والأنفاق السرية الموجودة فيها. وكل ما هو مألوف يتحول الى عالم غامض وسري لماض مخبّأ ببراعة، بدا فيه أن الأسرار الماسونية والاكتشافات غير المسبوقة تقوده الى حقيقة واحدة لا تصدّق. نُسجت خيوط الرواية بالأحداث التاريخية المحجوبة، والرموز الغامضة، والشيفرات المبهمة. وكما سيكتشف «روبرت لانغدون»، فما من شيء أكثر غرابة من تلك الأسرار الواضحة للعيان.