- 52 قطعة عظمية كل واحدة تنطح الأخرى، تشكل ربع عظام جسم الإنسان. - 114 رباطاً. - 38 عضلة. - 32 مفصلاً. - شبكة واسعة من الأوعية الدموية والأعصاب والأوتار. هذا في اختصار الملخص التشريحي للقدمين، وهما تكونان في الحالة الطبيعية في شكل هندسي يتيح للإنسان الراحة في المشي والتنقل والاستعمال، وفي القدم يقول الرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنتشي: «انها قطعة فنية وهندسية بارعة التصميم». وعلى القدمين القليلتي المساحة يرتكز الجسم كله مهما كان وزنه وطوله وعرضه، وقد يتطلب عمل الشخص أن يقضي واقفاً على قدميه أكثر من ثلاثة أرباع مدة صحوه. قدماي تؤلماني جداً. عبارة مألوفة تقع كثيراً على مسامعنا، خصوصاً من قبل النساء، ولا غرابة إذا علمنا أن الإنسان يمشي طوال حياته على قدميه مسافة تعادل سبعين ألف ميل، أي ثلاث مرات محيط الكرة الأرضية. إن سبعة أشخاص من أصل عشرة يعانون من مشاكل في القدمين، فالمشكلات الصحية التي تحدث فيهما كثيرة، وأمراض القدم عدة، بعضها خلقي، وبعضها الآخر مكتسب. ومن الأمراض الخلقية: القدم المسطحة أو المفلطحة، وفيها تفقد القدم التقوس الطبيعي الموجود في الجهة الجانبية، وغالباً لا تحصل مشكلة بسبب هذه الإصابة، ولكن في بعض الحالات قد تسبب الألم أثناء المشي أو الضغط على الركبة أو الورك أو أسفل الظهر، وللتغلب عليه يمكن انتعال حذاء طبي خاص. فرط تقوس القدم، وهذا يؤدي الى ضيق المساحة التي ترتكز فيها القدم على الأرض بحيث يقع ثقل الجسم كله على العقب ونهاية الإبهام، الأمر الذي يقلل من القدرة على امتصاص الصدمات عند المشي أو الركض، وهذه الحالة تتطلب حذاء بمواصفات خاصة يجعل الحركة أكثر مرونة. التورم الإلتهابي لمفصل إبهام القدم، ويحصل بسبب خلل في التركيبة البنيوية، ولا علاقة للحذاء الضيق أو الحذاء ذي الكعب العالي في ظهوره كما يتوهم البعض، ولكن ذلك قد يساهم في تفاقمه. وعلاجه يقوم على انتعال حذاء مريح له جبهة عريضة تخفف من الضغط على المفصل، وإذا لم يفد هذا الإجراء فلا مناص من الحل الجراحي تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام. وإذا كانت أمراض القدم الخلقية قليلة بل نادرة، فإن أمراض القدم المكتسبة كثيرة ومتشعبة، منها: المسامير، وهي عبارة عن نسيج لحمي ينمو على أخمصي القدمين، وكثيراً ما تتشكل على الإصبع أو ما بين الإصبعين خصوصاً الرابع والخامس، وسببها ضغط الحذاء. وتعتبر الرطوبة أحد العوامل المشجعة لحدوث هذه الظاهرة. ويضغط المسمار على الأعصاب مثيراً ألما شديداً عند الضغط عليه. جسأة القدم، وهي عبارة عن بقع سميكة من الجلد الميت سببها أيضاً الضغط والاحتكاك، وتصبح مزعجة إذا أصبحت سميكة أكثر من اللازم. الثآليل، وتتموضع هذه في الجزء السفلي للقدم، وتسبب ألماً شديداً، وسببها فيروسي لذا فهي معدية، تنتقل من شخص الى آخر. إنغراز الظفر، ويحصل نتيجة نمو طرف الظفر في الجلد، وهو مشكلة شائعة خصوصاً عند الشباب. ويحدث الإنغراز على مراحل تؤدي في النهاية الى آلام ومضايقات عند المشي وارتداء الأحذية المغلقة، الأمر الذي يسبب التهابات وخروج مفرزات صديدية ودم، وغالباً ما يحدث الإنغراز في إصبع إبهام القدم، ويمكن لقص الظفر في شكل خاطئ ان يكون سبباً في حدوثه، وهناك طرق مختلفة لعلاجه لا تخفى على الطبيب المعالج. الفقاقيع، وتحصل بسبب الاحتكاك الشديد بين القدم والحذاء غير المناسب، وهي عبارة عن بقع دائرية مملوءة بالسائل. قدم الرياضي، وهي تحدث بسبب عدوى فطرية، وتمتاز بالحكة وتسلخ الجلد بين الأصابع، وتتفاقم الحالة سوءاً مع الرطوبة والحرارة. الظفر الأزرق المائل للسواد، ويحدث إما نتيجة الرض أو بسبب احتكاكه الشديد بالحذاء الضيق، ويحتاج استبدال الظفر المسود من 6 الى 12 يوماً لاستبداله. أما إذا بقي اللون الأسود على رغم مرور هذه المدة فهذا غير طبيعي ويجب الاستشارة في شأنه. الحكة، وهذه قد يكون مردها أسباباً موضعية في القدم، أو نتيجة أسباب عامة. الغريب أن الناس يولون اهتماماً كبيراً بتجميل القدمين، ولكنهم، للأسف، نادراً ما يكترثون بهما صحياً إلا إذا حدث طارئ العاصفة، مع انه لو تمت العناية بهما كما هو مفروض لأمكن الحيلولة دون الكثير من المشاكل. صحيح أن القدمين تتمتعان بالقوة والمرونة الكافيتين للوفاء بمتطلبات الحياة اليومية، ولكنهما، كغيرهما من أعضاء الجسم قد تكونان عرضة للإصابة، الأمر الذي يستدعي مراعاتهما وتقديم العناية لهما. وفيما يلي جملة من النصائح: 1- من الحكمة تجنب الوقوف على القدمين ساعات طويلة، لأن الوقوف المفرط من دون قسط من الراحة، يسبب ركود الدم في شرايين القدم، من هنا ينصح بكسر الوقوف الطويل بفترات من السير تساعد في تشغيل العضلات وفي تنشيط الدورة الدموية. وأيضاً يجب عدم انهاك القدمين فوق طاقتهما لأن هذا يفتح الباب لحدوث التشنجات والأوجاع المزعجة. وإذا كان العمل يتطلب الوقوف طوال النهار فحري بالشخص أن ينتعل حذاء رياضياً للتخفيف من وقع الصدمات على قدميه. 2- من الحكمة أيضاً شراء الحذاء المناسب للقدمين، إذ كثيراً ما يهتم الناس بجمال الحذاء على حساب الراحة التي يؤمنها، فالحذاء غير المناسب يترك مشكلة بعد انتعاله مدة كافية، وهذه المشكلة قد تبقى ذكراها عالقة في الذاكرة. ويفضل جداً أن يتم شراء الحذاء مساء لأن القدم تكون أطول من الصباح. رب سائل قد يقول وما الحذاء المناسب؟ انه الحذاء الذي تتوافر فيه المواصفات الآتية: - أن يكون مقاسه أطول من مقاس الرجل ببضعة سنتيمترات، لأن الحذاء الذي يكون على مقاس الرجل تماماً سيسبب إزعاجاً ما بعده إزعاج. - أن يكون مدوراً من الأمام وليس مدبباً تنحشر فيه الأصابع. - أن يكون عريضاً كفاية وشديد الملاءمة للكعب وأسفل القدمين بحيث يسمح بحرية الحركة لهما. - أن يكون أعلاه من الجلد أو من القماش الناعم الطري. 3- على السيدات أن يتجنبن انتعال الأحذية ذات الكعوب العالية جداً، صحيح انها مغرية، ولكنها مرهقة للقدمين والساقين والظهر. يجب أن يقتصر استعمال الحذاء المرتفع الكعب على المناسبات، أما خلال العمل والأنشطة اليومية فيجب اختيار الحذاء المنخفض الكعب. 4- غسل القدمين يومياً بالماء والصابون، مع التشديد على تنشيفهما جيداً، خصوصاً بين الأصابع. 5- ارتداء الجوارب المناسبة التي تمتص العرق، مع التشديد على أهمية تبديلها يومياً، ولتكن الجوارب قطنية صيفاً، ومختلطة من الصوف والقطن شتاء. 6- الرياضة ثم الرياضة، وخير الرياضات للقدمين المشي، فهو ينشط الدورة الدموية، ويعزز تدفق الدم، ويشد من ازر العضلات. والمشي يجب أن يستغرق من 30 الى 60 دقيقة لأربع مرات أسبوعياً، على يكون مشياً حثيثاً وبخطوات عريضة. في المختصر، إن القدمين تحملان ثقل الجسم كله ومشقة العمل اليومي، ومع ذلك فهما الجزء الأكثر إهمالاً في الجسم من قبل صاحبهما، ومن الضروري إجراء مراقبة مستمرة لهما شبه يومية لملاحظة أية تبدلات طارئة وغير طارئة، لأن الكثير من الأمراض قد يمكن اكتشافها من القدمين مثل الداء السكري، وفقر الدم، والنقرس، واضطرابات الدورة الدموية. [email protected]