أعربت إسرائيل عن ارتياحها لما وصفته ب «التغطية الإعلامية الدولية المتواضعة» ل «أسطول الحرية» التضامني الذي كان في طريقه إلى قطاع غزة واعترضت طريقه البحرية الإسرائيلية واستولت على السفينة الرئيسة فيه «مريان» وأخذت ركابها ال18، وبينهم النائب العربي في الكنيست الإسرائيلية باسل غطاس، إلى ميناء أسدود لترحيل الأجانب إلى بلادهم، وبينهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي عبر المطار الدولي في اللد. وسارع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وقادة الأحزاب الصهيونية من الائتلاف والمعارضة (باستثناء ميرتس) إلى تهنئة سلاح البحرية بنجاح العملية. وطبقاً لبيان الجيش الإسرائيلي، فإنه «بناء لقرار المستوى السياسي، وبعد استنفاد كل القنوات الديبلوماسية ورفض المبحرين التعاون معنا والتوجه إلى ميناء أسدود بدل ميناء غزة»، قرر الجيش السيطرة على الأسطول وجره إلى ميناء أسدود بعد أن توجه أفراد سلاح البحرية بمكبرات الصوت إلى ركاب السفينة بتحذيرهم من أنهم إذا واصلوا المسار نفسه، فإنهم «ينتهكون بذلك الإغلاق البحري التي تفرضه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وسيعرّضون أنفسهم إلى قيام أفراد الكوماندوز البحرية بالاستيلاء على السفينة». وأضاف أن البحرية اعترضت سفينة «مريان» التي كانت على رأس أربع سفن «على بعد عشرات الكيلومترات من شواطئ إسرائيل، فيما عادت السفن الثلاث الأخرى من حيث أبحرت». وقام أفراد الكوماندوز البحري بتفتيش السفينة، ثم ربطها بسفينة كبيرة للبحرية الإسرائيلية وجرها نحو ميناء أسدود. واعتبر الجيش عملية الاستيلاء «سريعة وبلا إصابات». وكان مفروضاً أن يسلم الجنود ركاب السفينة رسالة شخصية تهكمية من نتانياهو يرحب فيها بقدومهم إلى إسرائيل، «لكن يبدو أنكم ضللتم الطريق، وكنتم تعتزمون التوجه إلى مكان ليس بعيداً من هنا، إلى سورية، حيث يذبح النظام يومياً أبناء شعبه بدعم من النظام الدموي في إيران». وهنأ نتانياهو «أفراد وحدة الكوماندوز» البحرية على «التنفيذ الحازم والناجع باعتقال المسافرين في السفينة التي حاولت دخول شواطئ غزة خلافاً للقانون»، معتبراً الأسطول «استعراضاً من النفاق والأكاذيب يساعد حركة حماس دون سواها ويتجاهل الفظائع في منطقتنا». وأضاف أن منع دخول السفينة إلى المياه الإقليمية الإسرائيلية «تم بناء للقانون الدولي، رافضاً تسمية الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ تسع سنوات باسمه. وتابع أن إسرائيل «لن تقبل بإدخال وسائل قتالية لمنظمات الإرهاب في القطاع، مثلما حصل في الماضي عبر البحر»، مدعياً أن إسرائيل تساعد في نقل بضائع وعتاد إنساني للقطاع وسمحت العام الماضي بدخول 800 شاحنة يومياً حملت أكثر من 1.6 طن من البضائع، «هذا فضلاً عن مساعدة إسرائيل في مئات المشاريع التي تقوم بها منظمات دولية، بينها مستشفيات وعيادات طبية». من جهته، اعتبر وزير الدفاع موشيه يعالون الأسطول «استمراراً لحملة نزع الشرعية عن إسرائيل... ولا علاقة له بالعمل الإنساني». ووصف زعيم «البيت اليهودي»، وزير التعليم نفتالي بينيت الأسطول ب «أسطول الإرهاب»، وكذا فعل زعيم «يش عتيد» الوسطي يئير لبيد، الذي طالب اللجنة التأديبية في الكنيست بمعاقبة النائب غطاس «على دعمه الإرهاب بشكل علني وسافر». وانضم زعيم المعارضة إسحق هرتسوغ إلى المهنئين الجيش على عملية اعتراض «الأسطول الاستفزازي»، لكنه أضاف محذراً أن قضية غزة والقضية الفلسطينية ما زالتا على جدول أعمال العالم. وقال إن المطلوب من إسرائيل إطلاق مبادرة جريئة وجديدة «لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع الحالي، ولا أستبعد عملية الجرف الصامد2، لأن نتانياهو لا يفعل شيئاً». من جهة أخرى، اعتبر رئيس «التجمع» النائب جمال زحالقة عملية اعتراض الأسطول «عدوانية عسكرية ضد أسطول إنساني هدفه طرح قضية الحصار على القطاع ورفعه وفتح الحدود بين القطاع والضفة الغربية». وأعلن دعمه التام لزميله غطاس على مشاركته في الأسطول.