أوقفت إحدى الأسر في العاصمة المقدسة مراسم دفن أحد أبنائها، نزولاً عند رغبة والده السجين الذي ينتظر إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، فيما رفضت إدارة سجون مكةالمكرمة أمس (السبت) السماح له برؤية ابنه المتوفى قبل ساعة دفنه. واستغربت والدة السجين وجدة الطفل المتوفى فاطمة بجوي رفض إدارة السجن السماح لابنها عيسى جابر الراجحي برؤية ولده، والصلاة عليه وحضوره مراسم دفنه، وقالت ل«الحياة» : «على رغم أننا قدمنا كل الضمانات المطلوبة من كفالة حضورية وغرامية لابننا السجين، رغبةً منا في تمكينه من رؤية ابنه قبل مواراة جسده الثرى، وتقبل واجب العزاء فيه إلا أن إدارة السجن رفضت رفضاً قاطعاً، معللةً رفضها بأن أنظمة البلاد لاتسمح بهذا الأمر». وأضافت: « منذ أسبوع كامل، ونحن نحاول طرق كل الأبواب للحصول على إذن رسمي يسمح لنا بمشاهدة الأب لابنه قبل أن يدفن لكن من دون جدوى، فبعد أن توجهنا لإدارة السجون في مكة، قوبلنا بالرفض الشديد، ووجهنا لإمارة منطقة مكةالمكرمة للحصول على الموافقة، التي كتبت على خطابنا الموجه أنه يعامل وفقاً للأنظمة، ماجعلنا نستبشر خيراً، أملاً في قرارها مايطفئ نار انتظارنا»، مشيرة إلى أنه بعد مرور ثلاثة أيام وعند حضورهم في اليوم المحدد، فوجئوا بإدارة السجن تخبرهم بأن خطاب الإمارة أكد عدم سماحه برؤية الأب المكلوم لابنه مهما كانت الظروف. وذكرت أنهم لم يفقدوا الأمل وبدأوا في مخاطبة بعض الجهات العليا، لافتة إلى أن ما فاقم الوضع هو مطالبة إدارة مستشفى النور لهم بضرورة استلام جثة الفقيد من ثلاجة الموتى فيه، بحجة أنها لا تستطيع الحفاظ على الجثة داخلها لفترة زمنية أطول، «كون الوفاة تعتبر عادية ولاتتبع لقضية جنائية ينتظر الانتهاء من التحقيقات في شأنها». وتابعت بصوت حزين: «بت في حيرة من أمري، لا أملك معها إلا الدموع، فابني يصر على رؤية جثمان ابنه، وإدارة السجن ترفض ذلك، وعلى الجانب الآخر إدارة المستشفى وثلاجة الموتى تلح علينا في استلام جثة ابننا، إضافةً إلى أن منزلنا لايكاد يفرغ من جموع المعزين من دون أن يحدد موعد نهائي للدفن ما أثقل كاهلنا».