استبعدت وزارة الداخلية الإيرانية أن تكون حادثة التسمم التي طاولت 36 سعودياً، بينهم أربعة أطفال متوفين، «متعمدة». وأكد مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية حسين ذو الفقاري، أن حادثة تسمم الزوار السعوديين «لم تكن متعمدة، وإنما وقعت نتيجة إهمال وجهل في استخدام مبيدات حشرية غير مرخصة». فيما أكد القنصل السعودي العام بالإنابة عبدالله الحمراني في تصريح ل «الحياة»، انتهاء الإجراءات الرسمية لدفن المتوفين الأربعة، إلا أنه قال: «إن انشغال الأهالي بذويهم المرضى والمصابين أعاقهم عن الحضور لإنهاء التوقيعات الرسمية، التي تتضمن الموافقة على الدفن»، مشيراً إلى احتمال حضورهم خلال الساعات المتبقية من يوم أمس، وإتمام عملية دفن المتوفين في مدينة مشهد (شمال شرقي إيران). وحاولت «الحياة» التواصل مع عوائل الأطفال المتوفين، إلا أن الحال النفسية التي يعانونها حالت دون ذلك. وحمل مساعد وزير الداخلية الإيراني في مؤتمر صحافي عقده أمس الأربعاء، خصصه للحديث حول حادثة التسمم، مدير الفندق والعمال مسؤولية «الإهمال والجهل» الذي أدى إلى وقوع الحادثة، نافياً بشدة التعمد. وقال: «سيخضعون للمحاكمة والقضاء سيحدد عقوبة المُدانين منهم». وأشار إلى إغلاق الفندق لاستكمال التحقيقات، وسيعاد افتتاحه بعد تطهيره من السموم، لافتاً إلى أن التحاليل الطبية أظهرت أن التسمم ناجم عن «الانبعاثات الناتجة عن «أقراص الأرز» (فوسفيد الألومنيوم)، الذي استخدمه عمال الفندق لقتل الحشرات، ولكنه انتقل عبر الهواء إلى الطبقات الدنيا، وانتشر فيها ما سبب التسمم»، منوهاً إلى أن بيع واستهلاك هذا النوع من السموم «محظور» في إيران منذ أعوام. وأكد ذو الفقاري أن «وزير الداخلية الإيراني أمر بالتحقيق في الحادثة فوراً ونشر النتائج، لإطلاع الجميع عليها»، مؤكداً حرص الجانب الإيراني على إطلاع نظيره السعودي على كل نتائج التحقيقات التي تُجرى. بدورها، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم عن أسفها للحادثة التي وقعت للزوار السعوديين في مدينة مشهد، معربة عن مواساتها لأسر ضحايا هذه الحادثة. وأوضحت أفخم ضمن اللقاء الصحافي الأسبوعي، أنه «منذ الساعات الأولى لوقوع الحادثة بادر المسؤولون المعنيون بمتابعة الموضوع باهتمام خاص وبشكل فوري، والتحقيق لكشف ملابسات هذه الحادثة وتفاصيلها، ولمعرفة ما إذا كانت الحادثة وقعت عمداً أم من غير قصد». وأضافت أفخم: «إن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني اجئي أعلن قبل يومين عن اعتقال خمسة أشخاص على صلة بالحادثة. كما تم أخذ عينات من المتوفين والماء والهواء والطعام في الفندق، لكشف الملابسات، ومتابعة هذا الموضوع بشكل عادل».